الحشد الأميركي بالشرق الأوسط.. أهداف تتخطى دعم إسرائيل

3


ووصلت أكبر غواصة نووية أميركية إلى الشرق الأوسط من فئة “يو إس إس أوهايو”، بعدما عبرت قناة السويس المصرية متجهة إلى إسرائيل، لتنضم إلى حاملتي الطائرات الأميركيتين “جيرالد فورد” و”دوايت دي آيزنهاور”، اللتين أرسلتا إلى المنطقة بكامل تسليحهما والسفن التابعة، فضلا عن فرق وخبراء عسكريين.

وفي تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، تحدث متخصصون عن رسائل أميركا من تحريك أحد أضلاع الثالوث النووي في قرار نادر، وهل هي رسالة ردع موجهة بوضوح إلى الخصوم روسيا والصين وأطراف إقليمية، من بينها إيران ووكلاؤها في المنطقة، أم محاولة من إدارة الرئيس جو بايدن لتجنب صراع أوسع، وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس؟

الحليف الأهم

يقول الباحث الروسي مدير مركز “جي سي إم” للدراسات ومقره موسكو آصف ملحم: “تمتلك الولايات المتحدة النية أن تبقي الحرب مستمرة أكثر من إسرائيل، التي باتت غير راغبة في إطالة أمد الحرب نتيجة تضرر الجبهة الداخلية وتعالي أصوات الرفض للحرب وشلل الاقتصاد وتعطل آلات العمل والزراعة والسياحة وإلغاء رحلات الطيران وحجوزات الفنادق”.

وأضاف ملحم لموقع “سكاي نيوز عربية”: “الملاحظ تاريخيا أن إسرائيل تعتمد استراتيجيات الحرب في رداء وحماية آخرين (الولايات المتحدة وقوى الغرب)، وتلجأ إلى الحرب الخاطفة واغتنام الأهداف خلال أيام، وهذا ثابت تاريخيا في معاركها ضد جيرانها من الدول العربية”.

وتابع: “الحشد العسكري بوصول غواصة نووية أميركية واثنتين من أكبر حاملات الطائرات في ترسانة البحرية لواشنطن ليس عبثيا أو لاستعراض القوة بالمنطقة، والرسالة الواضحة من دون مواربة هي التصدي لأي احتمالات في طريق توسعة دائرة الحرب التي تعيش على برميل متفجر، في ظل حالة شحن سياسي وشعبوي غير مسبوقة منذ حرب لبنان 2006”.

وتطرق ملحم إلى “مخططات أميركية للاستفادة أكثر من الحرب، في تقزيم أذرع وأصدقاء روسيا والصين في المنطقة”، مضيفا:

  • تشير تقارير إلى نوع من التراجع الأميركي في المنطقة خلال السنوات الأخيرة لصالح نفوذ آخر هو الروسي الصيني، الذي أصبح واضحا في غرب ووسط إفريقيا ومناطق من قارة آسيا.
  • أدركت واشنطن خطر انضمام دول شرق أوسطية إلى تجمع “بريكس” الذي يضم موسكو وبكين، وتشجع إسرائيل على استعادة الردع العسكري باعتبارها الوريثة الشرعية للمد الأميركي في المنطقة.
  • تحاول الولايات المتحدة حاليا العودة القوية إلى المنطقة، في تحرك مضاد لأطراف صديقة لروسيا والصين، أهمها إيران وسوريا والعراق وآخرون.
  • هناك محاولة قوية من واشنطن لتحجيم التمدد الروسي، في ظل تعاون نفطي موسع بين موسكو وأطراف إقليمية.
  • تمارس واشنطن سلطويتها السياسية والعسكرية على العالم في تحد لأي رؤوس طامحة بالعرش العالمي، بعد أن أفشل “فيتو” أميركي بريطاني فرنسي محاولات في مجلس الأمن لتمرير مشروع قرار روسي لإقرار هدنة إنسانية في غزة، فضلا عن إصباغ الحماية الكاملة للجيش الإسرائيلي في عملياته بالقطاع.

رسالتا ردع وطمأنة

ويرى الباحث في العلاقات الدولية‏ لدى ‏معهد البحوث والدراسات العربية يسري عبيد، أن الحشد النووي والبحري الأميركي في الشرق الأوسط يهدف في المقام الأول إلى ردع الدول والمنظمات التي تحاول توسيع الصراع في الشرق الأوسط، على هامش الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

ويضيف عبيد لموقع “سكاي نيوز عربية”:

  • واشنطن تحركت لردع أي محاولات للاستفادة من الحرب أو العمل على تغذيتها، لا سيما أنها تدرك جيدا أنه ليس من مصلحتها امتداد دائرة الحرب، بما سيؤثر سلبا على مصالحها الاقتصادية وعلاقاتها السياسية في مناطق كثيرة، لا سيما آسيا وإفريقيا.
  • واشنطن تمنح حليفتها إسرائيل الفرصة الكاملة للقضاء على الفصائل الفلسطينية وحماس.
  • هناك رسالة ردع أميركية واضحة ضد تفكير أي قوى إقليمية أو أذرعها، لا سيما إيران وحزب الله، من دخول الحرب.
  • هناك أيضا تهديد مبطن لروسيا والصين أن الشرق الأوسط منطقة مصالح أميركية خاصة لا تحتمل القسمة على 3.