روسيا تستعين بـ”خطة نابليون” لصدّ هجوم أوكرانيا المضاد

3


الضربة الروسية تزامنت مع ضغط عسكري في المحور الجنوبي ضد القوات الأوكرانية. هذه التحركات الميدانية اعتبرها خبير عسكري روسي تنذر بقرب نهاية الحرب وفشل الهجوم المضاد بعد الخسائر التي تعرّضت لها كييف بالأخص سلاح المدرعات والدبابات، بينما يرى آخر أوكراني، أن خسائر روسيا خلال الأسبوع الماضي تضاعفت، الأمر الذي يدفع موسكو للبحث عن تسوية، وذلك خلال حديثهما لموقع “سكاي نيوز عربية”.

هجوم روسي معاكس

في الأيام الأولى من الهجوم المضاد، كانت الفاتورة باهظة، فحسب الإحصائيات بلغت خسائر أوكرانيا على جميع محاور القتال 3715 جنديا، و52 دبابة تضم (8 دبابات “ليوبارد” و3 دبابات AMX-10 ذات العجلات)، و207 مدرعات، و5 طائرات، ومروحيتين، و48 قطعة مدفعية ميدانية، و134 مركبة، و53 طائرة دون طيار.

في سياق متصل، قال الجيش الأوكراني، أمس، إن روسيا نفَّذت 43 غارة جوية و4 ضربات صاروخية و51 هجوما، من منصات إطلاق صواريخ خلال 24 ساعة.

في هذا الصدد، يقول هوفمان مارتشينكو، الخبير بالمركز الوطني الروسي للدراسات العسكرية، إن موسكو تتبنّى نظرية الجنرال الفرنسي، نابليون بونابرت، “خير وسيلة للدفاع.. الهجوم” فلم تنتظر وجود دعم غربي واسع، وبادرت بتكثيف هجماتها على محاور زابوريجيا وباخموت وسوليدار حتى بات من العسير اختراق الأراضي التي تقع تحت سيطرة القوات الروسية (خط الدفاع الأول) والتي تقع في مواجهة الهجوم المضاد الأوكراني، وأصبح القصف الروسي بالمدفعية والصواريخ فضلا عن هجمات المسيرات.

يوضّح مارتشينكو، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، عوامل فشل اختراق خط الدفاع الروسي الأول، ومنها:

  • انهيار سد نوفا كاخوفكا قرب خيرسون، لا سيما، عند عبور نهر دنيبرو، بدّد فرص النيْل من المواقع الروسية هناك، بغض النظر عن تبادل الاتهامات بين الجانبين.
  • الأراضي الموحلة بالطبع ستؤخّر تحرّك الأسلحة الثقيلة والدبابات والمجنزرات، فضلا عن صعوبة نصب الخنادق وإقامة تحصينات مع نقاط القتال في مناطق الجنوب.
  • يقاتل الروس في مواقع معدّة بشكل جيّد ومجهزة لا سيما محور باخموت في الشرق وزابوريجيا في الجنوب.
  • يواجه الأوكرانيون صعوبة بالغة في اختراق خطوط الدفاع الروسية على 7 اتجاهات من الجبهة، المحمية بواسطة “بحر من الألغام” والمدفعية الثقيلة والطائرات المسيّرة.
  • تدمير الكثير من المعدات الأوكرانية المصمّمة لاختراق الدفاع خلال الأسبوعين الماضيين، وبات المرور بحقول الألغام على طول خطوط المواجهات يمثّل تحديا حقيقيا لمسيرة الإمدادات الغربية والدعم.
  • التهديد البري، ليس المشكلة الوحيدة التي تواجه القوات الأوكرانية، فهي تتعرض لنيران مكثفة من طائرات الهليكوبتر والطائرات المسيّرة الروسية، وهي تفتقد للقوة الجوية المناسبة لحمايتها.

تحصينات أمام الدبابات

تُحاول القوات الأوكرانية إخراج القوات الروسية من ضواحي مدينة باخموت المدمَّرة، التي استمرت معاركها أكثر من 6 أشهر وانتهت لصالح موسكو. وقالت كييف إنها استعادت السيطرة على نحو 100 كيلومتر مربع من أراضيها في نحو أسبوع واحد من بدء هجومها المضاد على القوات الروسية.

التكثيف الأوكراني لمراحل الهجوم المضاد سيكون على مراحل متعاقبة، وعدم الإعلان عن أي نجاحات واسعة للهجوم المضاد لا يعني الفضل المطلق للهجوم، لأن الحرب طويلة وفقا لحسابات الغرب والروس أيضا، مع تمسّك كل طرف بمطالبه.

ألكساندروفيتش يفغيني، المتخصّص العسكري بالمعهد الوطني الأوكراني، أكد أن الجبهة الجنوبية، الواقعة بين زابوريجيا باتجاه بحر أزوف، هي المنطقة التي تعد بمثابة ممر يربط بين الأراضي الروسية، وشبه جزيرة القرم باتت المنطقة الأكثر تحصينا على الإطلاق بعد أن استغل الروس وقت التحضير للهجوم المضاد في تحصين خطوط دفاعهم.

يُضيف يفغيني، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن روسيا اعتمدت على توجيه جميع الأنظار إلى محور باخموت خلال الأشهر الماضية، من أجل تحصين كامل للجنوب والأقاليم التي ضمتها في أكثر من اتجاه:

  • المنطقة بين زابوريجيا حتى ساحل بحر أزوف أصبحت حقولا متتالية من الألغام.
  • حواجز خرسانية لصد الدبابات، والمعروفة باسم “سن التنين”، ومواقع حصينة لإطلاق النار وخنادق عميقة.
  • وضعت روسيا بطاريات المدفعية في مراكز حصينة يمكنها إمطار ساحات المعارك بالدانات المتفجّرة.
  • السيطرة على المرتفعات واستخدام المسيّرات في خطوط الجبهات الأولى.

يُشير يفغيني إلى موافقة مجلس الدوما في موسكو، الأسبوع الماضي، على مشروع قانون جديد يسمح لوزارة الدفاع بتوقيع عقود مع المجرمين المدانين للقتال في أوكرانيا، ويتيح لروسيا تعويض أي خسائر بشرية دون تجنيد إجباري مكلّف ماديا وعسكريا.

وخلال الساعات الماضية، أوقفت أوكرانيا هجومها المضاد على المناطق التي تسيطر عليها روسيا، بهدف إعادة تقييم استراتيجيتها الحربية، وفقا لمعهد دراسة الحرب (ISW).