باخموت تثير الانقسام.. ماذا بعد حسم معركة الـ7 أشهر؟

1


ميدانيًا وبحسب خبراء عسكريين تحدثوا لـ”سكاي نيوز عربية”، بدأت كييف في تنفيذ عملية انسحاب لقواتها من المنطقة وسط انقسام حاد في القيادة، في الجانب الأخر ورغم التقدم زادت حدة الخلاف بين “فاغنر” والجيش الروسي.. فماذا بعد سقوط باخموت؟

 زيلينسكي والجنرالات
خلال الساعات الماضية ومع احتدام شدة المعارك، أجرى الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اجتماعًا مع كبار جنرالات الجيش، بشأن تطورات الوضع في باخموت، ليخرج بعد ذلك بيان يؤكد مواصلة القتال والاتفاق على ذلك.

 يقول لمايكولا بيليسكوف الزميل الباحث في المعهد الوطني الأوكراني للدراسات الاستراتيجية، إن معركة “باخموت” كشفت خلال الأيام الماضية من وجود انقسام حاد بالفعل في كيفية إدارة المعارك أو الانسحاب نظرًا لعدم كونها ذو أهمية استراتيجية كبيرة بحسب بعض وجهات النظر العسكرية الأوكرانية.

ويُضيف لمايكولا بيليسكوف، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن وجهة نظر الرئيس الأوكراني وعدد من قيادات الجيش هو مواصلة القتال لعدة أسباب:

  • يخشى زيلينسكي حدوث ضرر معنوي على جبهات القتال وفي الداخل أيضًا.
  • كشف منطقة دونباس ودونيتسك بالكامل أمام المدفعية الثقيلة الروسية.
  • خسارة رقعة مهمة للحصول على الدعم الغربي في هذا الحوض الصناعي الضخم.

 بينما يؤكد كبار جنرالات أوكرانيا أنهم عازمون على مواصلة القتال رغم أي متاعب، فقد نصح الجنرال فاليري زالوجني القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، الرئيس فولوديمير زيلينسكي بالتخلي عن باخموت، بدلاً من الاستمرار في الدفاع عنها، إلا أن الرئيس الأوكراني رفض وصمم على متابعة القتال.

وأوضح لمايكولا بيليسكوف، إنه رغم وجهات النظر المتعددة تبقى حقيقة واحدة، وهي أنه تم بالفعل تنفيذ عمليات انسحاب تدريجية للوحدات القتالية عبر مسارات ترابية، وتابع قائلًا: “ما يحدث ميدانيا أيضًا يتفق مع وجهة النظر الأميركية وهي التركيز على هجوم الربيع القادم وتنسيق الوحدات”.

 “فاغنر” وغنائم باخموت

في المعسكر الآخر ورغم التقدم والاقتراب من تحقيق نصرًا يكسر جمود المعارك الشرسة، بدأ التصدع يزداد بين قوات “فاغنر” ووزارة الدفاع الروسية، حيث أعلن الأول أن وضع روسيا حول باخموت “مهدد” ما لم تحصل على ذخيرة.

تقدمت “فاغنر” في الأسابيع الأخيرة بشمال وجنوب المدينة، وقطعت 3 من طرق الإمداد الأربعة للقوات الأوكرانية، ولم يتبق سوى منفذ واحد هو الطريق المؤدي إلى الغرب باتجاه تشاسيف يار.

 وفي أحدث مؤشر على التوتر بين الكرملين و”فاغنر” واصل يفغيني بريغوجين قائد المجموعة الخاصة هجومه على وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، بعدما علق على تصريحات وزير الدفاع الروسي التي قال خلالها إن قواته قتلت 11 ألف جندي أوكراني حول باخموت، قائلاً: “أعتقد أن وزير الدفاع قيمهم بشكل صحيح. لقد قتلت شركة فاغنر حوالي 11 ألف شخص في فبراير”.

وقال بريغوزين: “لا يمكنني التعليق على كلمات شويغو بأي شكل من الأشكال. لم أقابله في باخموت”. فيما شوهد بريغوزين في مناسبات متعددة في منطقة باخموت.

 وهنا يرى ألكسندر أرتاماتوف المحلل العسكري الروسي، أن تكتيكات “فاغنر” في السيطرة وحسم باخموت لا يستطيع أن ينكرها أحد وهذا ما يضع وزير الدفاع في مأزق، ولكن سيبقي السؤال الأهم إلى متي سيتسمر هذا الصدام في العلن؟

ويرى ألكسندر أرتاماتوف، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الاختلاف القائم الآن هدفه نسب النصر في هذه المعركة لجهة واحدة وليس الجانبين “فاغنر” والقوات النظامية، متوقعًا أن يستمر رئيس “فاغنر” في التصعيد الكلامي مع كل تقدم يحرزه على الأرض.