سلاح مستعمل.. هل تراجع طموح حلفاء أوكرانيا في الهجوم المضاد؟

2


ويوضح باحثان سياسيان، أحدهما من روسيا والثاني من أوكرانيا، أسباب إرسال هذه النوعية من الأسلحة لكييف، وما يؤشر إليه من مستوى ثقة حلفاء أوكرانيا بها في هذا التوقيت.

وتحدث تاجر السلاح فريدي فيرسلوس، الرئيس التنفيذي لشركة “أو أي بي لاند سيستمز”، عن أن دولة أوروبية اشترت منه دبابات “ليوبارد” قديمة كان اشتراها بدوره منذ 5 سنوات من بلجيكا، وذلك لإرسالها لأوكرانيا.

ومقرر أن تصل دبابات دبابات “أبرامز” الأميركية من طراز “إم 1 إيه 1” القديمة، إلى أوكرانيا، بحلول سبتمبر، بدلًا من الإصدار الحديث من الدبابات الأميركية “إم1 إيه2” قوية التدريع، على أن يتم إرسالها لألمانيا أولا لتخضع للتحديث، وفق صحيفة “بوليتيكو” الأميركية.

وأرجعت الصحيفة ذلك إلى أن الطراز الأحدث قد يستغرق عاما ليصل أوكرانيا.

لماذا السلاح القديم؟

يفسر الدكتور أصف ملحم، مدير مركز “جي سي إم” للدراسات في موسكو، التغيير في استراتيجية ونوعية السلاح الغربي والأميركي المرسل إلى أوكرانيا بما يلي:

  • هناك تعديلات وتحديثات تمت على دبابات “أبرامز” القديمة وتتطلع الولايات المتحدة لتجربتها عمليًا الشهر المقبل.
  • تستهلك أوكرانيا الكثير من القذائف المدفعية؛ ما أجهد مخزونات داعميها (الولايات المتحدة ودول حلف الناتو).
  • استراتيجية الغرب دائمًا التخلص من المخزون القديم، بعكس اهتمام الروس بالحفاظ على العتاد القديم.
  • تطبق أميركا نظرية ملء المربع الأول دائمًا، وتريد أن تظل حامي حمى أوكرانيا ولو بدعم عسكري قديم

دعم “بلا جدوى”

وأيا كانت الأسلحة قديمة أو جديدة، لا يتوقع ملحم “أي جدوى” من الدعم المقدم لأوكرانيا في تحقيق أهدافها هي وحلفائها، ويستند في ذلك على هذه المؤشرات:

  • الفساد المالي متغلغل في المنظومة العسكرية الغربية والأوكرانية، وأظهرت وثيقة صادرة عن وزارة المالية في أوكرانيا أن 36.3 مليار هريفنة أوكرانية تم صرفها لشراء الأسلحة، ولكنها لم تصل كييف، وكتب فيتالي شابونين، رئيس مركز مكافحة الفساد في أوكرانيا، حول هذا الموضوع.
  • هدر معظم الدعم المالي والعسكري بسرقته على يد أوكرانيين وغربيين يحفز الغرب على إعادة النظر في نوعيات الأسلحة وحجمها، فضلًا عن تزايد جماعات الضغط في أوروبا وواشنطن المنزعجة من فاتورة الدعم المرهق.
  • أصدر البنتاغون تقريرًا في يوليو الماضي يؤكد سرقة بعض الأسلحة المقدمة لأوكرانيا، ففي الفترة بين فبراير وسبتمبر عام 2022، لم يتمكن الأميركيون من متابعة شحنات الأسلحة، وفقط في نهاية أكتوبر أرسلوا لجنة إلى أوكرانيا للمتابعة، وبدؤوا في تزويد المعدات العسكرية بأنظمة متابعة لمعرفة مصيرها.
  • تبين بوضوح عدم قدرة الجيش الأوكراني على إحراز أي تقدم في الميدان، بل يتكبد خسائر فادحة في العتاد والأفراد.
  • استطاعت روسيا تدمير معظم الدبابات التي قدمها الغرب (بريطانيا وألمانيا وأميركا) لأوكرانيا.
  • لجوء أوكرانيا للهجوم بالمسيرات في الداخل الروسي ضرب من الهروب للأمام، والتعتيم على الفشل الذريع في الميدان.

“تضاؤل” الطموح الأميركي

من جانبه، يرى الدكتور واتلينغ كودراخيين، المتخصص في الشؤون الدولية بالجامعة الوطنية أوديسا الأوكرانية، أن واشنطن باتت لا تلتفت حاليًا إلى استعادة 20 بالمئة من أراضي أوكرانيا التي تسيطر عليها روسيا، ولكن يعنيها عدم تحقيق روسيا انتصارًا استراتيجيًا على أسلحتها ومكانتها العالمية باعتبارها القطب الأوحد.

ويُرجع كودراخيين ذلك إلى أنه في حال هزيمة أوكرانيا أمام روسيا قد يتحتم على أميركا وحلف الناتو خوض معركة نووية أو حرب طاحنة شاملة، تحمل في طياتها تدمير العالم، وهو ما يتجنبه الغربيون بمواصلة الدعم لإتاحة الفرصة لكييف الدفاع عن نفسها، ومنع سيطرة روسيا على أراضِ جديدة.

وتحدث مسؤولون أميركيون، الثلاثاء، عن إرسال دفعة جديدة من الأسلحة بقيمة 200 مليون دولار إلى أوكرانيا، تشمل معدات لإزالة الألغام وأسلحة مضادة للدبابات بالإضافة إلى ذخائر وأنظمة دفاع جوي، وفق وكالة “رويترز”.