زخم أميركي تجاه بكين.. هل تنجح واشنطن بنزع فتيل أزمة تايوان؟

4


وعقد الوفد الأميركي محادثات شارك فيها مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون شرق آسيا، دانيال كريتنبرينك، ومديرة مجلس الأمن القومي للصين وتايوان لورا روزنبرغر ونائب وزير الخارجية الصينية شي فينغ في مقاطعة خوبي الشمالية.

وتأتي الزيارة عقب إقرار مجلس النواب الأميركي مشروع قانون ينص على منح مساعدات عسكرية ومبيعات أسلحة لتايوان بقيمة 10 مليارات دولار، في خطوة نددت بها بكين، مؤكدة أنها ترفض بشكل قاطع إدخال الولايات المتحدة “المحتوى السلبي” بالنسبة للصين في ميزانية الدفاع الوطني.

تايوان والعلاقات

  •  الناطق باسم الخارجية الصينية وانغ وينبين: الجانبان عقدا في خبي محادثات معمّقة بشأن تطبيق التوافق الذي تم التوصل إليه في قمة بالي بين الرئيسين
  • الاجتماع تطرّق أيضا إلى تايوان، الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي ديمقراطي وتشدد الصين على أنها جزء من أراضيها وتشكّل مصدر خلاف بين بكين وواشنطن
  • وانغ إن شي فينغ وكريتنبرينك وروزنبرغر ناقشوا “تعزيز التبادلات على كافة المستويات” و”اتفقوا على المحافظة على الاتصالات

أول زيارة لوزير خارجية أميركي من 4 سنوات

  • الخارجية الأميركية قالت الأسبوع الماضي إن الوفد سيحضر لزيارة بلينكن المقررة إلى الصين مطلع 2023، والتي ستكون أول زيارة يجريها وزير خارجية أميركية إلى البلاد منذ أربع سنوات
  • تدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين في السنوات الأخيرة على خلفية سلسلة قضايا تشمل حقوق الإنسان والتجارة والتكنولوجيا
  • خلال اجتماعهما في بالي الشهر الماضي، ناقش شي وبايدن قضايا مثيرة للجدل على غرار مستقبل تايوان والقيود الأميركية على واردات التكنولوجيا المتقدمة الصينية وخطوات بكين لتوسيع نفوذها في العالم
  • غادر بايدن الاجتماع مؤكدا على عدم وجوب اندلاع حرب باردة جديدة، بينما قال شي لنظيره الأميركي إن البلدين “يرتبطان بمصالح مشتركة أكبر لا أقل

أزمة تايوان مستمرة

الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الدولية والاستراتيجية، إيرينا تسوكرمان، تقول لموقع “سكاي نيوز عربية“:

  • لفهم اتجاه هذه المحادثات، نحتاج إلى أن نفهم أن الاختلاف الأساسي بين واشنطن وبكين لا يتعلق بأي حزب أو إدارة أو زعيم في المنصب، سواء أكان بايدن أو شي أو أشخاص آخرين، بل يتعلق بالمبادئ الأساسية والهيكلية، والرؤية الجيوسياسية للحكومتين والطريقة اللتين يتعاملان بها مع شعوبهما وبالعالم الخارجي.
  • هاتان الرؤيتان للقوتين العظميين غير متوافقتين في جوهرهما، إلا أن إدارة بايدن تحاول تقديم تنازلات حول العديد من القضايا، ولكن لا يمكن أن يكون هناك حل وسط لأن رؤية بكين طويلة المدى وبغض النظر عما تقوله علنًا، بالنظر إلى التنفيذ العملي لسياستها سواء فيما يتعلق بتايوان، الاندماج العسكري-المدني، أو دور الصين في الشؤون العالمية بشكل عام.
  • لهذا السبب، لن يتم حل أزمة تايوان في نهاية المطاف إلا عن طريق الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، مما يجعل من المستحيل على الصين الاستمرار في التدخل في تايوان أو من خلال الغزو والاستيلاء الصريحين حتى لو لم يحدث ذلك.
  • تعتبر الصين تايوان جزءًا متأصلًا من أراضيها ولن تعترف أبدًا، في الهيكل السياسي الحالي، باستقلالها، وطالما أنها لا تعترف بتايوان كدولة منفصلة، فإن تهديد الأزمة سيستمر.
  • لذلك فإن أي اختراقات رأيناها حتى الآن أو سنشهدها في المستقبل القريب ستكون إلى حد كبير بسبب استعداد بايدن لغض الطرف عن المخالفات والتحديات من جانب الصين واستعداده لعدم الضغط على المصالح والمخاوف الحيوية للولايات المتحدة في هذه الأمور
  • وكذلك استعداد الصين للتظاهر بإقامة علاقة عمل مع العلم أن قضايا مثل الطاقة والاقتصاد وتغير المناخ تعتبر حيوية بالنسبة لبايدن بينما لا يزال على الأرض في الداخل يتبع نفس السياسة، ويواصل انتهاكات السيادة الوطنية للولايات المتحدة من خلال التدابير النشطة والصناعية وتعزيز سياسة خارجية أكثر قوة في الشرق الأوسط وإفريقيا والهند والمحيط الهادئ وأميركا اللاتينية، ضد المصالح الأميركية.
  • مهما كانت التنازلات التي قد نراها – استئناف بعض الصفقات التجارية وما إلى ذلك – ستعزز حتمًا مكانة بكين وثانيًا، ستنظر إليها بكين على أنها عظمة ألقيت على الأميركيين في مقابل استعادة الوصول إلى السوق، ورفع التهديد بالعقوبات
  • لا تزال الصين بحاجة إلى الأسواق الأميركية لدعم اقتصادها، لكنها لن تراها أبدًا، في الهيكل الحالي، شريكًا متساويًا يمكنها التعامل معه على قدم المساواة، ولكن بدلاً من ذلك كقوة أدنى يجب أن تنخفض إلى مستوى التبعية.