“نقطة اللاعودة”.. موسكو و”فاغنر” تتوعدان بعضهما بـ”الانتقام”

2


قفزت في الساعات الأخيرة حدة الخلاف بين الجيش الروسي ويفغيني بريغوجين، قائد “فاغنر”، بشدة، كشفها تبادل الاتهامات بالتمرّد والغدر والاستهداف بالقتل.

وفيما يهوّن باحث عسكري روسي من أهمية هذا الخلاف، مطمئنا لإحباط موسكو أي خطط من ورائه، يتفاءل باحث سياسي أوكراني بأن الخلاف في كل حال سينتهي لمصلحة بلاده، وذلك خلال تعليقهما لموقع “سكاي نيوز عربية”.

تهديدات الساعات الأخيرة

  •  في رسالة وُصفت بالمفاجأة، قال قائد “فاغنر” في رسالة صوتية نشرها مكتبه تحمل نبرة غاضبة عبر تطبيق “تلغرام”، إن الجيش الروسي قصف بالصواريخ معسكرات تابعة له؛ ما أسفر عن مقتل عدد “ضخم” من قواته.
  • وجه بريغوجين أصابع الاتهام إلى وزير الدفاع سيرغي شويغو، وتوعّد بـ”الانتقام”، بينما نفت الوزارة قصف معسكرات المجموعة التي أدت دورا محوريا في التقدم الروسي داخل أوكرانيا.
  • في خطوة تصعيد جريئة ضد الجيش، دعا بريغوجين الروس للانضمام إلى صفوف مقاتليه لإنهاء ما وصفه بالفوضى.
  • ردت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب في روسيا، بأنه تم فتح قضية جنائية بتهمة الدعوة لتمرد مسلّح بعد تصريحات بريغوجين، داعية إياه للتوقف عن الأعمال “غير القانونية”.
  • أكد الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن الرئيس فلاديمير بوتن، على علم تام بالوضع الذي يدور حول مؤسس فاغنر، وأنه سيتم اتخاذ التدابير اللازمة، دون الإفصاح عنها.
  • يستعين الجيش الروسي بـ”فاغنر” منذ تأسيسها عام 2014 في معاركه مع أوكرانيا، وأسهمت بدور في سيطرة موسكو على سوليدار وباخموت في أوكرانيا، إلا أن خلافات حادة ظهرت بينهما للعلن العام الجاري بشأن السيطرة على إدارة الجبهة والتسليح.

نقطة اللاعودة

يعلّق فوروجتسوف ستاريكوف، الباحث الروسي في مؤسسة “فولسك” العسكرية، بأن تبادل الاتهامات بين القادة الروس و”فاغنر”: “ليست مجرد حرب كلامية معتادة بين جنرالات تتحاسد على مجد عسكري تحقق بضم أربع مناطق في أوكرانيا رغم إمدادات عسكرية غربية هائلة”.

لكن، يواصل ستاريكوف، تلك التطورات “قد تكون لها انعكاسات خطيرة على أداء القوات المحاربة في جبهات القتال المشتعلة شرق وجنوب أوكرانيا، مع استمرار الهجوم (الأوكراني) المضاد”.

في نفس الوقت، يرى الباحث الروسي أن الرئيس بوتين “لن يسمح بخروج الأمور عن السيطرة؛ فصراع الأجنحة العسكرية غير مسموح به في الجيوش والأنظمة القوية مثل روسيا؛ وبالتالي من الطبيعي أن يؤكد الكرملين أن بوتن على علم تام بالوضع، وأنه سيتم اتخاذ التدابير اللازمة، دون الإفصاح عنها”.

كما أن وزارة الدفاع كانت على علم مسبق بالتصعيد من جانب “فاغنر”؛ ولذلك تم إدخال قوات بديلة، من بينها قوات “أحمد” الشيشانية، حسب ستاربكوف.

تفاؤل ونشوة في أوكرانيا

المعسكر الأوكراني يتابع الخلاف بنشوة كبيرة، يترجمها جولي ميتروخين، المتخصّص في السياسة الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، بأن تلك الخلافات “تصب دون شك لصالح الجيش الأوكراني وداعميه، في ظل الهجوم المضاد على روسيا”، الذي أعلنت كييف انطلاقه في ١٠ يونيو.

يقول ميتروخين إن قوات كييف، بعد أن استعادت السيطرة على أكثر من 8 قرى وعشرات الكيلومترات من الأرض، ستحاول تكثيف عملياتها في الشرق، بالأخص في محوري باخموت وسوليدار، في الوقت الذي تحاول فيه القيادات الروسية تحجيم دور فاغنر أو السيطرة على جموحها، خشية إفلات الزمام من يديها.

في كل حال، يتفاءل الأكاديمي الأوكراني بأن “وجود قيادتين (في الجبهة الروسية)، الأولى الجيش الروسي ويقوده سيرغي شويغو، والأخرى “فاغنر” برئاسة يفغيني بريغوجين، يعني ضرورة التدخل من بوتن إما بالتهدئة أو إزاحة رجل من الاثنين، شويغو أو بريغوجين، وفي الحالتين المستفيد أوكرانيا”.

تترقب أوكرانيا وحلفاؤها في الساعات الحالية الإجراءات التي ستصدر حيال قائد “فاغنر”، لأنها ستساعدهم في إدارة دفة الهجوم المضاد على روسيا.