وكتبت صحيفة “نيويوك تايمز”، أن إيفان هو أول صحفي أميركي يجري اعتقاله من قبل السلطات الروسية بتهمة التجسس منذ انهيار الاتحاد السوفياتي.
وتدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا إلى مستوى غير مسبوق منذ أن أطلقت موسكو عمليات عسكرية بأوكرانيا في 24 فبراير 2022.
وقضت محكمة روسية، يوم الخميس، بحبس الصحفي الأميركي احتياطيا حتى التاسع والعشرين من مايو المقبل، وسط استبعاد إمكانية الإفراج عنه بعد أسابيع.
وكان إيفان، وهو صحفي معتمد في سجلات وزارة الخارجية الروسية، يعد تقريرا حول مجموعة المقاتلين الخاصة “فاغنر”، في إطار الأضواء المسلطة عليها منذ أن انخرطت بشكل مباشر في العمليات العسكرية الجارية بأوكرانيا.
وقال جهاز الأمن الفيدرالي الروسي المعروف اختصارا بـ”F.S.B”، في بيان، إن السلطات تشتبه في أن إيفان كان يقوم بالتجسس خدمة لمصالح الحكومة الأميركية.
وجرى اعتقال الصحفي الأميركي الذي يتحدث اللغة الروسية بطلاقة في مدينة ييكاتيرينبرغ، التي تبعد بنحو 900 ميل شرقي العاصمة موسكو، وسط جبال ريفية.
وأورد بيان الجهاز الروسي أن الصحفي المعتقل كان يجمع معلومات بمثابة أسرار دولة حول أنشطة واحدة من الشركات المرتبطة بالجيش ال روسي.
وأبدت الرئاسة الروسية “الكرملين” تأييدها لاعتقال الصحفي الذي قوبل توقيفه باهتمام واسع في الصحافة الغربية.
عقوبة محتملة وحل وحيد للإفراج
وبحسب “نيويورك تايمز”، فإن الصحفي المعتقل يواجه حكما بالسجن يصل إلى 20 سنة، بموجب القانون الجنائي الروسي.
وتطرقت الصحيفة أيضا إلى الجانب المتعلق بالمحاكمة، وكم ستستغرق من الوقت قبل النطق بحكم نهائي في القضية.
وذكر المصدر أن المحاكمات التي تجري في قضايا مثل التجسس بروسيا ربما تطول لأشهر، بينما تجري في إطار سري وغير علني.
وعمل الصحفي البالغ 31 سنة لفائدة “وول ستريت جورنال” منذ يناير 2022، بينما كان يعمل سابقا في روسيا مع وكالة الأنباء الفرنسية.
وكان الصحفي المعتقل قد عمل أيضا في صحيفة “موسكو تايمز”، وشغل أيضا مهمة “مساعد أخبار” في صحيفة “نيويورك تايمز”.
ولم يجر اعتقال أي صحفي غربي في روسيا، خلال السنوات الأخيرة، لأن الكثير من المنابر الغربية اختارت أن تخرج طوعا من البلاد، بعد التطورات التي تلت الحرب في أوكرانيا، قائلة إن ظروف العمل لم تعد ملائمة في ظل وجود قوانين تنذر بعقوبات ثقيلة.
وفي حال أدين الصحفي الأميركي بالتجسس، فإن مغادرته السجن ستكون وفق سيناريو واحد محتمل بحسب خبراء، وهو دخول واشنطن وموسكو في صفقة تبادل للجواسيس، حتى وإن كانت واشنطن لا تعتبره عميلا لها.
أما مغادرة إيفان للسجن قبل أن تحسن العلاقات بين موسكو وواشنطن فيظل أمرا مستبعدا، بحسب كثيرين، لا سيما على المدى القريب.