نوفوروسيسك وأوديسا.. قصف الموانئ يُشعل البحر الأسود

2


من جهة أخرى وبالتزامن مع الهجوم الذي وقع ليل الخميس – الجمعة، أسقطت القوات الروسية 13 مسيرة كانت تستهدف شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، وفق ما أوضحت وزارة الدفاع، مشيرة إلى عدم وقوع أضرار أو ضحايا.

الدرونات المائية

وتعليقًا على الهجوم الذي يُعد الأول من نوعه يقول مدير مركز “جي سي إم” للدراسات ومقره موسكو، آصف ملحم، بالطبع الغاية من الهجومات الأوكرانية على الداخل الروسي، كما أكدنا أكثر من مرة، هي خلق حالة من الذعر والفوضى وسط الناس وحرف الأنظار عن الفشل الذي تواجهه أوكرانيا في هجومها المضاد.

ويُضيف آصف ملحم، هذه المرة يوجد عدة عناصر جديدة في هذا الهجوم، يجدر التوقف عندها لفهم ما حصل ومن هو المستفيد!؛ أولًا:  إن لم يكن قد تم إطلاق هذا الدرون من إحدى السفن في البحر الأسود، فهذا يعني أنه قد تم إطلاقه من الشواطئ الأوكرانية، أي أن الدرون قطع مسافة 600-700 كيلومتراً حتى وصل إلى ميناء نوفوروسيسك.

ويُشير مدير مركز “جي سي إم” للدراسات ومقره موسكو، إلى أنه قبل الحادث بساعات، صرّحت ناتاليا غومينوك، مديرة المركز الإعلامي الأوكراني الموحد لقيادة عمليات الجنوب، في برنامج تيلي ماراثون، وهو برنامج تلفزيوني تبثه عدة قنوات أوكرانية بأن أوكرانيا قادرة على طرد الأسطول الروسي من البحر الأسود إلى ميناء نوفوروسيسك، باستخدام الدرونات المائية من نوع MAGURA V5.

  • هذه درونات أوكرانية تستطيع السباحة لمسافة 800 كيلومتراً و كتلتها المتفجرة 200 كيلوغراماً و كلفة صناعتها 273 ألف دولار أميركي.
  • برزت رواية أخرى بأن هذه الدرونات هي من صناعة الشركة الفرنسية ECA Group، التي تصنع درونات بحرية من نوع K-STER C، وهذه الدرونات دخلت الخدمة في القوات البحرية البلجيكية و الهولندية منذ عام 2019. لذلك من المرجح أن تكون أوكرانيا اعتمدت على هذه التكنولوجيا الفرنسية في صناعة درون MAGURA V5.

ويؤكد آصف ملحم، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن هناك تكنولوجيا تم نقلها بالفعل إلى الداخل الأوكراني لاستخدمها في المسيرات الانتحارية التي أصبحت في الوقت الحالي هي كرت كييف الوحيد في المعركة الآن.

لماذا ميناء نوفوروسيسك؟

أدى الهجوم الأوكراني على ميناء نوفوروسيسك بالدرونات إلى إصابة إحدى سفن الإنزال، المسماة بـ Olenegorsky Gornyak. ، والتي تم إرسالها إلى البحر الأسود قبل بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بوقت قصير لا استخدامه في الإنزالات البحرية في البحر الأسود.

  • الميناء هو من أكبر الموانئ الروسية؛ إذ يتم تصدير العديد من المواد الاستراتيجية الهامة عبره، كالحبوب و النفط.
  • عام 2022 تم تصدير حوالي 15 مليون طن من الحبوب و 59 مليون طن من النفط
  • الميناء يضم اتحاد خطوط أنابيب بحر قزوين، ما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط.

يقول نعومكن بورفات المتخصص بالسياسية الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، إن الهجوم الأوكراني الأخير، يُعد رد عملي على تدمير روسيا لميناء ومدينة أوديسا على مدار الأيام الماضية، وتدمير الصوامع لتكبيل قدرة كييف على تصدير مخزونها.

ويُضيف نعومكن بورفات، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الميناء الروسي كان يستخدم أيضًا لشن هجمات على سواحل أوكرانيا بالكامل، ويعد هو التهديد الأول لجميع السفن التي تعبر البحر الأسود لمنعها من تصدير الحبوب، كما هددت موسكو بذلك؛ وتصاعدت حدة الاشتباكات بالفعل في البحر الأسود والموانئ المحاذية منذ أن رفضت موسكو الشهر الماضي تمديد اتفاق الحبوب والانسحاب منه بشكل نهائي.