بعد اعتراف الكرملين.. 4 أسباب وراء صعوبة حرب أوكرانيا

2


والاعتراف الروسي النادر الذي أدلى به المتحدث باسم الكرملين. دميتري بيسكوف، يوم الخميس، قال فيه إن المعركة “صعبة جدا، لكنها ستستمر، رغم أنها حققت أهداف معينة خلال عام”.

 وأرجع خبراء عسكريين تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية” الحديث الروسي وصعوبة المعارك إلى الإمدادات الغربية المتواصلة والتي عززت قوة وتقدم القوات الأوكرانية، التوتر والصراع الذي نشب بين قوات “فاغنر” والجيش الروسي وبخاصة في معركة باخموت، فضلا عن “حرب خنادق” التي وسمت المعارك حتى الآن.

4 أسباب وراء الاعتراف الروسي
وعن الاعتراف الروسي بصعوبة المعركة، يقول الخبير العسكري الروسي سيرغي ليونكوف، إنه ينحصر في 4 أسباب، وهي:

المساعدات العسكرية:
– حيث تلقت أوكرانيا الكثير من “الأسلحة الثقيلة” من الناتو ، كعشرات الدبابات الحديثة وناقلات الجند المدرعة من الإنتاج الألماني والبريطاني، وأنظمة صواريخ باتريوت الأميركية للدفاع الجوي ، والطائرات المقاتلة السوفيتية.
– بريطانيا أعلنت إرسال صواريخ من طراز “ستورم شادو”، ما سيسمح للقوات الأوكرانية بضرب القوات الروسية ومستودعات الإمداد في العمق خلف جبهة القتال.
– بفضل تلك المساعدات، أنشأ الجيش الأوكراني والحرس الوطني ما لا يقل عن 16 لواءًا جديدًا تضم حوالي 50 ألف مقاتل .
– آخر تلك المساعدات ما أعلنته البنتاغون مؤخرا بتخصيص مساعدات عسكرية طويلة الأجل لأوكرانيا بقيمة 1.2 مليار دولار.

التدريبات الغربية للقوات الأوكرانية:
ووفقا للخبير العسكري الروسي تمثلت تلك التدريبات في:
– إطلاق واشنطن برامج تدريب للجيش الأوكراني على أسلحتها الحديثة.
– إعلان البنتاغون مواصلة التدريبات لأطول فترة ممكنة.
– واشنطن دربت الأوكرانيين على دبابات أبرامز.
– ما يقرب من 8800 جندي أوكراني أنهوا تدريبا مشتركا على الأسلحة في ألمانيا، وحاليا ما يقرب من 2250 آخرين يجرون تدريبات ببرلين.
– ألمانيا وبولندا وأوكرانيا وقعتا اتفاقا لإنشاء مركز في بولندا لإصلاح دبابات ليوبارد وتشغيله في نهاية مايو الجاري.
– الاتحاد الأوروبي ينوي تدريب نحو 30 ألف جندي أوكراني في بولندا وألمانيا ودول أوروبية أخرى.
– التدريبات جعلت الأوكران في وضعية قتالية أفضل وحققوا صمودا كبيرا أمام الجيش الروسي، بل نجحوا في تنفيذ هجمات مضادة كثيرة.

 تمترس الأوكران بـ”حرب الخنادق”

ووفق سيرغي ليونكوف، فإن التقارير الصحفية وصور الأقمار الصناعية كشفت عن أن:
– أجواء خطوط القتال الأمامية بين القوات الروسية والأوكرانية في منطقة دونيتسك تحولت إلى “حرب خنادق” ما تسببت في خسائر كبيرة بالجانبين.
– الخنادق ورغم أنها تكتيك عسكري قديم وبرغم التكنولوجيا الحديثة والتطور العسكري تم استعادتها في حرب أوكرانيا كوسيلة للقتال.
– ساهمت في تحقيق بعض الانتصارات لأوكرانيا وقامت بحماية قواتها من النيران المباشرة وضربات الصواريخ والمدفعية.

التوتر بين فاغنر والجيش الروسي
ونشبت معارك كلامية بين قائد قوات “فاغنر” يفغيني بريغوجين التي توصف بأنها الجيش الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين من جانب، ووزارة الدفاع الروسية على الطرف الآخر، بسبب نقص إمدادها بالذخيرة اللازمة.

ويقدم الخبير سيرغي ليونكوف، تسلسل زمني لتلك الخلافات التي كشفت حجم التوترات الداخلية بالجانب الروسي وبخاصة في معركة باخموت:

– الخلافات الروسية بين مجموعة “فاغنر” ووزارة الدفاع الروسية ظهرت للعلن مع بداية معركة باخموت.
– العلاقات بينهما تدهورت إلى أبعد مدى، إذ يشتكي زعيم “فاغنر” من نقص الذخيرة ويوجه هجمات شخصية لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو.
– قائد فاغنر هدد القوات الروسية أوائل الشهر الجاري بسحب قواته من باخموت، كاشفا عن أنها معرضة لخطر الحصار.
– كشف عن أن قواتِه حصلت فقط على 10 في المئة من الذخيرة المطلوبة.
– سخرية بريغوغين المتكررة من وزير الدفاع الروسي عقّدت العلاقات بين الطرفين.

 قطع الإمددات.. أبرز الصعوبات

  • ومن جانبه، قال المحلل العسكري الأميركي مايكل أليكس، إنه رغم امتلاك روسيا لثاني أقوى جيش في العالم ، لكن القوة الروسية لا يبدو أنها كافية لحسم حرب أوكرانيا من دون تخطيط لوجستي فاعل.
  • وأضاف :” روسيا تواجه صعوبات في إمداد قواتها، بفضل المساعدات العسكرية الغربية والدفاعات الجوية الأوكرانية التي كان أداؤها أفضل من المتوقع، وانعكس هذا في تكبد موسكو خسائر بشرية ومادية”.
  • وتابع أن “الجيش الأوكراني كان فعالاً للغاية في استهداف خطوط الإمداد، ما أضر بقدرة الروس في تحقيق المتطلبات اللوجستية”.

أولويات روسيا
أما توماس ميني، الباحث الألماني، فأرجع الحديث الروسي حول صعوبات المعارك، إلى أن:
– الكرملين أدرك بالفعل صعوبة تحقيق الأهداف التي رسمها في البدايةحين أطلق العمليات العسكرية لتغيير النظام السياسي في أوكرانيا.
-في الوقت الراهن، موسكو حريصة بالدرجة الأولى على الاحتفاظ بمواقعها في كل من دونيتسك ولوغانسك، مع ضمان جسر ممتد نحو شبه جزيرة القرم.