فتاكة ورخيصة الثمن.. ما هي قدرات قنابل “أوم بي كا” الروسية؟

4


وأطلق على هذه القنابل الجديدة المجنحة لقب “الصواعق الروسية”، نظرا لشدّة الانفجارات التي تُحدثها حال الارتطام بأهدافها.

ونشرت وزارة الدفاع الروسية، يوم الأربعاء، لقطات فيديو تحت عنوان “القصاص من السماء” لعمل الطائرات القاذفة التكتيكية “سوخوي-34” على محور “كراسني ليمان” في مقاطعة لوغانسك بإقليم دونباس، وهي تحمل القنابل الانزلاقية المجنّحة الجديدة، والمعروفة باسم “أوم بي كا” UMPC، كأول إعلان رسمي لاستخدام هذا الطراز من تلك القنابل، حيث تمكّن الطيارون الروس من إصابة الأهداف بدقة عالية، كما أصابت الهجمات الروسية مركز تحكم ومراقبة للطائرات بدون طيار بجانب مركبات قتالية مدرعة.

 وفق مقطع الفيديو، قال أحد الطيّارين الروس المعروف باسم “سوليست”، أحد المشاركين في المهمة، إن الجنود والطيارين الروس ينتظرون مواجهة مقاتلات “إف-16” الأميركية التي مِن المرتقب دخولها ساحة المعارك لدعم الجيش الأوكراني.

ما هي قدرات “الصواعق” الروسية؟

النوع الجديد من القنابل الانزلاقية الروسية “أوم بي كا” هو تحوير روسي للقنابل غير الموجّهة بإضافة عدة توجيه وجنيحات لتطير بمدى بعيد وبمختلف الأوزان من 500 حتى 1500 كيلوغرام، ومن ضمن قدراتها:

  • تعمل بنظام توجيه بالقصور الذاتي أو القمر الصناعي الروسي “غلوناس”.
  • يصل مداها إلى 70 كيلومترا، وبمعدل خطأ 10-20 مترا.
  • تعمل كبديل رخيص وفعّال مقارنة بالقنابل الروسية الموجّهة بالليزر أو التلفزيونية من طراز “كاب”.
  • يصل سعرها إلى 24460 ألف دولار.
  • يصفها الخبراء بالصواعق التي لا يمكن التصدي لها.

وفق تقديرات تقارير عسكرية غربية، فتمثّل هذه القنابل دائما مشكلة كبيرة للجانب الأوكراني، حيث أعلن المتحدث باسم سلاح الجو الأوكراني يوري أغنات، في وقت سابق، أن هذه القنابل خطر جسيم على الدفاعات الأوكرانية في الخطوط الأمامية والخلفية، كما أن الطريقة الوحيدة لتفاديها هي محاولة إسقاط المقاتلة التي تحملها، وهو أمر يصعب تنفيذه عن طريق الوسائل المتاحة حاليا، في إشارة لعجز المقاتلات الأوكرانية على تنفيذ تلك المهمات.

 قنابل فتّاكة

عن قوة تلك القنابل، يقول الخبير العسكري الأميركي سيباستيان روبلين، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن ترسانة القنابل المنزلقة الدقيقة ذات الحجم الأكبر من هذا النوع يمكن أن تسمح للطائرات الحربية الروسية التي تحلّق على ارتفاع عالٍ بشنّ هجمات برية دقيقة ضد المواقع الأوكرانية على خط المواجهة.

  • تدعم المقاتلات الروسية لشن هجمات دقيقة على سلاح المدفعية والدفاعات الجوية والمقرات ومراكز الإمداد الأوكرانية، الواقعة على بعد عشرات الأميال من خلف الدفاعات الجوية الأوكرانية التي تحميها.
  • تصيب أهدافها دون الحاجة إلى النزول لمدى الدفاعات الجوية قصيرة المدى مثل “ستنغر” و”ستارسترايك”، وستكون بعيدة عن المديات القاتلة لبطاريات “إس-300″ و”بوك” التي يتراوح مداها بين 32-72 كيلومترا، لأن هذه المنظومات الدفاعية الأوكرانية لا تستطيع الاقتراب من الخطوط الأمامية.
  • بعد إلقاء تلك القنابل الفتّاكة، سيكون مِن الصعب استهداف القاذفات الروسية المطلقة لتلك القنابل.

 رخيصة الثمن وتدميرية

من جهته، يقول الباحث في علوم الطيران مينا عادل، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن الميدان الأوكراني يشهد مرحلة جديدة من استخدام طرفي النزاع للقنابل الانزلاقية، فأوكرانيا بدأت تستخدم قنابل “جي دام” الأميركية ممتدة المدى، بينما حصلت القوات الروسية على القنابل المعدلة “أوم بي كا” والتي تتميز بقلة كلفتها وتأثيرها التدميري الكبير، وأصبحت الآن تمثل خطرا داهما على القوات الأوكرانية وتزيد الوضع سوءا في ساحات المعارك إذا ما تم استخدام تلك الذخيرة من وزن 1500 كيلوغرام.

  • مِن الصعب حاليا إسقاط القاذفات الحاملة لهذه القنابل بسبب القدرات الهجومية المحدودة للمقاتلات الأوكرانية في العمليات الهجومية، لأن أقصى مدى للدفاعات الجوية الأوكرانية يصل لـ70 كيلومترا، من منظومات “إس 300″، مما يجعلها حال اقترابها للخطوط الأمامية أثناء محاولة الاعتراض، عرضة للاكتشاف أكثر عن طريق طائرات الاستطلاع الإلكترونية الروسية وتحييدها بأي وسائل متاحة من قاذفات أو مدفعية أو حتى مسيرات انتحارية التي هي من أنجح الأسلحة التي يستخدمها الجانب الروسي، وبالأخص مسيرات لانسيت التي أظهرت كفاءة عالية للاستهداف الانتقائي لمنظومات الدفاع الجوي.
  • يعول سلاح الجو الأوكراني على امتلاك مقاتلات “إف-16” الأميركية، تحديدا لمحاولة تحييد هذا الهدف عن طريق صواريخ الاشتباك الجوي بعيدة المدى من طراز “أمرام”، لكن لن تكون تلك المهمة هيّنة بسبب التغطية الجوية من مقاتلات من طرازي “سو-35″ و”ميغ-31” الروسيين اللذين يستطيعان إطلاق صواريخ بعيدة المدى من طراز “آر 77-1″ و”أر 37” بجانب التأمين بواسطة منظومات الدفاع الجوي الروسية بعيدة المدى من طراز “إس 400” التي ستصعب عملية الطيران على الارتفاع الشاهق من قبل المقاتلات الأوكرانية التي تحاول أن تطلق صواريخها.