“باتريوت” و”كينجال” يثيران حربا إعلامية بين موسكو وواشنطن

1


وبدأت القصة حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، أن ضربة مركزة بأسلحة جوية وبحرية بعيدة المدى موجهة بدقة، تم تنفيذها في نقاط انتشار وحدات القوات الأوكرانية، وأماكن تخزين الذخائر والأسلحة ومعدات المساعدات الغربية.

وأكدت أن القصف ضرب جميع الأهداف، من بينها – نظام الدفاع الجوي الأميركي “باتريوت”، الذي تم تدميره في كييف بصاروخ فرط صوتي من طراز “كينجال”.

لكن القائد العام للقوات الأوكرانية فاليري زالوجني، رد بقول إن أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية أسقطت جميع تلك الصواريخ الـ18 التي أطلقتها روسيا، وهي 6 صواريخ “كينجال” و9 “كاليبر” و3 صواريخ من طراز “إسكندر”.

وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو للضربة الروسية وسط فرحة من مؤيدي موسكو، بينما رد الداعمين لأوكرانيا بمقاطع مناوئة تؤكد التصدي للضربة الجوية الروسية، ونجاح الدفاعات الأوكرانية.

 جدل متبادل

ما زاد من حالة الجدل ما كتبه وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف على “تويتر”، قائلا: “إنجاز رائع آخر لسلاح الجو الأوكراني.. الليلة الماضية، أسقط المدافعون عن سمائنا 6 صواريخ روسية فرط صوتية من طراز كينجال و12 صاروخاً آخر”.

لكن موسكو نفت ذلك، وقال وزير دفاعها سيرغي شويغو، ليل الثلاثاء، إن روسيا أطلقت صاروخين فقط من نوع كينجال.

وأضاف شويغو، أن “روسيا لم تطلق هذا العدد من صواريخ كينجال الذي تقول أوكرانيا إنها أسقطته”، مشيرا إلى أن “عدد هذه الاعتراضات الأوكرانية يزيد بثلاث مرات عما أطلقناه”.

كما أكدت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، تدمير 22 مسيرة أوكرانية وصواريخ أميركية وبريطانية واستهداف منظومة باتريوت في كييف وإسقاط مقاتلتين في دونيتسك وتصفية أكثر من 570 مسلحا على كافة المحاور.

 رد أميركي

ونقلت شبكة CNN الأميركية عن مسؤول في الإدارة الأميركية، لم تسمه، قوله إنه: “من المحتمل أن تكون منظومة باتريوت الأميركية الصنع قد تعرضت للتلف، ولكن لم يتم تدميرها، نتيجة قصف صاروخي روسي في كييف وحولها في وقت مبكر من صباح الثلاثاء بالتوقيت المحلي”.

وقال المسؤول إن الولايات المتحدة ما زالت تقيم حجم الضرر. سيحدد ذلك ما إذا كانت المنظومة تحتاج إلى استرجاعها كليًا أو ببساطة إصلاحها على الفور من قبل الأوكرانيين.

وقالت الشبكة الأميركية إن أوكرانيا تمتلك حاليًا منظومتي دفاع جوي من طراز باتريوت في البلاد، إحداهما تبرعت به الولايات المتحدة والأخرى تبرعت بها ألمانيا وهولندا، وليس من الواضح أي من هذه الأنظمة قد يكون قد تعرض للتلف.

 مواجهة “باتريوت” و”كينجال” بميزان الخبراء

وعلق الخبير العسكري الروسي أليكسي ليونكوف على تلك المواجهة، قائلا إن: “تدمير الصاروخ الروسي فرط الصوتي كينجال لبطارية صواريخ باتريوت المضادة للطائرات الأميركية يهدد بترك كييف بلا أنظمة دفاع جوي”.

وأضاف أن “سعادة الجانب الأوكراني بإسقاط صاروخ كينجال خلال الغارة الليلية على كييف تتميز بقصر النظر وغير مفهومة”.

وتابع: “يمكن القول إنه بثمن البطارية الكاملة لنظام الدفاع الجوي الأميركي باتريوت باهظ الثمن أسقط الأوكرانيون صاروخا واحدا من طراز كينجال، إما بدافع الغباء أو بسبب اليأس لتحقيق أي انتصار أسطوري، لتحطيم أسطورة كينجال في أوكرانيا”، وفق وكالة “نوفوستي” الروسية.

ووفق ليونكوف فإن نظام الدفاع الجوي “باتريوت” غير قادر على إسقاط صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت مثل “كينجال”، بسبب:

  • لا يستطيع رادار “سام” SAM تتبع هذا الصاروخ بسبب الحد الأقصى لسرعة الهدف المعترض الذي يبلغ 3 ماخ في الاتجاه المعاكس حيث أنه عند الاعتراض، أثناء المطاردة، يجب أن يطير الصاروخ المضاد بأسرع مرة ونصف من “كينجال”، وهو أمر غير متوفر مع “باتريوت”.
  • الولايات المتحدة أجرت اختبارات لاعتراض أهداف فرط صوتية باستخدام نظير “باتريوت” البحري في نظام الدفاع الصاروخي Aegis، ما أظهر الحاجة إلى عدد كبير جدا من الصواريخ لاعتراض الأهداف فرط الصوتية.

 لكن الخبير العسكري الأميركي بيتر أليكس، يقول لموقع “سكاي نيوز عربية” إن صواريخ كينجال مبالغ بقدراتها، وأن الدعاية الروسية المهولة التي نشبت حولها وخاصة في المواجهة الأخيرة لإنقاذ سمعة هذا السلاح.

وأضاف: “هي صواريخ باليستية معدلة قليلاً تطير بشكل أسرع بقليل لأن إطلاقها يتم إطلاقه بواسطة طائرة أسرع من الصوت”.

لكن استدرك أن “الأوكرانيين قد يكونوا بالغوا حتماً لكن قد يكون فعلاً أسقطوا عدّة صواريخ، رغم أن مقاطع الفيديو تؤكد تدمير منصة إطلاق باتريوت واحدة على الأقل”.