من بينها الحرب.. خيارات صعبة أمام الصين لتجاوز أزمة الرقائق

3


وفي تقييم خبير تكنولوجيا معلومات، تحدث لموقع “سكاي نيوز عربية” حول الأمر، فإن تراجع صادرات الرقائق يضع الصناعات الصينية المعتمدة على أشباه الموصلات في أزمة خانقة بدأت بالفعل، عارضا الحلول التي قد تلجأ إليها بكين، ومنها ضم تايوان الشهيرة بصناعة الرقائق.

واستوردت الصين 146.8 مليار دائرة متكاملة (نوع متطور من الرقائق) بين يناير وأبريل، بانخفاض 21.1 في المئة عن نفس الفترة من العام الماضي، وفقا لبيانات نشرتها الإدارة العامة للجمارك.

“الحلف الأميركي” والحصار

أحكمت الولايات المتحدة حصارها في الأشهر الأخيرة على الصين، بتحالف Chip 4 الذي شكلته منها ومن كوريا الجنوبية واليابان وتايوان، وكلها بلدان لها أزمات مع بكين، وهدفه تقليل وصول الرقائق إليها.

ومن التحركات الأخيرة لهذا التحالف:

• تعهدت تايوان في أكتوبر بأنها ستتبع ضوابط التصدير التي أصدرتها واشنطن، وتوصلت اليابان إلى اتفاق مشترك مع الولايات المتحدة وهولندا في يناير للتنسيق بشأن ضوابط التصدير إلى الصين.

• تقدمت بكين بشكوى ضد هذه التحركات في منظمة التجارة العالمية ووصفتها بانتهاك القواعد التجارية الدولية.

• طلبت واشنطن من سيول الضغط على صانعي شرائح الذاكرة في كوريا الجنوبية لعدم سد أي فجوة في الصين.

• وفي أكتوبر كذلك، منحت واشنطن شركتي سامسونغ وإس كي هاينكس في كوريا الجنوبية إعفاءً لمدة عام من ضوابط التصدير الشاملة التي تحد من تزويد منشآتهم في الصين بالتكنولوجيا المتقدمة، وقال وزير التجارة الكوري الجنوبي لي تشانغ يانغ، إن الإعفاء المقرر أن ينتهي أكتوبر القادم قد يُمدد “لفترة طويلة من الزمن”.

انعكاسات الحصار

• تراجعت واردات الصين الإجمالية من كوريا الجنوبية بنسبة 27.7 % في الأشهر الأربعة الأخيرة، في أكبر انخفاض بين الشركاء التجاريين الرئيسيين للصين، كما انخفضت الواردات من اليابان وتايوان بنسبة 27.5 %.

• شحنت تايوان ما قيمته 151 مليون دولار من آلات تصنيع الرقائق إلى الصين وهونغ كونغ في أبريل، بانخفاض 26% عن العام السابق.

• تراجعت صادرات الرقائق الإلكترونية من كوريا الجنوبية إلى الصين، بنسبة 44.5% خلال الربع الأول من العام الجاري (2023)، على أساس سنوي.

“نجح بالفعل”

يعتبر الخبير في تكنولوجيا المعلومات عبد الرحمن داود أن الحلف الذي أقامته أميركا “نجح بالفعل” في تقليل الواردات إلى الصين، وفي إحداث أزمة للصناعة الصينية.

ويستدل على ذلك بأنه:

• بمتابتعنا لأسواق الرقائق تأكدنا أن هناك أزمة في الصين، ومخزوق الرقائق عندها سينفد سريعا مع الطفرة الصناعية.

• جهود الصين لتوطين صناعة الرقائق ستأخذ وقتا كبيرا لتغنيها عن الاستيراد، وإذا لم تجد الصين طريقة لضمان استمرار وصول الرقائق ستعاني أزمة صناعية كبيرة.

• احتمال لجوء الصين للطرق الصناعية التي سبقت صناعة الرقائق لسد الفجوة ستجعل المنتجات الصينية بعيدة عن المنافسة تماما.

• وسط هذا الضغط، قد تجد الصين أن تايوان هي الحل لأزمة الرقائق، ويكون هذا أحد أسباب الحرب.

وتسعى الصين جاهدة للتغلب على الحصار بإيجاد البدائل المحلية، ومن ذلك إعلان شركة “هواوي تكنولوجيز” نجاحها في استبدال آلاف المكونات الإلكترونية الداخلة في تصنيع هواتفها، والتي تحظرها واشطن، ببدائل صينية.