بين الحياد والتدخل.. ترقب لموقف القوات الغربية في النيجر

0


كما أن هذا التدخل العسكري المحتمل، لوحّت به منظمة “إيكواس” الإفريقية لفرض عودة النظام الدستوري وإعادة بازوم للسلطة، وقد يكون أحد السيناريوهات أمام الغرب، بسبب تهديد تواجدهما العسكري ومناطق نفوذهما، ولوقف التمدد الروسي الصيني.

ويؤكد خبراء لموقع “سكاي نيوز عربية” أن التواجد العسكري الغربي في النيجر أصبح مهددا في ظل التواجد الروسي وهو أمر قد يدفع الغرب إلى اللجوء لخطط تسديد ضربة استباقية لموسكو لمنع تكرار سيناريو أوكرانيا في إفريقيا.

ما تداعيات الانقلاب على التواجد الغربي؟

  • تُعد النيجر قاعدة مهمة للجيش الفرنسي، ويتمركز بها نحو 1500 جندي لمساعدتها في التدريب ومهام مكافحة الإرهاب.
  • إخراج بازوم من المشهد قد يدفع قادة الانقلاب إلى تقليل الاعتماد على فرنسا.
  • الانقلاب عطّل خطط مهمة الاتحاد الأوروبي العسكرية، كما يمثّل تحدياً أمام إجلاء الجنود الأوروبيين من نيامي.
  • يعطل مخطط الجيش الألماني بإعادة معداته من مالي المجاورة عبر النيجر نهاية العام الجاري، بعد إنهاء مهام 1100 جندي بغرب إفريقيا.
  • التأثير على القاعدة الأميركية للطائرات الدرون، والتي كلفتها واشنطن نحو 500 مليون دولار ويتم تشغيلها من قبل الجيش الأميركي، وقد تعيد أي حكومة نيجرية في مرحلة ما بعد الانقلاب النظر في مثل هذه لكسب شرعية شعبية.

ماذا عن حجم التواجد الغربي في النيجر؟

  • تمتلك فرنسا القاعدة الجوية 101 كمحور لعملياتها، وهي تقع بالقرب من مطار “ديوري حماني” الدولي، وتعمل بمهمة مشتركة للقوات الأميركية والفرنسية.
  • يتمركز بها حوالي 800 جندي أميركي و 1500 جندي فرنسي، وأفرادا من دول الاتحاد الأوروبي للقيام بمهام تدريبية عسكرية ومدنية.
  • تشغل القاعدة 101 طائرة بما في ذلك 8 طائرات مقاتلة من طراز (Mirage 2000D )، و4 طائرات بدون طيار مسلحة من طراز (MQ-9 Reaper )، وطائرة (Boeing C-135FR) للتزود بالوقود، وطائرة نقل عسكرية (Lockheed C-130 Hercules)، بالإضافة إلى طائرات هليكوبتر (Eurocopter Tiger)، وطائرات هليكوبتر عسكرية NH90.
  • أنشأت الولايات المتحدة قاعدة كبيرة للطائرات بدون طيار باستثمار قُدر بنحو 140 مليون دولار في منطقة أغاديز بالنيجر، تحت اسم “القاعدة الجوية 201” حيث تعد ثاني أكبر قاعدة أميركية في إفريقيا، وأغلى قاعدة، كما تعمل كمركز رئيسي للاستخبارات والمراقبة، ويتمركز بها نحو ألف جندي.
  • كما تغطي القاعدة الأميركية نحو 25 كيلومترًا مربعًا، وتستضيف أسطولا كاملا من المركبات الجوية غير المأهولة (UAVs) والطائرات بدون طيار (UCAVs) ، وطائرات النقل ( MQ-9 Reapers ) و (C17).
  • الاتحاد الأوروبي بدأ في فبراير الماضي مهمة تدريب جنود النيجر ولمدة ثلاث سنوات، بكتيبة من 50 إلى 100 جندي، بهدف توفير التدريب وتقديم الخدمات الاستشارية.
  • يتواجد في النيجر أيضا نحو60 جنديا ألمانيا في المهمة الأوروبية.
  • إستونيا كانت أعلنت نيتها إعارة خمسة جنود لتلك المهمة قبل يوم واحد من الانقلاب.
  • بعثة التدريب المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي، تقدم بالتدريب في مجال حقوق الإنسان منذ عام 2012.
  • يتمركز حاليا 350 جنديا إيطاليا كجزء من البعثة منذ عام 2018.

يقول المحلل السياسي من النيجر، جيمبا كاكاندا، لموقع “سكاي نيوز عربية” إن النيجر رغم ما تعانيه من فقر تمتلك ثروات طبيعية ومعدنية متنوعة، كاليورانيوم والنفط والذهب والفحم والفضة، وكلها قطاعات تجذب استثمارات من عدة قوى دولية غربية بالإضافة إلى الصين وروسيا وتركيا وحتى إيران.

وعن القواعد العسكرية الأجنبية يضيف أنها:

  • تتوزع في مناطق نشاط الجماعات الإرهابية رغم أنها تقترب من الأقاليم الغنية بالثروات الطبيعية ما قد يدفع بالنيجريين في النهاية إلى رفض التواجد الغربي .
  • البلاد بها قواعد عسكرية فرنسية وأميركية وألمانية، وتركيا تسعى منذ 2020 لإقامة قاعدة لها بالقرب من الحدود مع ليبيا.
  • حال نجاح هذا الانقلاب ستفقد فرنسا آخر حليف بالمنطقة وستكون روسيا قد سددت ضربة خلفية للقوى الغربية بأقل ثمن ممكن.
  • موسكو قد تسيطر على ممرات عسكرية جوية وبرية عامة من شرق ليبيا إلى غرب السودان مروراً بوسط وغرب إفريقيا.
  • تجميد الغرب للمساعدات العسكرية والإنسانية للنيجر قد تستغله الصين وتقدم الدعم العسكري والقروض والمشاريع التنموية والتكنولوجية.
  • من المحتمل أن يتمدد تنظيم “داعش” في الساحل وجماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” مرهون نتيجة الفراغ الأمني، وقد يستغل الإرهابيين في الصحراء الكبرى الفراغ للتمدد في حوض بحيرة تشاد.
  • مجموعة فاغنر الروسية، أعلنت أخيراً عن “مسار جديد” لإفريقيا، وذلك يسهل نفوذاً روسياً أكبر ويعزز موقعها كثقل موازن لفرنسا.

سيناريوهات متعددة أمام الغرب

ووفق تقديرات الخبير العسكري والاستراتيجي الفرنسي، دومينيك كارايول، لموقع “سكاي نيوز عربية”، فإن التواجد العسكري الغربي في النيجر يواجه مخاطر وتحديات كبيرة بعد تعليق أوروبا تعاونها الأمني، حيث تتواجد قوات فرنسية تراجعت إلى هذا البلد بعد انقلابات مالي وبوركينافاسو، إضافة إلى القوات الأميركية الأكبر في المنطقة.

  • تعد هذه القوات مجتمعة آخر جبهة غربية ضد التنظيمات الإرهابية التي باتت تحتل مساحات بحجم فرنسا في كل من مالي والنيجر.
  • تدخل مجموعة الإيكواس عسكريا رهين بموقف الرئيس المعزول محمد بازوم، فهو لا يزال رافضا للانقلاب، لكن يبدو أنه معزول من أي قوة صلبة تعطي مسوغا للإيكواس للتدخل، كما أن القوة التي تعهدت المجموعة بتشكيلها لم تنشأ بعد.
  • بالتمدد الروسي الذي نشهده ورد فعل قائد فاغنر ودعمه للانقلاب، ففرنسا ستبحث عن أية حلول للتواجد في معادلة النيجر وبالتتابع ستفعل أميركا ذلك.
  • خيار التدخل أو الحياد أو الرحيل، بات مرهونا بأمرين: موقف قادة الانقلاب ووصولهم لتفاهمات مع الغرب حول القواعد العسكرية وتواجد قواته في النيجر، وتحركات وصلابة الرئيس بازوم ومدى قدرته على الوقوف في وجه هذا الانقلاب وإحداث تغيير ما في المعادلة السياسة.
  • القواعد العسكرية ستبقى وفرنسا وأميركا لن تنسحب في الوقت الحالي وهما في انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة.
  • حال تعقد الأمور قد يلجأ الغرب إلى خطة التدخل العسكري المباشر لتسديد ضربة استباقية لموسكو لمنع تكرار سيناريو أوكرانيا في أفريقيا.