قبل أن تخرج قوات فرنسا من النيجر.. متاعب تنتظرها في تشاد

2


هذه المتاعب ظهرت مقدّمات لها بمظاهرات ضد الوجود الفرنسي في تشاد، فبراير 2022، ثم مطالب من نواب برلمان بإعادة النظر في الاتفاقيات العسكرية مع باريس الشهر المنتهي.

حادث فايا

شهدت مدينة فايا، عاصمة منطقة بوركو، شمال تشاد، الثلاثاء، اضطرابات بعد مقتل شاب على يد جندي فرنسي خلال تلقيه العلاج في المركز الصحي التابع للقاعدة العسكرية الفرنسية بالمدين.

حسب مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي فإن القتيل اسمه محمد داكو (35 عاما) دخل في مشاجرة مع ممرضة، وتدخل جندي فرنسي أطلق النار عليه، وبعد انتشار خبر وفاته خرج مواطنون إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم، وتحرك الجيش لتفريق الحشد.

وللتهدئة، عقدت السلطات المحلية اجتماعا مع قيادة برخان (القوات التي تقودها فرنسا)، بحضور القيادات التقليدية للبحث عن سُبل تخفيف التوترات في فايا، وانتهوا إلى قرار بتشكيل لجنة مشتركة بين قوات برخان وجيش تشاد للتحقيق في الحادث، وفق ما أعلنه حاكم إقليم بوركو، الجنرال علي ميدي كبي.

حالة غليان

المحلل السياسي التشادي، علي موسى علي، يصف لموقع “سكاي نيوز عربية”، الأجواء في فايا بأنها “في حالة غليان”، حتى إن الحكومة قطعت الإنترنت في المدينة، ويُرجع هذه الحالة إلى:

• متوقع أن يلفت الحادث انتباه التشاديين إلى “خطورة” الوجود الفرنسي، خاصّة مع تأثرهم بموجات الرفض ضد هذا الوجود في دول الجوار، والخشية من أن تزيد القوات الفرنسية في تشاد إذا أضيفت لها القوات المحتمل خروجها من النيجر.

• حادث فايا يعاظم كره المواطنين للقوات الفرنسية ويزيد الهوة بين الطرفين، لا سيما أن الفرنسيين بالرغم من وجودهم الطويل لم يتمكنوا من الاندماج مع المجتمع التشادي ولم يكسبوا ثقته.

• هناك تحرك وتفاعل كبير من المواطنين للدعوة إلى الاستنفار ضد القوات الفرنسية والدعوة إلى رحيلها.

“قلق” فرنسي

رغم وصف مدير مركز رصد الصراعات في الساحل، محمد علي كيلاني، حادث فايا بأنه حادث عرضي فإنه يراه كذلك يعبّر عن القلق والحالة النفسية التي يعيشها الجنود الفرنسيون وقياداتهم في المنطقة، حسب حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”.

في وقت سابق، دعا نواب في برلمان تشاد، في أغسطس المنتهي، إلى إعادة النظر في الاتفاقيات العسكرية الموقّعة بين أنجمينا وباريس، وما يتعلق بالقواعد العسكرية والفرنك الفرنسي.

من هؤلاء النواب: أحمد بيدي تولومي، وتكيلال ندولاسم، ومالوم أبا عمر، والدكتور أحمد محمد حسن، الذين اعتبروا النفوذ الفرنسي في هذه الأمور نوعا من التبعية لفرنسا، وفق صحيفة “الوحدة” التشادية.