أوكرانيا تشن هجوما ليلا..هل تنجح استراتيجية الأهداف الموجعة؟

4


خلال الأسابيع الماضية تبادلت روسيا وأوكرانيا استهداف محطات الطاقة والكهرباء بالقصف والتفجير بالمسيرات والقذائف الصاروخية وضربات الطيران بالغة الدقة.

ويقول خبيران تحدثا لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن كلا الطرفين لديهما بنك أهداف قبل حلول زخم فصل الشتاء، تعتمد على استهداف مراكز الطاقة وطرق الإمدادات الرئيسية بالأخص داخل الحدود الروسية.

تدمير 30% فقط

عشرات من الضربات الروسية والأوكرانية خلال الأسابيع الماضية لمحطات ومنشآت الطاقة ومحطات التغذية بالكهرباء من أشهرها، في 26 سبتمبر، هاجمت أوكرانيا قرية سناجيست بمقاطعة كورسك تم استهداف وتدمير محطة كهرباء ما أدى إلى قطع التيار الكهربائي عن 7 قرى مجاورة، ردًا على ضربات روسية لعدد من محطات الطاقة.

يقول الباحث الروسي مدير مركز “جي سي إم” للدراسات ومقره موسكو، آصف ملحم، إن روسيا دمرت فقط 30% خلال خريف العام الماضي من البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا، وباتت هي الهدف الأكثر أهمية خلال المرحلة الحالية؛ لأنه يقلل من فاتورة الدعم الواسع والثقيل على قلب أميركا وأوروبا مع طول فترة الحرب.

وأضاف آصف ملحم في تصريحات خاصة لـ”سكاي نيوز عربية” أن أوكرانيا باتت تطبق مبدأ الرد بالمثل، حتى أن مصادر بجهاز الاستخبارات الأوكراني (spo) تقول إنه على روسيا أن تفهم إذا كانت عازمة على المضي قدمًا في استهداف البنى التحتية للطاقة لأوكرانيا فإنها ستتلقى ردًا قاسيًا بالمقابل ونمتلك من الوسائل والأدوات ما يمكننا من الرد المستمر على استهداف منشآتنا الصناعية والطاقوية.

  • إيقاف المؤسسة الصناعية العسكرية لا سيما مصانع الذخيرة والطائرات دون طيار محلية الصنع والمجمعة.
  • العمل على شل حركة خطوط الإمداد الأوكرانية على طول خط القتال والمواجهة وتعطيل مسيرة الدعم على الأرض.
  • حصر الدعم بالأسلحة وحركة نقل الأسلحة ما يجعلها فريسة سهلة للمدفعيات الأرضية نهارًا وضربات الطيران ليلًا.
  • تمتلك روسيا خريطة شبه كاملة للمنشآت الصناعية ومحطات الطاقة والبنية التحتية فمعظمها مؤسس منذ حقبة الاتحاد السوفييتي.
  • موسكو ترد على ضربات أوكرانيا لبؤر ومنشآت حساسة في موسكو وشبه جزيرة القرم.

 استراتيجيات أوكرانيا

مدير شركة” أوكر إنرجو” فلوديمير كودريتسكي أكد أن بلاده اتخذت إجراءات لحماية منشآت الطاقة النووية في أوكرانيا ولم تتخذها أي دولة في العالم والأمر ليس متعلقًا بقدرات الدفاع الجوي التي طورتها كييف بمساعدة التكنولوجيا والإمدادات العسكرية الغربية.

وقال فلوديمير كودريتسكي إن هناك تكتيكات وتطويرات هندسية معقدة داخل المنشآت لحمايتها من الضربات الروسية.

في سياق متصل، يقول الباحث في العلاقات الدولية‏ لدى ‏معهد البحوث والدراسات العربية، يسري عبيد، إن أوكرانيا تعمل وفق استراتيجيتين مهمتين لإيقاف آلة روسيا العسكرية عن استهداف محطات الطاقة والبنى التحتية.

  • الأولى: “استراتيجية الرد” وهو أمر معلن ونادرًا ما تفوت كييف أي استهداف للمحطات من جانب روسيا دون رد مماثل.
  • الثانية: كييف تروج عالميا أن الجيش الروسي يقصف محطات الطاقة ويقطع الكهرباء عن البيوت وإثارة الرعب بين المدنيين واستهداف منازل وتجمعات العزل من السلاح.

 وأضاف يسري عبيد في تصريحات خاصة لـ”سكاي نيوز عربية” أن القصف يكون مركزًا على استهداف محطات التموين الفرعية بالطاقة وليست المحطات الرئيسية لا سيما أن محطة مثل زابوريجيا للطاقة النووية تمثل مصدر الطاقة للعديد من المصانع والمدن الصغيرة والقرى.

واستعرض عبيد ما تقوم به أوكرانيا لتحقيق أهدافها ضد روسيا في مسار استهداف محطات الطاقة والمنشآت:

  • تمتلك أوكرانيا العديد من نسخ وطرازات الصواريخ بعيدة المدى “كروز ستورم شادو” البريطانية وسكالب الفرنسية وأميركية.
  • يركز الجيش الأوكراني على استهداف محطات الطاقة في العمق الروسي ومنشآت نفطية بالقرم وحتى السفن وناقلات النفط.
  • ضرب محطات الطاقة يضعف من قدرات أوكرانيا على تغذية الآلات والمعدات العسكرية بالذخيرة اللازمة لذا ترد كييف بالمثل.
  • محاولة متكررة لرفع الروح المعنوية في ظل بطء مراحل الهجوم الأوكراني المضاد دون تحقيق نتائج قوية.