ممر زنغزور.. وسيط التقارُب بين أرمينيا وأذربيجان

3


ومقرّر أن يربط الممر بعد اكتماله الأراضي الأذرية بإقليم ناختشيفان المنفصل عنها جغرافيا؛ حيث تقع بينهما أرمينيا، بينما يقع الإقليم على حدود تركيا وإيران وأرمينيا، موفرا فرصا جديدة لتطوير التعاون بين هذه الدول.

يرجع المحلل الأذربيجاني، أوكتاي بيرموف، في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، اهتمام بلاده بالمشروع بأنها تأمل في أن يسهم في تنمية إقليم ناختشيفان، بتسهيل التنقل منه وإليه، وتنمية المنطقة ككل.

قبول أرميني

رغم عداوتها مع أذربيجان، قبِلت أرمينيا بإنشاء الممر عبر أراضيها، وأرجع وزير الخارجية الأرميني أرارات ميرزويان، ذلك، في كلمة له أمام البرلمان، إلى حاجة بلاده لتنشيط وسائل النقل والبنى التحتية في المنطقة.

أضاف: “ستتمكّن أرمينيا من الوصول إلى إيران وروسيا من خلال هذه السكة الحديدية، وستحصل أذربيجان على خط سكة حديد مع ناختشيفان عبر أرمينيا”.

وقعت بين أرمينيا وأذربيجان صراعات منذ عام 1988 حول إقليم ناغورنو كاراباخ الذي تعتبره أذربيجان جزءا من أراضيها، بينما تدعم أرمينيا حركات انفصالية لكون أغلبية سكانه من الأرمن.

آمال تركية

يصب ممر زنغزور أيضا في مصلحة تركيا؛ حيث يزيد روابطها بالقوقاز وبحر قزوين.

يوضح هذا تصريحات لوزير النقل والبنية التحتية التركي، عبدالقادر أورالوغلو، الأحد، جاء فيها:

  • مع بدء تشغيل ممر زنغزور سيزيد نقل البضائع بالسكك الحديدية والطرق؛ ما يعني زيادة التجارة من بكين إلى لندن.
  • أهمية الموقع الاستراتيجي لتركيا في المنطقة ستزداد، وكذلك التعاون مع ناختشيفان وروسيا في النقل والطاقة.
  • حركة الشحن التي ستنشط ستزيد العمالة في قطاع الخدمات اللوجستية.

حسب أورالوغلو، فإن العمل مستمر، وسيتم بناء خط سكة حديد بطول 166 كيلومترا من هوراديز إلى مقاطعة أوردوباد في ناختشفان، وتجري مفاوضات بين أذربيجان وروسيا لبناء مقطع بطول 43 كيلومترا من الجزء الأرميني من الممر.

منافع ممر زنغزور

يأمل القائمون على الممر أن يحقّق المنافع التالية: 

  • فتح المعبر أمام حركة المواطنين والمركبات والقطارات، سيزيل عوائق واجهتها باكو العقود الثلاثة المنتهية.
  • سيُسهم ليس في نهضة ناختشيفان فحسب، بل سينعش اقتصاد المنطقة بداية من تركيا مرورا بأذربيجان ووصولا إلى وسط آسيا.
  • سيجعل الممر من أذربيجان مركزا لوجستيا مهما للغاية في القوقاز، ولاعبا في التجارة العالمية المارة عبر الأراضي الأوروآسيوية، ونقطة التقاء على طول طريق الحرير الصيني بين الصين وأوروبا.
  • يقلص المسافة بين أذربيجان وتركيا؛ إذ سيكون أقصر من خط سكة الحديد الممتد من مدينة قارص التركية، مرورا بالعاصمة الجورجية تبليسي، وصولا لباكو عاصمة أذربيجان.

قلق إيراني

تخشى طهران أن يسهّل ممر زنغزور وصول حلف شمال الأطلسي “ناتو” إلى بحر قزوين؛ ما يعني تطويق إيران وروسيا.

الخبير الاقتصادي الإيراني أومود شوكري، يعلّق على ذلك في مقالة له بأن الممر “يهدف إلى ربط أوروبا بآسيا الوسطى والصين عبر أذربيجان وتركيا”.

معللا الموقف الإيراني يضيف: “وإذا تم فتح الممر، لن يحتاج الأذربيجانيون بعدها إلى المرور عبر إيران ليسافروا إلى ناختشفان؛ ما يقلل نفوذ طهران”.

كما سيربط الممر البر الرئيسي لأذربيجان وتركيا، وتعتقد طهران أن باكو تنفّذ المشروع بضمانات تركية، وحتى إسرائيلية، حسب شوكري.

يعلّق المحلل الأذربيجاني بيرموف على موقف طهران: “علاقات إيران وأذربيجان ليست على ما يرام، وتشهد توترات على الحدود، والهجوم على السفارة الأذرية في طهران يناير الماضي أحدث فصولها”.

لا يتوقع موافقة قريبة لطهران على الممر، موضحا: “بالنظر لتأثير القوميين في سياسة إيران، يبدو أن معارضتها ستستمر”.