أوروبا والمسيّرات.. هل يريد الغرب تقليل فاتورة دعم أوكرانيا؟

1


الهجمات الأوكرانية الأخيرة عن طريق المسيرات، تزامنت مع إعلان ألمانيا تزويد كييف بمنظومة طائرات مسيرة من طراز “لونا” الجيل الجديد بحلول نهاية العام، فهل ستساهم المسيرات في تحقيق أهداف أوكرانيا والغرب؟

الفاتورة الباهظة

رغم أن أوكرانيا تمتلك ما لا يقل عن 3 أنواع من الطائرات المسيرة الصنع من نوع “بوبر” و”أوج 22″ ونوع ثالث لم يحدد اسمه، إلا أن هناك أنواعا من المسيرات ذات القدرات الفائقة باتت على مرمى حجر من استعانة الأوكرانيين بها لضرب أهداف روسية في الصفوف الأولى أو العمق الروسي لا سيما (موسكو)، ومن أهم وآخر تلك المسيرات “لونا” الألمانية بدعم من الحكومة الاتحادية والتي تأتي ضمن دعم غربي متواصل.

وهنا يقول ألكساندروفيتش يفغيني، المتخصص العسكري بالمعهد الوطني الأوكراني، إن طائرة LUNA NG دون طيار تأتي ضمن صفقة دعم ألماني جديدة لكييف، مضيفا “تعد المسيرة (الألمانية) أحدث عنصر في نظام لونا للمراقبة والكشف والتتبع المحمولة جوًا، وتوردها لأوكرانيا شركة “راينميتال” الألمانية للصناعات الدفاعية في عملية ستمتد إلى آخر العام 2023″.

وأضاف، خلال تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية” أن “العديد من الدول الغربية أدركت منذ 15 شهرًا أن الأمل في نجاح أوكرانيا والقدرة على الثبات في الحرب مع فارق القوة التسليحية والنوعية في العتاد العسكري لصالح الجيش الروسي بات يعتمد على قوة وتنوع سلاح المسيرات وليس السلاح الثقيل والدبابات”.

وأضاف أن “حزم المساعدات المالية التي قدمتها العواصم الغربية خلال الشهور الأخيرة باتت أزمة كبيرة في ظل أزمة الطاقة والإنتاج وبالتالي لتعويض فارق الإنفاق، توصلت أميركا ودول حلف الناتو إلى أنه يمكن التعويل على (الدرونز) باعتبار أن المسيرات سلاح رخيص وغير مكلف للإنتاج أو الصيانة وحتى في نوعية التسليح مجرد رصاص أو شحنات متفجرة غير ثقيلة ولكنها موجهة وبدقة صوب الأهداف المحددة”.

قدرات مسيرة لونا الألمانية

  • تتميز بهيكل خفيف للغاية والطيران لأكثر من 12 ساعة.
  • يمكن إطلاقها من أي مكان باستخدام منجنيق.
  • مهامها هي التنصت وتحديد المواقع في أسوء الظروف.
  • تحقق تغطية مكانية تزيد عن 30 ألف كيلومتر مربع.
  • لديها قدرات الاتصال من جهاز استشعار إلى مطلق النار وتستطيع تحليل الطيف.

رهان كييف الحالي

تزايدت أهمية المسيرات كسلاح قوي باتت تعتمد عليه أوكرانيا وتعول عليه بقوة ضمن مساعدات دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأميركا كثيرًا في ظل تباطؤ وضعف النتائج المرجوة من الهجوم المضاد بمرحلتيه الأولى والثانية منذ بدايته في 4 يونيو الماضي.

رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال، قال في أواخر يوليو، إن بلاده تخطط لزيادة الاستثمارات في تقنية المسيرات بـ10 أضعاف، من 108 ملايين دولار في العام الماضي إلى أكثر من مليار دولار هذا العام، كما استلمت وزارة الدفاع الأوكرانية خلال العام وربع العام الأخير (15 شهرًا) أكثر من 30 نموذجًا من مختلف المسيرات الجوية المختلفة.

في السياق، يقول الباحث في الشأن الدولي أحمد العناني، إنه بالتزامن مع الاعتماد الأوكراني على مسيرات أوروبا وواشنطن، تخطط أوكرانيا لزيادة الاستثمارات في تقنية المسيرات بـ10 أضعاف، من 108 ملايين دولار في العام الماضي إلى أكثر من مليار دولار هذا العام، ما يفسر حجم حاجة كييف لتلك النوعية من الأسلحة لتعزيز ترسانتها الهجومية على خطوطها الأمامية في ظل تفوق روسيا في السلاح الجوي وكثافة المناطق المزروعة بالألغام في مناطق تحت سيطرة روسيا ترغب أوكرانيا في استعادتها.

ويُضيف العناني، في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن أوكرانيا تمتلك خططا أكيدة لإنتاج مكونات المسيرات الخاصة محليًا في ظل وجود ثلاثة أنواع من المسيرات لدى كييف “الدوارة وذات الجناح الثابت والانتحارية”، بجانب الدعم المقدم لها في هذا السلاح وآخرها من برلين.

وبشأن أهمية مسيرة لونا الألمانية، قال العناني.

  • تعول عليها أوكرانيا في تغطية مساحة واسعة من الأرض والاستطلاع.
  • رصد وتعقب القوات الروسية وأماكن وخرائط تحركاتها على الأرض.
  • الأيام الأخيرة شهدت تقدم القوات الأوكرانية واستعادة بعض المساحات ما يستدعي وجود غطاء استطلاع جوي.

ويؤكد العناني، أن سلاح المسيرات يلبي رغبة أوكرانيا مع أهداف أوروبا في تقليل فاتورة الدعم مع استمرار المساندة للحفاظ على فرص الناتو في مواجهة روسيا وتحجيم نفوذها وقوقعتها في حرب أوكرانيا خلال سنوات.