مع تصاعد هجمات الإرهابيين في النيجر.. ما دور التدخل الغربي؟

1


وتقع النيجر فيما يسمى بالمثلث الحدودي الملتهب، بينها وبين بوركينا فاسو ومالي، حيث تتمركز جماعات تابعة لتنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، تمارس تهريب المخدرات والسلاح والذهب والمهاجرين غير الشرعيين والبضائع، وتتخذ الحدود منطلقا لتنفيذ هجماتها ضد الدول الثلاث.

هجمات متتالية

تتابع الهجمات على فترات متقاربة منذ وقع الانقلاب العسكري في 26 يوليو، ومنها:

  • قتل 17 جنديا نيجريا على الأقل وأصيب 20 آخرون في كمين نصبه لهم إرهابيون عند كوتوغو في منطقة تيلابيري قرب الحدود مع مالي، الثلاثاء، حسب بيان وزارة الدفاع.
  • تبنت “جماعة النصرة” الموالية لتنظيم القاعدة، المسؤولية عن هجوم ضد جيش النيجر، نفذته الأربعاء 9 أغسطس، في تيلابيري، أسفر عن مقتل 6 أفراد من الجيش وإصابة 4؛ للضغط على الحكومة لتطلق سراح 16 من عناصرها.
  • يوم 4 أغسطس، هاجم إرهابيون من داعش جنودا ماليين، قال مسؤول في الشرطة المالية إنهم كانوا يرافقون شاحنات في طريقها إلى النيجر.

تنسيق “أقل من المأمول”

يرجع باحثون سياسيون توالي هذه الهجمات في أحد أسبابها إلى وقف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تنسيقهم الأمني والتدريب العسكري مع قوات النيجر احتجاجا على الانقلاب، مثلما أشار لذلك الباحث في شؤون إفريقيا، محمد تورشين، لموقع “سكاي نيوز عربية” في تقرير سابق.

لكن رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب، جاسم محمد، يقول لموقع “سكاي نيوز عربية” إن غياب التنسيق العسكري ليس هو السبب الرئيسي وراء تصعيد الهجمات في النيجر والمثلث الحدودي “لأنه لم يكن تعاونا على القدر المأمول”.

ويحيل السبب الرئيسي إلى أن الجماعات الإرهابية “تحاول استغلال الهشاشة الأمنية والفوضى في تلك المنطقة بعد الانقلاب العسكري، حيث دائما ما تظهر هذه الجماعات في هذه الظروف لتضع نفسها بديلا عن المجتمع”.

وبتعبير محمد، فإن المنطقة تحولت إلى “نقطة جذب لمختلف الجماعات الإرهابية، سواء التابعة لداعش او القاعدة، وفي نيجيريا جماعة بوكو حرام، وهناك تنافس على النفوذ بينها، وتركز على منطقتي بحيرة تشاد وخليج غينيا”.

ويعتقد أن هذه الجماعات المتطرفة ستزيد هجماتها بشكل ملحوظ.

ويتواجد لفرنسا أكثر من ألف فرد من القوات في النيجر، وللولايات المتحدة كذلك أكثر من ألف، تم الإعلان عن وقف تدريباتهم مع القوات النيجرية والتنسيق بعد الانقلاب.

مبادرة لتجنيد المتطوعين

في محاولة لإعانة الجيش في مواجهة التحديات الأمنية الداخلية والخارجية، أعلن مواطنون في النيجر مبادرة لتجنيد عشرات آلاف المتطوعين في البلاد للدفاع عنها.

وأوضح أمسارو باكو، أحد مؤسسي المبادرة، لوكالة أسوشيتدبرس، الثلاثاء، أن المبادرة، تهدف كذلك للمساعدة في جهود الرعاية الطبية، وتوفير خدمات لوجستية تقنية وهندسية في حال احتاج المجلس العسكري إلى المساعدة.

ويضيف: “هذا أمر محتمل. نحتاج لأن نكون مستعدين في حال وقوع ذلك. ستبدأ حملة التجنيد السبت المقبل في نيامي وعدة مدن قد تدخلها القوات الغازية، مثل تلك القريبة من الحدود مع نيجيريا وبنين اللتين قالتا إنهما ستشاركان في التدخل العسكري”.

ورغم إعلانها تفضيل الحل السلمي لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى السلطة، تعقد المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس”، وبعضها جارات للنيجر، اجتماعا الخميس والجمعة في غانا لبحث خيارات من بينها التدخل العسكري.

قدرات جيش النيجر

وفق مواقع معنية برصد التسليح:

  • احتل المركز 119 ضمن قائمة الدول الـ 145 لموقع “غلوبال فاير باور” لعام 2023.
  • في عام 2020 أعلن وزير الدفاع، إيسوفو كاتامبي، أمام البرلمان التخطيط لرفع عدد قوات الجيش من 25 ألفا إلى 50 ألفا خلال 5 سنوات.
  • تسليحه قديم في المدرعات والدبابات، ولديه وحدات لوجيستية من 10 كتائب مشاة آلية، وكتائب لوجستية وهندسية وسرية إطفاء ومشاة.
  • مجهز بسيارات تويوتا لاند كروزر ذات الدفع الرباعي المزودة بمدافع رشاشة من عيار مختلف.