التغير المناخي.. “سلاح مفاجئ” بوجه حركة الشباب بالصومال

5


التغير المناخي بات يهدد وجود حركة الشباب في الصومال، فزحف الرمال والجفاف، دفع آلاف السكان للتمرد على سلطة الحركة المسلحة بعد سنوات من الخضوع.

كيف أثر التغير المناخي على حركة الشباب؟

وتحول التغير المناخي في الصومال، إلى لعنة أصابت حركة الشباب في مقتل، بعد أن دفع الجفاف قبائل كانت خاضعة للتنظيم التابع للقاعدة إلى التمرد عليه، وفقا لتقرير موقع “الأناضول”.

هذه القبائل رفضت دفع الضرائب بعد أن جفت الآبار، وأقفرت الأرض، وماتت أعداد كبيرة من الماشية.

عادة ما لعب الجفاف دورا لصالح الجماعات الإرهابية، وساعدها في تجنيد مزيد من الأتباع الغاضبين على حكوماتهم، لكن الأمر مختلف في الصومال.

كيف انقلب الموقف؟

  • حاولت حركة الشباب استغلال الجفاف والتغير المناخي لصالحها، من خلال تجنيد المزيد من الأطفال والمقاتلين والمساندين، مقابل الحصول على الغذاء والمال، التي تجمعه من جني الضرائب والإتاوات.
  • لكن الصوماليون ضاقوا ذرعا من الضرائب المرتفعة والإتاوات التي تأخذها حركة الشباب منهم رغم المجاعة التي تضرب البلاد، والتي وصفتها الأمم المتحدة بأنها واحدة من أسوأ المجاعات على مدار 70 عاما مضت، والتي تواجه منطقة القرن الإفريقي.
  • ونظرا لسيطرتها على طرق التجارة المحلية بين الولايات والأقاليم، تفرض حركة الشباب ضرائب على التجار للسماح لهم بالعبور والمرور إلى وجهتهم، مما أثار استياء التجار، وأثار غضب العشائر.

رد فعل العشائر

هذه الممارسات المتشددة دفعت العشائر خاصة في وسط البلاد، للثورة على حركة الشباب بدعم من الرئيس الجديد للبلاد حسين شيخ محمود.

  • دعم الجيش الصومالي العشائر في ثورتها ضد حركة الشباب، لأنه يدرك أنه لا يمكنه الحفاظ على البلدات المحررة إلا بدعم العشائر المحلية، التي تعرف جيدا جغرافية الأرض أكثر من الجنود، ويمكنها حماية أفرادها وعائلاتهم ضد حرب العصابات التي تجيدها الحركة.
  • كما تستطيع العشائر توفير الدعم اللوجيستي للجيش، خاصة من ناحية المعلومات، وأيضا تجفيف الحاضنة الشعبية لحركة الشباب، ومصادر تمويلها لإضعاف قدرتها على التجنيد، ودفع مرتبات عناصرها.

 تراجع مناطق سيطرة “الشباب”

  • إلى وقت قريب كانت سيطرة حركة الشباب على مناطق واسعة في وسط وجنوب البلاد إلى غاية الحدود الكينية جنوبا والحدود الإثيوبية غربا.
  • ومع مجيء الرئيس حسن شيخ محمود، إلى السلطة في 15 مايو الماضي، واتباعه سياسة هجينة في مكافحة حركة الشباب، نجح في تحرير عشرات البلاد والمناطق، أغلبها في وسط البلاد، لكن مازالت مناطق شاسعة في الجنوب خاضعة لسيطرتها.

الانتصار الاستراتيجي

وسجل الجيش الصومالي أكبر انتصار استراتيجي حتى الآن، عندما تمكنت وحدات من الجيش بدعم من مسلحي العشائر من تحرير مديرية “آدم يبال”، في ولاية شبيلي الوسطى، التابعة لمقاطعة هيرشبيلي (وسط)، والمحاذية للعاصمة مقديشو من جهة الشمال.

  • قبل أيام، أعلن الرئيس شيخ محمود، عن تحرير “أدم يبال” (نحو 250 كم شمال غرب مقديشو)، والذي اعتبره “آخر وأهم معقلها في هيرشبيلي”.
  • آدم يبال، تضم نحو نصف مليون نسمة، وتقع في تقاطع مثلث ولايتي شبيلي الوسطى وهيران، التابعتين لهيرشبيلي، مع مقاطعة “وغلغدود” إلى الشمال منها.
  • وبسيطرة القوات الحكومية عليها تكون حركة الشباب فقدت قلعتها الرئيسية في الأقاليم الوسطى، وفقا لتقارير إعلامية.

الخطوة المقبلة

في المرحلة المقبلة، سيكثف الجيش الصومالي هجماته على معاقل حركة الشباب في مقاطعة غلغدود، ذاتية الحكم، لتطهير النصف الشمالي من البلاد من العناصر المتشددة، قبل التوجه لتحرير المناطق الخاضعة للتنظيم في النصف الجنوبي.

عدم استيعاب حركة الشباب لمدى تأثير التغيرات المناخية المتطرفة في تفكير الناس بعد أن مس الجفاف قوت يومهم، جعلها تفقد حاضنتها الشعبية، وبعض تحالفاتها مع عشائر المنطقة الوسطى.