التاريخ يعيد نفسه.. “تمرد فاغنر” يفتح جراح انتفاضة عمرها قرن

1


ووفق خبراء تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية”، فإن “تمرد فاغنر” ورغبة مؤسس المجموعة يفغيني بريغوجين، في إدخال تغييرات جذرية على هرم النظام الروسي بالقوة تشبه إلى حد كبير أحداث عام 1917، والإضطرابات التي عاشتها البلاد من جراء انتفاضة الجنرال لافار.

وذكر موقع “نيوز ري” الروسي أن الرئيس فلاديمير بوتين لمح في خطابه في أعقاب التمرد إلى أحداث عام 1917، عندما فتح تمرد المشاة بقيادة الجنرال لافر كورنيلوف الطريق أمام البلاشفة للاستيلاء على السلطة في روسيا.

وحاول بوتين تشبيه تمرد بريغوجين خلال الحرب الجارية في أوكرانيا بانتفاضة الجنرال لافار، وما تبعها من حرب أهلية بالبلاد تسببت في هزيمة ساحقة للاتحاد السوفيتي خلال الحرب العالمية الأولى.

ما قصة انتفاضة الجنرال؟

  • أطاحت ثورة فبراير 1917 حكم القيصر نيكولاي وبدأت المرحلة الثانية من الثورة البلشفية بزعامة فلاديمير لينين لإسقاط الحكومة المؤقتة بقيادة ألكسندر كيرينسك، التي استلمت زمام الأمور بالبلاد.
  •  إثر ذلك دخلت البلاد في حرب أهلية استمرت لسنوات انتهت بانتصار البلشفيين وأسفرت عن سقوط ملايين الضحايا. 
  • خلال عام 1917 لمع نجم الجنرال لافار كورنيلوف بعد سجل عسكري حافل بالإنجازات ما بين الحرب الروسية اليابانية والحرب العالمية الأولى. 
  • رفض هذا الجنرال العديد من سياسات الحكومة المؤقتة وانتقد الاشتراكيين كما اعتبر سوفيت بتروغراد مجموعة غير قانونية وصنف لينين خائنا للوطن.
  • إثر الهزائم العسكرية بالحرب العالمية الأولى أعفت الحكومة الروسية المؤقتة الجنرال بروسيلوف من مهامهم كقائد أعلى للقوات المسلحة وعينت بدلا منه كورنيلوف.
  •  بتقلده المنصب كان كورنيلوف عازما على تحقيق غايته بالقضاء على البلشفيين.
  • التقى الجنرال كورنيلوف بعدد من أثرياء روسيا لضمان دعمهم لتحركه ضد لينين ورفاقه فوعدهم بقيادة عملية عسكرية  في بتروغراد (عاصمة روسيا القصيرية وحاليا هي سان بطرسبرغ) لإنهاء وجود البلشفيين وفرض الأمن مجددا بها.
  •  حصل عدد كبير من العمال والمتعصبين البلشفيين على الأسلحة والذخيرة وتحصنوا داخل أروقة العاصمة استعدادا لمواجهة قوات كورنيلوف التي كانت في طريقها نحو العاصمة.
  •  بسبب تحرك البلشفيين المبكر، فشل انقلاب الجنرال كورنيلوف الذي أقيل من منصبه واعتقل لاحقا رفقة العديد من رفاقه ليمكث بضعة أشهر بالسجن قبل أن يتمكن من الفرار ليلقى حتفه في خضم الحرب الأهلية عقب سقوط قذيفة بالقرب منه.
  •  أضعفت عملية كورنيلوف الفاشلة حكومة كيرينسكي التي ظهرت بموقف الرجل المريض عقب استعانتها بالبلشفيين لحماية بتروغراد.
  •  بسبب ذلك تمكن البلشفيون من قلب نظام الحكم يوم 7 نوفمبر 1917 وإزاحة حكومة كيرينسكي المؤقتة لتدخل بذلك روسيا وأوروبا الشرقية في مرحلة جديدة تميّزت بدمويتها وأسفرت عن مقتل الملايين.

 أوجه التشابه بين تمرد فاغنر وانتفاضة كورنيلوف

  • يقول المحلل السياسي الروسي، فلاديمير ماتوزوف، إن تمرد قائد فاغنر كاد أن يؤدي إلى انهيار الدولة الروسية لو وجدت حركته استجابة لدى الشارع، وكانت روسيا ستدخل في حرب أهلية مثلما حدث خلال الثورة البلشيفية وما تبعها من أحداث في الاتحاد السوفيتي عام 1917.
  • أضاف لموقع “سكاي نيوز عربية” أن تمرد فاغنر خلال حرب أوكرانيا يتشابه إلى حد كبير مع انتفاضة الجنرال لافر كورنيلوف، والتي أدخلت البلاد في حرب أهلية لكن تماسك السلطة الحالية بقيادة بوتين جنبت البلاد مثل هذا السيناريو.
  • قال إن التاريخ الروسي يحفل بنماذج لأبطال اختاروا في البداية التضحية من أجل الوطن، لكنهم ارتكبوا أفعالا صنفتهم ضمن الخائنين وهذا ينطبق على وحدات فاغنر.
  • ذكر أن تمرد “فاغنر” خلال العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا كانت لا تهدف إلى إصلاح الجيش بقدر إضعافه أمام العدو، مثلما فعلت الاضرابات والحرب الأهلية خلال الحرب العالمية الأولى في الجيش الروسي بسبب انتفاضة لافار.
  •  لولا تماسك الجيش الروسي في الجبهات لنجح الهجوم الأوكراني المضاد وأحرزت كييف تقدما كبيرا ودحرت القوات الروسية.
  • تمرد فاغنر كان من الممكن أن يتسبب في هزيمة روسيا في الحرب الأوكرانية لو تركت القوات مواقعها وانسحبت اتجاه موسكو لحمايتها من الاضطربات واستغلت كييف ذلك.
  •  زعيم “فاغنر” بالغ في تقدير دوره في التاريخ، وتاريخ روسيا به عشرات القصص المتشابهة مع تمرده وجميعها انتهت بشكل أسوأ على غرار ما حدث عام 1917 وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1993 وخلال الأحداث الأوكرانية عام 2014.