محطة مهمة بعد سوليدار.. “أفدييفكا” مفتاح النصر الكامل لروسيا

2


في تقدير محللين سياسيين تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية” فإن هذا “التقدم الروسي السريع” هو أشد رسالة إلى الغرب للرد على إعلان الأخير تقديم أسلحة نوعية ثقيلة إلى أوكرانيا، خاصة أن القتال يستعر حول أفدييفكا في نفس اليوم الذي أعلن الجيش الروسي خطته لزيادة عدد قواته.

وأعلن القائم بأعمال رئيس دونيتسك، دينيس بوشيلين، الثلاثاء، إحراز تقدم وتحسين الوضع العسكري للقوات في اتجاه أفدييفكا، كما أصبحت محطة السكك الحديدية “سول” تحت سيطرة الروس.

بالتزامن، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تغييرات واسعة النطاق في الجيش في الفترة من عام 2023 حتى 2026.

ووفق وزير الدفاع سيرغي شويغو، عقب اجتماع للإدارة العسكرية، فإن التغييرات تشمل رفع تعداد القوات المسلحة إلى 1.5 مليون فرد، وتغيير التقسيم العسكري الإداري لروسيا.

صراحة، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحفيين، إن سبب زيادة تعداد الجيش “يرتبط بتلك الحرب التي تشنها دول الغرب الجماعي ضدنا”، وإنه “يجب ضمن أمن بلادنا بشكل مطلق”.

مكاسب روسية واستغاثة أوكرانية

حسب أوليغ أرتيوفسك، الباحث في الشأن الدولي بمؤسسة “فولسك” العسكرية، فإن أفدييفكا من أشرس المعارك، ويتيح السيطرة على المدينة الواقعة على مسافة 13 كيلومترًا فقط عن دونيتسك للجيش الروسي ما يلي:

  • إحكام السيطرة على محور سوليدار بالكامل دون منغصات أوكرانية.
  • بتلك الخطوة الميدانية تستطيع روسيا إحكام الخناق على قوات أوكرانيا وقطع الاتصالات والإمدادات بين سيفرسك وباخموت.

وأما على الجانب الأوكراني:

  • قوات كييف ما زالت تسيطر على المدينة، بينما لحقت أضرار ببعض مبانيها، واسودت جدرانها وتطايرت نوافذها جراء القصف.
  • أعلن الأوكرانيون حاجتهم الماسة إلى معدات الرؤية الليلية من حلفائهم الغربيين، بينما من المقرر أن تنزل 14 دبابة طراز “تشالنجر 2” البريطانية إلى محور أدييفكا وباخموت لمساعدتهم.
  • التقدم الروسي دفع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى إطلاق استغاثة عاجلة للغرب للإسراع في إرسال الأسلحة، بعدما تكبدت بلاده الساعات الأخيرة خسائر فادحة في دونباس، وبعد أن شنت موسكو أكثر من 70 هجوما صاروخيا على محيط باخموت.

“انتصارات متوقعة”

يرجح الباحث المتخصص في الشأن الدولي، ضياء نوح، سقوط العديد من المدن الأوكرانية بوتيرة أسرع الأيام المقبلة، في طليعتها أفدييفكا وباخموت؛ تمهيدًا للسيطرة شبه التامة على إقليم دونيتسك الذي انضم إلى روسيا ضمن استفتاء المناطق الأربع سبتمبر الماضي.

يفند نوح أهمية أفدييفكا للجيش الروسي في أنها:

  • قريبة للغاية من دونيتسك والسيطرة عليها يحقق انتصارات كبيرة لروسيا توجه بها رسالة للغرب بعد إعلانه تقديم أسلحة ثقيلة لكييف، مثل دبابات “تشالنجر 2” من بريطانيا ومنظومات باتريورت الصاروخية الأميركية وأسلحة أخرى من ألمانيا.
  • ضم روسيا لأفدييفكا يضمن عامل الحسم في معركة باخموت وما حولها.
  • موسكو أعادت مؤخرًا نشر قوات نظامية قرب أفدييفكا “أفضل تدريبًا” تمهيدًا لمعركة فاصلة في محور باخموت.
  • تريد روسيا أن تترجم التغييرات التي طرأت على قياداتها العسكرية الأيام الماضية إلى نجاحات فعلية على الأرض.
  • السيطرة على أفدييفكا وباخموت لاحقا سيتيح السيطرة الروسية في جنوب وشرق أوكرانيا وضمان تأمين خطوط إمداد لوجيستية للجيش الروسي.

في تقدير نوح، فإن روسيا “نجحت في إدارة معركة استنزاف أوكرانيا، ومن خلفها الغرب بامتياز، وتتوالى انتصاراتها العسكرية على الأرض”.