قصف مسرح تشيرنيهيف.. هل استهدفت روسيا مقر “الطيور الشرسة”؟

3


الضربة الروسية بحسب الكرملين كان الهدف منها تصفية اجتماع لمتخصصين في صناعة وتجميع المسيرات الانتحارية داخل المسرح، بينما يرى الجانب الأوكراني أن القصف يأتي استمرارًا لمسلسل سياسة الأرض المحروقة التي تتبعها موسكو في حربها، فماذا حدث في مدينة تشيرنيهيف؟

الطيور الشرسة

عقب الضربة الروسية الخاطفة والتي أدنتها الأمم المتحدة، قالت وزارة الدفاع إن المكان الذي تم استهدافه تجمع لمتخصصين من القوات المسلحة الأوكرانية، ويعملون بطائرات بدون طيار قتالية تستخدم في ضرب العمق الروسي.

تعليقًا على تلك الضربة العسكرية، يقول مدير مركز “جي سي إم” للدراسات ومقره موسكو، آصف ملحم، إن كييف كالعادة تحاول تسويق الهجوم على أنه استهداف لأماكن مدنية ولكن ما حدث هو العكس تمامًا، فتلك المدينة الواقعة شمالي أوكراني تحولت معظم مبانيها الحكومية لمراكز عسكرية وبالأخص المسرح الذي كان يضم اجتماعات أفراد تحت ستار مهرجان يحمل اسم “الطيور الشرسة”.

ويُضيف أصف ملحم، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن المسرح ما هو إلا منتدى لموردي ومهندسي ومصنعي “الدرونز” الانتحارية، ليتحول إلى مكان عسكري وليس مدني بامتياز، وهذا كشفه أيضًا دعوات المنظمين لتلك الاجتماعات داخل المسرح للحضور بعدم ارتداء الزي العسكري.

وعلى إثر القصف أصيبت معظم المبان بالقرب من مسرح الدراما في المدينة التاريخية، التي بقيت بمنأى عن الهجمات الواسعة النطاق خلال الأشهر الأخيرة، بعدما حاصرتها القوات الروسية لفترة وجيزة مع بداية حربها في أوكرانيا.

قصف انتقامي

كثفت روسيا من هجماتها على مدنا أوكرانية بعيدة عن خطوط المواجهة بصواريخ وطائرات مسيرة خلال الأيام الماضية، وهنا يقول واتلينغ كودراخيين، متخصص الشؤون الدولية بالجامعة الوطنية أوديسا، إن بنك الاستهدافات الأخير للقوات الروسية يُعد دليل على الفشل ميدانيا، ومدى الخوف من الضغط الأوكراني الأخير بالأخص سلاح المسيرات.

ويُضيف واتلينغ كودراخيين، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن روسيا وصلت لطريق مسدود بالفعل، وتحاول أن تقضي على الأخضر واليابس من أجل إيقاف شبح المسيرات التي باتت يقلق الداخل الروسي، بخلاف أن روسيا تحاول استخدام تلك الورقة من أجل تكثيف ضرباتها العقابية على الأهداف المدنية في أوكرانيا.

وحول مصطلح الضربات “العقابية”، يرى أن تحرك موسكو خلال الآونة الأخيرة يعتمد على تلك الاستراتيجية، فالقصف الأخير والذي يعد الأول على تلك المدينة التاريخية التي تضم كنائس شيدت قبل قرون وتبعد 145 كيلومترا شمال العاصمة كييف، جاء عقب عدة تحركات لصالح أوكرانيا بالفعل منها:

  • إحراز تقدم في شرق البلاد وجنوبها في إطار الهجوم المضاد.
  • أعطت واشنطن الضوء الأخضر للدنمارك وهولندا لإرسال مقاتلات إف-16.
  • تحديد موعد تدريب القوات الجوية على تلك المقاتلات الأميركية.
  • النجاح في تأمين ممر بحري لتصدير الحبوب بعيدًا عن سطوه موسكو.

التصعيد سيد الموقف

ميدانيًا أعلن الجيش الروسي إحباط محاولة عبور أوكرانية لنهر دنيبرو الذي يشكل خط الجبهة في الجنوب حيث تسعى كييف لاختراق دفاعات موسكو في تلك المنطقة التي تشهد معارك ضارية.

كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية إحباط عدة هجمات أوكرانية على موقع داخل روسيا، بما فيها العاصمة موسكو، عن طريق المسيرات الانتحارية، التي استهدفت أيضًا مطارا عسكريا بمقاطعة نوفغورود جنوب غربي روسيا.

القرم لم تسلم هي الأخرى من الهجمات الأوكرانية، فبحسب بيان الدفاع الروسية، “حاول نظام كييف شن هجوم إرهابي على أراضي شبه جزيرة القرم بصاروخ دفاع جوي من طراز (إس-200) تم تحويله إلى نسخة هجومية، حيث اُكتشف الصاروخ الأوكراني في الوقت المناسب من قبل قوات الدفاع الجوي الروسية وأُسقط”.