بعد تصريحات رئيسته.. توقعات متشائمة لمستقبل حزب الخير التركي

3


غير أنه يبدو أن هذه التصريحات قد تنقلب على ميرال أكشنر نفسها، التي تطاردها اتهامات بتعمد حدوث هذا التصدع بناء على اتفاق مع حزب العدالة والتنمية الحاكم، بالحصول على مكاسب سياسية كبيرة بعد الانتخابات المقررة 14 مايو؛ مما دفع أعضاء بحزبها للانشقاق والانضمام إلى حزب الشعب الجمهوري، وفق محللين سياسيين تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية”.

ويضم التحالف السداسي 6 أحزاب معارضة، هي:

  • حزب الشعب الجمهوري – أكبر أحزاب المعارضة في تركيا – بقيادة كمال كيلشدار أوغلو، المرشح المطروح لانتخابات الرئاسة.
  • حزب الديمقراطية والتقدم بقيادة علي باباجان.
  • الحزب الديمقراطي بقيادة جولتكين أويسال.
  • حزب السعادة بقيادة تميل كرم الله أوغلو.
  • حزب المستقبل بقيادة أحمد داود أوغلو.
  • حزب الخير بقيادة ميرال أكشنر.

دوافع خفية

المحلل السياسي التركي، حسن سيفري، يلفت إلى أن 5 أحزاب تتفق على ترشيح كليتشدار أوغلو، ولم يعارض ذلك سوى حزب الخير، مرجعا ذلك إلى أقاويل تثار حول أن “الحزب يتحرك بالاتفاق مع تحالف الجمهور الذي يقوده حزب العدالة والتنمية؛ للحصول على دور أكبر بعد الانتخابات”.

ويشير المحلل السياسي لرواية أخرى، تقول إن “ميرال فشلت في إقناع قيادات حزبها بالوقوف خلف كليتشدار أوغلو، وفي نهاية الأمر انصاعت لقرار الحزب للحفاظ على تماسكه”.

إلا أن سيفري يتوقع أن “يهتز تماسك الحزب” نتيجة تصريحات رئيسته، مستدلا بتقدم بعض الأعضاء بالاستقالة، وانضمامهم لحزب الشعب الجمهوري، كما فعل عضو المجلس التنفيذي لمقاطعة شانلي أورفا خليل أكباير.

كما أنه، وعلى غير ما كانت تتصور ميرال، فإن ما حدث “رفع أسهم كليتشدار أوغلو، الذي تلقى إشادات نتيجة تعامله الهادئ مع الأزمة”، بحسب سيفري.

وجاء في تصريحات رئيسة حزب الخير، الجمعة، أن تحالف المعارضة “لم يعد يعكس الإرادة الوطنية”؛ مما قد يمهد لانسحاب حزبها من التحالف.

وانتقدت رفض الأحزاب الأخرى للمرشحين اللذين طرحهما حزبها للانتخابات، وهما أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول، ومنصور يافاش رئيس بلدية أنقرة، القياديين بحزب الشعب الجمهوري؛ مما يعني إمكانية حدوث تصدع داخل حزب الشعب نفسه إن وافق أحدهما.

قطع الطريق

إلا أن الرجلين قطعا الطريق على أكشنر، بإعلان دعهما لرئيس حزبهما، مرشحا للانتخابات، في بيانين متزامنين على موقع “تويتر”، مساء الجمعة.

وكتب إمام أوغلو لطمأنة مؤيدي التحالف: “ليس لدي أدنى شك في أن رئيس حزبنا كمال كليتشدار أوغلو، الذي يمثل موقف حزبنا على طاولة التحالف، بصفته قائد الحزب وتحالف الأمة، سيستمر في التقدم دون تراجع”.

وفي نفس الدقيقة، كتب يافاش: “في البيانات التي أدلينا بها حتى الآن، قلنا إننا لن نتصرف ضد ترشح كمال كليتشدار أوغلو. نحن في نفس الخط”.

“هجوم انتحاري”

المحلل السياسي التركي، جوهري قوان، يعتبر أن بياني إمام أوغلو ويافاش “قلبا الطاولة وسببا إحراجا لأكشنر، جعل ما فعلته هجوما انتحاريا سيرتد على حزبها”.

وفي هذه الزاوية، يتوقع أن يتأثر مستقبل الحزب، “لأن ما يحدث يعيد للأذهان ما جرى بعد انتخابات 2002، عندما اختفى كثير من القادة السياسيين عن الساحة”، مشددا على أنه “كان يحب على الحزب الالتزام بقرار الأغلبية دون شق الصف”.