بعد هزيمة معارضة تركيا.. أكشنار تناور لضبط تماسك “حزب الخير”

1


وتواجه زعيمة حزب الخير، ميرال أكشنار، معارضة قوية وانتقادات بسبب أداء الحزب وتراجع عدد مقاعده البرلمانية، مما أدى إلى استقالات من بعض القيادات، ووصل إلى حد المطالبة باستقالتها.

وتتجه الأنظار حاليا صوب القرارات التي ستتخذها أكشنار، قبل المؤتمر العام للحزب (24 و25 يونيو) حفاظا على استقرار الأوضاع.

ويرى محللون سياسيون أتراك، أن الأوضاع في حزب الخير “مضطربة بسبب نتائج الانتخابات”، لافتين إلى أن “الكل في انتظار الخطوات التي ستقدم عليها أكشنار قبل اجتماع الهيئة العامة للحزب، فهي قادرة على الإمساك بزمام الأمور، لكنها تخشى أن يتجه المستقيلون نحو تأسيس حزب جديد يضم له الأصوات الغاضبة في حزبها”.

 موقف أكشنار

  • قالت أكشنار، خلال اجتماع الهيئة الإدارية العامة، قبل يومين، موجهة حديثها لمن يطالبونها بالاستقالة: “يمكن لأي شخص أن يأتي ضدي. أنا سأترشح”.
  • هذا الرد جاء على انتقادات وُجهت لها من قبل قيادات في الحزب، حيث أعرب هؤلاء عن قلقهم، مذكرين أكشنار أن مجلس المؤسسين الذي كان يضم 200 شخصا، انخفض إلى 131 بسبب الاستقالات.
  • من جانبه، قال المتحدث باسم الحزب، كورشاد زورلو، في تصريح صحفي: “سنجتمع كلنا حول ميرال أكشنار”.

موجة الاستقالات

  • كبير مستشاري رئيسة حزب الخير، البرلماني السابق عن إزمير، أيتون شيراي، أعلن استقالته من صفوف الحزب المعارض، وتتواصل الاستقالات بعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
  • قبل ذلك، أعلن أحد مؤسسي الحزب والبرلماني السابق عن إسطنبول، أهدت أنديجان، استقالته من الحزب.
  • خلال تغريدة نشرها على تويتر، انتقد أنديجان رئيسة الحزب، دون ذكر اسمها، قائلا: “للأسف في المرحلة التي بلغناها اليوم لم يعد بالإمكان العمل بتناغم من الناحية السياسية والهيكلية مع إدارة الحزب”.
  • استطرد في التغريدة: “على الجانب الآخر، تلك العقلية التي لم تخجل من خداع الشعب بفيديوهات زائفة وشعارات كاذبة وإقحام أعداء الجمهورية بالبرلمان، وبيع الجنسية وإساءة استغلال الدين واستخدام جميع أجهزة وموارد الدولة بشكل ظالم للحصول على أصوات الناخبين، فازوا بالانتخابات ولو بفارق بسيط وتواصل الحكم. لذا لابد من مواصلة النضال”.
  • أنديجان أكد أنه “سيواصل العمل السياسي في صفوف المعارضة غير الحزبية، متقدما بالشكر لكل من منحه ثقته وسانده”.

تقلص مجلس المؤسسين

  • استقال 70 من 200 شخص أسسوا الحزب في 2017، ومن بينهم أسماء مهمة من ذوي الخبرة.
  • أهم منشق داخل الحزب هو أوميت أوزداغ، الذي أسس حزب النصر، وبالإضافة إليه، هناك العديد من الشخصيات المعروفة اجتماعيا، ومن بينهم نواب سابقون ورؤساء بلديات تابعة للحزب.

“موقف صعب”

تعليقا على هذه الأحداث، قال المحلل السياسي التركي، محمد كنبكلي، لموقع “سكاي نيوز عربية”:

  • “ناخبو حزب الخير هم أشخاص قوميون ويرفضون أي محاولة للتقارب مع حزب الشعوب الديمقراطي (الموالي للأكراد)، لذلك غضب الكثير منهم وعادوا لحزبهم الأم، حزب الحركة القومية”.
  • “نتيجة لذلك، حصل حزب الخير على 9 بالمئة فقط في هذه الانتخابات، لذلك أكشنار حاولت القليل من خيبة أملها بتصريح بعد الانتخابات تقول فيه إن حزبها لم تنقص أصواته ولم تزد”.
  • “أمام أكشنار مهمة صعبة قبل الانتخابات البلدية، فهل تعيد لملمة صفوفها من جديد في ظل وجود حركة مناهضة لها داخل الحزب بقيادة يافووز أغيرلي أوغلو المستقيل من الحزب، وكوراي إيدن؟”.
  • “هذان الاسمان هما ركن الأساس في تأسيس الحزب، فما الذي ستفعله أكشنار لتهدئة هذا الخلاف؟”.
  • “أغيرلي أوغلو هدد بتأسيس حزب جديد لسحب الأشخاص الغاضبين من إدارة أكشنار للحزب، وهذا إن حدث سيكون ثاني حزب سياسي انشق من حزب الخير، بعد حزب النصر بقيادة أوميت أوزداغ، فهل يحتمل حزب الخير الذي لا يملك سوى 9 بالمئة من الأصوات انشقاقات جديدة؟، وما خطة أكشنار لوقف هذه الانقسامات؟”.

واعتبر كنبكلي أن “تحالف أكشنار مع حزب الشعب الجمهوري خلال الانتخابات البلدية المقبلة ستحكمه معايير أخرى”، قائلا: “ربما يدخل حزب الخير الانتخابات منفردا دون التنسيق مع الشعب الجمهوري، وربما يطالب بالحصول على بلديات كبرى مثل أنقرة التي تعتبر معقلا للقوميين، أو أن يطالب بفك التنسيق بين حزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديمقراطي”.

“أكشنار لن تغادر”

من جانبه، رأى المحلل السياسي هشام غوناي، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”:

  • “الأحزاب التي تؤسس من قبل أشخاص مثل حزب الخير الذي أسسته أكشنار، تكون نفوذ زعيم الحزب فيه قوية للغاية، حتى لو كان هناك استقالات”.
  • “اسم الحزب ارتبط باسم أكشنار، ورغم كل التطورات السلبية، لا أعتقد أنها قد تتقدم باستقالتها أو تترك قيادة الحزب لشخص آخر”.
  • “أكشنار شخصية قوية وناضلت من أجل رئاسة حزب الحركة القومية، وحينما لم تفلح في ذلك أسست حزب الخير، وهناك أحزاب سياسية تركية تتلازم بقيادة واحدة مثل حزب الوطن الأم، الذي بدأ وانتهى مع تورغوت أوزال، وحزب اليسار بدأ مع بولنت أجاويد وانتهى معه، وأعتقد أن هذا سيكون مصير الحزب المرتبط باسم أكشنار”.