عقوبات الجنائية الدولية.. هل تمنع بوتين من حضور قمة “بريكس”؟

1


أجرى بوتين، يوم السبت، محادثة هاتفية مع نظيره الجنوب إفريقي سيريل رامابوزا، ناقشا خلالها مبادرة السلام الإفريقية، واتفقا على عقد اجتماع منفصل على هامش القمة “الروسية-الإفريقية” الشهر المقبل في بطرسبورغ، وفق بيان للكرملين.

تتولى جنوب إفريقيا الرئاسة الدورية لـ”بريكس”، ووجهت في 25 يناير الماضي، دعوة للرئيس بوتين لحضور الاجتماع، قبل أن تصدر بحقه في 18 مارس مذكرة توقيف من قِبل المحكمة الجنائية الدولية.

مأزق جنوب إفريقيا

مأزق جنوب إفريقيا، وفق صحيفة “فايننشال تايمز”، مرجعه عضوية هذا البلد بالمحكمة التي تطالب باعتقال الزعيم الروسي، بمزاعم النقل القسري لأطفال أوكرانيين إلى موسكو.

وفق الصحيفة البريطانية، يوم السبت، فإن:

  • عضوية جنوب إفريقيا بالمحكمة تجعلها تواجه معضلة كبرى، لأنها ستكون ملزمة باعتقال بوتين لدى وصوله.
  • رئيس جنوب إفريقيا، سيستغل قمة بطرسبرغ لإقناع بوتين بعدم الحضور.
  • الكرملين يرغب بمشاركة بوتين بقمة جوهانسبرغ، وهذا قد يسبب إحراجا كبيرا لحكومة رامابوزا.

بيد أنه لم يتم تأكيد حضور بوتين للقمة التي سيشارك فيها قادة البرازيل وروسيا والهند والصين، وتناقش دول “بريكس” نقل القمة إليها لتفادي أي عواقب على جنوب إفريقيا.

كان بول ماشاتيل، نائب رئيس جنوب إفريقيا، ذكر للصحيفة، أن “رغبة الكرملين تضع جنوب إفريقيا بمعضلة كبرى، لأنها ستكون مُلزَمة بتنفيذ مذكرة المحكمة“.

تقول جنوب إفريقيا، إنها محايدة بنزاع أوكرانيا، لكن القوى الغربية، تنتقدها لاحتفاظها بعلاقات ودية مع روسيا، وبينها إجراء مناورات بحرية مشتركة بحضور وزير الخارجية، سيرغي لافروف.

لكن واشنطن تقول إن بريتوريا سمحت بشحن أسلحة إلى روسيا من قاعدتها البحرية العام الماضي، وأرسلتها إلى أوكرانيا.

رد الجنائية الدولية

قالت شبكة CNN، يوم الأحد، إنه قد يتم اعتقال بوتين حال حضوره قمة البريكس بجنوب إفريقيا.

نقلت عن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، قوله إن “جنوب إفريقيا بصفتها عضوا بالمحكمة، فعليها واجب والتزام قانوني بالقبض على بوتين حال حضوره“.

في يونيو الماضي، أصدرت جنوب إفريقيا “حصانة دبلوماسية” شاملة لجميع القادة الذين سيحضرون القمة بريكس.

حينها، قالت وزارة الخارجية بجنوب إفريقيا، إن الحصانة “لحماية المؤتمر وحضوره من اختصاصات الدولة المضيفة طوال مدة انعقاد القمة“.

لكن البعض رأى الخطوة بأنها لتوفير غطاء قانوني لزيارة بوتين، وهو ما نفته بريتوريا، وقالت إن “الحصانات لا تلغي أي مذكرة دولية بحق أي شخص“.

الأسبوع الماضي، قال رئيس جنوب إفريقيا، إن قمة بريكس ستعقد بحضور شخصي، وليس عبر الإنترنت، وسيشارك فيها جميع رؤساء دول بريكس، وفقا لإذاعة “إيويتنيس نيوز“.

ترجع العلاقات بين جنوب إفريقيا وروسيا إلى زمن نظام الفصل العنصري، حيث دعم الكرملين الحزب الحاكم في تصديه لذلك.

هل يحضر بوتين؟

من جانبها، قالت موسكو إن المناقشات بشأن صيغة مشاركة بوتين في قمة بريكس لا تزال مستمرة.

قال دميتري بيسكوف، متحدّث الرئاسة الروسية: “لم يحدد بعد بشكل نهائي حضور بوتين، وعقب اتخاذ القرار النهائي سيتم إعلانه“.

الأزمة في ميزان الخبراء

يقول الخبير الأميركي في العلاقات الدولية، ريتشارد وايتز، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن موقف إفريقيا المحايد من الأزمة الأوكرانية فاجأ الغرب. 

  • الدول الإفريقية التزمت الحياد ولم تنضم للعقوبات ضد روسيا.
  • دول القارة ألقت باللوم على الغرب بأزمة أوكرانيا وخيبّت آمال واشنطن التي توقعت إدانتها لسلوك روسيا.
  • واشنطن مارست ضغوطا كبيرة على دول إفريقيا وهددتها من عواقب انتهاك العقوبات ضد موسكو، ومع ذلك لم تنصَع أي دولة أو تنضم لأي حزمة عقوبات.
  • جنوب إفريقيا في مأزق وأعتقد أنها لن تضحي بعضويتها في المحكمة الجنائية الدولية والتي تلزمها باعتقال بوتين الصادر بحق مذكرة توقيف دولية.
  • نقل القمة للصين قد يكون ضمن الخيارات أمام بريتوريا لتفادي أي تداعيات.
  • تمثيل روسي أقل من المستوى الرئاسي مثلا سيكون أيضا ضمن الحلول المطروحة لعقد قمة بريكس بجنوب إفريقيا.

في تقديرات أستاذ القانون الدولي الجنوب إفريقي جون دوغارد، لموقع “سكاي نيوز عربية”، فإنه طبقا لميثاق وبروتوكول المحكمة الجنائية فإن الدول الأعضاء بها ملتزمون بالتعاون وتنفيذ القرارات. 

  • الدولة العضو ملزمة بالقبض على من تصدر بحقهم مذكرات توقيف دولية.
  • حال إخلال أي دولة بالتزاماتها يمثل ذلك انتهاكا صارخا لبنود المحكمة ومواثيقها، وبالتالي تواجه عقوبات من قبل الجمعية العامة للمنظمة المشكلة من 123 دولة.
  • منذ سنوات، صادقت المحكمة العليا بجنوب إفريقيا على عضوية البلاد في الجنائية الدولية ما يجعلها ملتزمة بكل مواثيق وبنود المحكمة، لذا جنوب إفريقيا لا تستطيع التهرب حيال مذكرة توقيف بوتين.
  • يتعين على موسكو وبريتوريا بحث صيغة مشتركة لإعفاء جنوب إفريقيا من الضغوط الغربية التي تواجهها.
  • زيارة بوتين رغم أنها تعزز العلاقات لكن الالتزامات القانونية على جنوب إفريقيا تتطلب اعتقاله، وهذا لا يمكن حدوثه، ما يضع البلاد في مأزق دولي.