تحركات روسيا مستمرة لحماية حلفائها.. ومينسك تطالب بـ5 ضمانات

2


على الجانب الأخر بدأت القوات الروسية في تدريب فعلى لقوات بيلاروسيا بعد إرسال صواريخ تكتيكية محمولة جوًا قادرة على حمل رؤوس نووية، كما أعلنت وزارة الدفاع تدعيم القوات المتواجدة في الجهة الشمالية والأسطول الشمالي بعد انضمام فنلندا رسميًا لحلف الناتو.

ويرى خبير في الشأن الروسي أن تلك التحركات تأتي ضمن تخوفات موسكو من اتساع نطاق الهجوم الأوكراني المضاد المنتظر والذي يدعمه الغرب بقوة، بينما يرى باحث أوكراني أن تلك التحركات هدفها إعطاء شرعية لتوسيع نطاق الحرب وإقجام بيلاروسيا بشكل رسمي وإثارة المشاكل مع اليابان أيضًا، وذلك خلال حديثهما لموقع “سكاي نيوز عربية”.

مينسك والضمانات

عقد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الساعات الأخيرة، اجتماعًا مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، في مينسك، وهي زيارة لم يكن معلنًا عنها مسبقًا؛ لمناقشة مسألة ضمان الأمن في دولة الاتحاد، يتزامن ذلك مع تخوفات رئيس بيلاروسيا من عدم التزام الغرب باتفاقات الضمانات الأمنية القائمة والتحرش العسكري ضد المتحالفين مع روسيا في حربها ضد أوكرانيا “قلبًا وقالبًا”.

في تلك الزاوية تحدث خبير الشؤون الروسية الأوروبية، الدكتور باسل الحاج جاسم لموقع “سكاي نيوز عربية” قائلًا إن التحركات الروسية تتصل وثيقًا بضرورة حماية الحلفاء ضد أي تحرشات غربية وهو ما ترجمته تصريحات ألكسندر لوكاشينكو عقب اجتماعه مع شويغو، أمس الإثنين، بالقول إن موسكو ستدافع عن مينسك فى حال تعرضها لعدوان، كما تدافع عن الأراضي الروسية، هذا التحرك نبهت له مينسك، موسكو، بشدة، لا سيما أن بيلاروسيا بحاجة إلى ضمانات من روسيا لحماية أراضيها في حالة أي عدوان خارجي.

وقال باسل الحاج، لدى بيلاروسيا قلق من التطورات العسكرية، لا سيما مع الحديث عن هجوم أوكراني جاري التحضير له في الربيع، بالإضافة أنه بعد طلبها نشر روسيا أسلحة نووية على أراضيها قد ينظر اليها كدولة مشاركة بشكل مباشر في الحرب وطرفًا فيها، كما أن طلبها مينسك الضمانات يتعلق بجانب أبعد من موضوع الأعمال العسكرية ويتعلق بالأمن الاقتصادي حيث أنها تتعرض لعقوبات غربية وهذا يخالف معاهدة بودابست 1994 والتي تعهدت بموجبها روسيا ودول غربية بضمان أمن بيلاروسيا وكازاخستان وأوكرانيا مقابل تخليها عن ترسانتها النووية التي ورثتها عن الاتحاد السوفيتي.

فند الباحث جاسم الحاج جاسم عدد من النقاط قد تمثل ضمانات للحماية الروسية الحقيقة ضد عدوان غربي محتمل.

  • نشر منظومات صاروخية نووية تكتيكية في بيلاروسيا وهذا ما حدث فعليا.
  • تدريب القوات الروسية ضباط وجنود بيلاروسيا وتنفيذ عمليات التشغيل البيني للقوات المشتركة.
  • الإسراع في إنشاء المرابض اللازمة للأسلحة النووية الروسية قيد الإنشاء، على أن تصبح جاهزة اعتبارًا من يوليو المقبل.
  • المطالبة بإنجاز مجلسي الأمن في روسيا وبيلاروسيا قريبًا العمل في مشروع المفهوم الأمني لدولة الاتحاد.
  • حصول مينسك حالة وقوع هجوم عسكري على ضمانات أمنية تعتبرها أرض روسية.

المأزق الروسي

وهنا يرى نعومكن بورفات المتخصص بالسياسية الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، أن طلبات بيلاروسيا هي في الأساس رغبة الكرملين، وهي توسيع نطاق المعارك والدول المشاركة معها فعليًا كنوع من أنواع الدعم الغربي لكييف.

وأوضح نعومكن بورفات، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن هناك تخوفات فعليًا لا يمكن لمنيسك إخفائها نتيجة متغيرات الساحة الدولية والمعارك خلال الأسابيع الماضية، ومنها:

  • انضمام فنلندا وقريبًا السويد تحت مظلة حلف الناتو واقتراب ما تسميه تهديدات الغرب.
  • تأخر حسم العديد من المعارك التي دامت شهورًا بينها باخموت يقلق مينسك ويدفعها لطلب تأمين مقدراتها.
  • تقارير تتحدث عن مطالب بيلاروسيا بزيادة التواجد العسكري للمشاة الروس بأراضيهم في قادم الأيام.
  • اقتراب سيطرة الناتو قرب حدود مينسك ونشر منظومات صاروخية مهددة للاستقرار.
  • مخاوف من زيادة عداء بولندا وليتوانيا ضد بيلاروسيا في ظل استعدادات بولندا لدعم أوكرانيا بالمقاتلات.