مع الانسحاب من النيجر.. هل تطوى صفحة نفوذ فرنسا في إفريقيا؟

2


غادر السفير ومعاونوه، لينهي بذلك فصلا من فصول الخلاف بين المجلس العسكري في النيجر، وفرنسا المستعمر السابق للبلاد.

السفير وصل باريس، فيما القوات الفرنسية المتمركزة في النيجر تستعد للخروج من البلاد بحلول نهاية العام، ولكن جدول الانسحاب غير واضح المعالم بعد.

قرار سحب القوات، وإن حاولت باريس تصويره على أنه قرارها، إلا أنه كان أيضا مطلبا لقادة انقلاب النيجر، الذين أعلنوا إلغاء اتفاقيات التعاون العسكري الموقعة مع فرنسا.

وتنتشر القوة الفرنسية في قاعدة عسكرية قرب مطار نيامي الدولي وتتولى تدريب ومساعدة جيش النيجر في مكافحة الإرهاب.

وأرجع البعض سحب القوات، لتأخر التدخل العسكري الذي أعلنته المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا “إيكواس”.

الانسحاب، هو الثالث لفرنسا من دول غرب إفريقيا، فقد سبقه الانسحاب من مالي وبوركينا فاسو، وهو ما يثير تساؤلات بشأن تراجع الدور الفرنسي في إفريقيا.

واقتصر الوجود الفرنسي على قاعدتين عسكريتين فقط في المنطقة، هبوطا من 10 قواعد قبل الانقلابات التي وقعت في تلك البلدان. وهو ما يعطي مؤشرا، على تراجع دور ونفوذ فرنسا في تلك الدول التي كانت معاقل نفوذ تاريخية لها لعقود.

ولكن هل طويت الصفحة الفرنسية في النيجر؟ وما ارتدادات ذلك على نفوذها في إفريقيا عموما؟

ويقول الخبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية، جان بيار ميلالي، في حديث لبرنامج “غرفة الأخبار” على “سكاي نيوز عربية”:

  • فرنسا وصلت إلى منعطف، شاءت أم أبت، في مجال حضورها العسكري في النيجر، وماكرون اغتنم فرصة المقابلة الصحفية الأحد الماضي ليعلن عن سحب السفير ثم القوات العسكرية قبل نهاية العام الجاري.
  • اعتبر أن هذا يشكل خاتمة للوجود العسكري الفرنسي في النيجر وإفريقيا، وعبارة نتيجة لسلسلة من الانقلابات التي شاهدناها في الأعوام الأخيرة.
  • الوجود العسكري الفرنسي اليوم في إفريقيا يتجسد في قاعدتين الأولى في تشاد والثانية في جيبوتي، مع وجود عسكري في 3 دول أخرى لكنه يعد أصغر نسبيا.
  • لا اعتقد أن روسيا ستحل محل الفرنسيين في النيجر، ذلك أن الولايات المتحدة التي صارت تهتم بإفريقيا لمواجهة الروس والصينيين.
  • تعامل العسكريون في النيجر بشكل مختلف مع الأميركيين فأتاحوا لهم التحرك بحرية بخلاف حصر الفرنسيين داخل قاعدة واحدة.
  • التدخل العسكري الروسي يبدو بعيدا.

ومن لندن،  يقول مسؤول وحدة الدراسات الإفريقية في مركز تقدم للسياسات، علي هندي، لبرنامج “غرفة الأخبار” على “سكاي نيوز عربية”:

  • فرنسا والقوى الغربية كانت تدرك أن إفريقيا ذاهبة باتجاه نقطة تحول، تستدعي ترتيبات مختلفة عن تلك المعمول بها منذ الحقبة الاستعمارية.
  • الوجود الفرنسي في النيجر ودول جنوب الصحراء كان مرتبطا بالوجود الفرنسي على سواحل البحر الأبيض المتوسط
    ولم تنافسه عليه قوى غربية أخرى.
  • لكن القوى الغربية لم تتفق بشأن تصورات التحول في إفريقيا، فعلى سبيل المثال أصبحت منطقة ذات أهمية بالنسبة إلى الولايات المتحدة في سياق مواجهة النفوذ الصيني فضلا عن الوجود الروسي المتزايد.
  • عبرت الولايات عن أهمية إفريقيا بتكتلات منافسة للتكتلات الصينية، مثل تكتل دول المحيط الأطلسي، وصارت قريبة من دول إفريقيا.