روسيا تحذر من التدخل.. هل تنهي انتخابات 2024 آمال أوكرانيا؟

3


من جانبها قررت لجنة الانتخابات المركزية الروسية إجراء الانتخابات الرئاسية على مدار ثلاثة أيام ابتداء من 15 وحتى 17 مارس 2024، ويُعد ذلك هو التطبيق الأول حيث كانت تجرى الانتخابات في السابق خلال يوم واحد فقط.

يمثل إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نيته الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في مارس 2024، فرصة قوية تتيح له الاستمرار على رأس السلطة في بلاده حتى قرب منتصف 2030، بينما يواجه خصمه ونظيره الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي، غموضًا بشأن مستقبله السياسي، بعدما تراجعت حظوظه في الاستمرار أمام العمليات الروسية في أوكرانيا.

تحدث باحثان لـ”سكاي نيوز عربية” عن العوامل التي ترجح كفة الرئيس الروسي فلوديمير بوتين الذي أعلن ترشحه رئيسًا لروسيا في 2024 لفترة رئاسية جديدة تمتد إلى 2030، فضلًا عن مستقبل زيلينسكي في العام المقبل الذي يوصف بأنه عام الانتخاب والحرب في موسكو وكييف.

بوتين.. الأوفر حظًا

يرى الباحث الروسي في تاريخ العلاقات الدولية سولونوف بلافريف، أن الرئيس فلاديمير بوتين، يعد هو المرشح الأوحد في روسيا، وإن كان هناك مرشحين آخرين، هو الأوفر حظًا في الفوز بالانتخابات الرئاسية الروسية، في ظل الشعبية الجارفة التي يتمتع بها في الأوساط المختلفة في بلاده، فضلًا عن كون بوتين أمضى سنوات طويلة سيدًا لـ الكرملين.

وتابع: “في حين أن الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، بات في أضعف مواقفه السياسية، لا سيما أن الحرب ضد روسيا أنهكت اقتصاد بلاده ومنعت البلد الزراعي والاقتصادي من مواصلة خططه التنموية وأصبح الجيش الأوكراني “مهلهلًا” لا يستطيع الصمود أمام أي قوة عسكرية بعدما استنزفته ضربات روسيا”.

ويقول سولونوف بلافريف، في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن بوتين نجح في إعادة بناء الجيش الروسي واستعادت بلاده نفوذها ومكانتها الدولية كأحد الأقطاب العالمية، وفي حقبته للحكم تمكن من تدشين مجموعة بريكس بمشاركة الصين واستطاع أيضًا أن يخرج ببلاده من حقبة السوفييت والتفكك الاقتصادي والقوقعة التي عانت منها روسيا الاتحادية وريثة الاتحاد السوفييتي الشرعية عقب 1990 وعهد ميخائيل جورباتشوف.

ويستعرض الباحث الروسي في تاريخ العلاقات الدولية، العديد من العوامل والأسباب التي تؤكد قوة بوتين في انتخابات 2024 .

  • الداخل الروسي يدرك أن بوتين بمثابة المنقذ للبلاد في ظل تربص غربي وأميركي وحصار للاقتصاد لإسقاطه وإمدادات غربية مضادة للجيش الروسي.
  • أثبت الرئيس بوتين ندية بلاده عسكريًا واقتصاديًا للقوى الغربية بقيادة أميركا التي لم تستطع إسقاطه في مستنقع حرب أوكرانيا طوال نحو عامين.
  • أفشل كل الخطط العسكرية والاقتصادية لمحاصرة الجيش الروسي والاقتصاد وصمدت موسكو أمام سلاح العقوبات الغربية حتى الآن.
  • نجح في توسيع دائرة نفوذ ومصالح روسيا سياسيًا واقتصاديًا في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا، ونجح في بناء أحلاف اقتصادية وتقاربات سياسية متعددة لإعادة المجد القديم.

زيلينسكي.. وحلقات الخسارة

في ظل تطبيق الأحكام العرفية في أوكرانيا التي خسرت أربع أقاليم كبيرة (لوغانسك، ودونيتسك، وزاباروجيا، وخيرسون) تمثل قرابة 20 بالمئة من مساحة البلاد، أعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي، في نوفمبر الماضي، أن الظروف ليست ملائمة لإجراء الانتخابات المقررة لها العام المقبل، وهو ما تسبب في غضب شبه معلن بدوائر سياسية غربية من بينها أميركا.

يقول الباحث التركي في الشأن الدولي، فراس رضوان أوغلو، إن الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، تلقى العديد من الضربات العسكرية والسياسية في الأشهر الأخيرة، “عتمت” الصورة بشكل كبير أمام استيضاح المرحلة المقبلة له ولبلاده على الصعيد السياسي والعسكري، فقد خسر معركته العسكرية وصار الأمر شبه منتهيًا على صعيد المواجهات.

ويُضيف فراس رضوان أوغلو، ما تقوم به أوكرانيا حاليًا على الخطوط الأمامية للقتال له هدفان إما لاستجداء بعض الدعم الغربي من أميركا وإدارة الرئيس جو بايدن، أو منع روسيا من التقدم أكثر حتى حلول الشتاء ويصبح التقدم الميداني معطلًا بسبب الجليد والطقس السيئ الذي يعيق الحركة برًا للمعدات والآليات ما يمنع سقوط المزيد من الأراضي الأوكرانية بقبضة الروس.

ويؤكد فراس رضوان أوغلو، في تصريحات خاصة لـ”سكاي نيوز عربية”، أن زيلينسكي هو أضعف رجالات الحكم في العالم حاليًا، بعدما تعرض لحلقات من الخسارة مؤخرًا، آخرها خسارة الدعم الغربي والأميركي وإن كان هناك بارقة أمل من الحصول على وعود بدفقة مساعدات من زيارته الأخيرة لواشنطن ولقائه بايدن، كما لا ننسى تفشي الفساد المالي والإداري وسرقة مخصصات الدعم الغربي العسكري وهو ما فتح جبهات النار على زيلينسكي ووصفه الغربيين بالرجل الضعيف وطرح الحدي في وسائل الإعلام الغربية والنخب السياسية عن ضرورة استبداله بآخر.

ويُفند أوغلو توقعاته لمستقبل زيلينسكي في 2024 بناء على عدد من المعطيات والأحداث.

  • تزايد فرص خروجه من دوائر السلطة وأن يصبح كبش فداء يتحمل وحده فاتورة الخسارة في أوكرانيا أمام روسيا ويكون “الخروج الآمن”.
  • تصالح القوى الغربية مع روسيا وتأمين حدود حلف (الناتو) ضد أي تهديد عسكري قد يصبح على حساب القيادة الأوكرانية الحالية.
  • تشبث زيلينسكي باستمرار الحرب ضد روسيا يزيد الغضب الغربي ضده وقد يكون هناك بديلًا، مع إلحاحه الدائم لطلب المساعدات والدعم دون كلل في وقت تشتد أزمات الغرب الاقتصادية.