“المشروع 12418”.. خطة روسية لصيد المسيرات البحرية

1


المناورة البحرية الضخمة التي شاركت فيها المدمرة ألكسندر أوتراكوفسكي” أكبر المدمرات وسفن الإنزال بالبلاد بجانب المدمرة البحرية “فايس أميرال كولاكوف” المضادة للغواصات.، تزامنت مع ضربات متتالية للمسيرات الأوكرانية على الأسطول الروسي بالقرم والبحر الأسود من خلال المسيرات البحرية والجوية.

صراع جديد بالبحار

أفادت تقارير استخباراتية بوجود توسع كبير في تكنولوجيا المسيرات الأوكرانية ما فرض أطرا على التخطيط الدفاعي الروسي للحرب، في ظل أن المسيرات البحرية مركبات موجهة عن بعد ولا تحتوي على عناصر بشرية ويمكن برمجتها لاستهداف ناقلات النفط والموانئ والمنشآت الحيوية كالمعابر والجسور الرئيسية والمركبات السطحية الروسية.

يقول فيتالي ليتوفكين الخبير العسكري الروسي بمركز ” wapams” للدراسات السياسية، إنه نتيجة طول الحرب بين روسيا وأوكرانيا المدعومة من الغرب في وقت تجاوزت الحرب 19 شهرًا من القتال الضاري، تضررت مصالح روسيا بشدة في الأشهر الأخيرة نتيجة بعض ضربات القوارب المسيرة أو ما يعرف بالسفن السطحية غير المأهولة (USVs).

ويُضيف الخبير العسكري الروسي فيتالي ليتوفكين، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن أوكرانيا مهتمة منذ 9 سنوات بالعمل على تطوير صواريخ “نبتون” البحرية، ولديها قوات متواضعة قبالة أوديسا، تشمل سفينة البحث والإنقاذ “دونباس” وزورق السحب “كوريتس”، وزوارق المدفعية “كريمينتشوغ” و”لوبني”، وقارب الإنزال الهجومي “كينتافر”، والقارب الصاروخي “بريلوكي” وكلها تمثل أخطارًا لمصالح روسيا في منطقة القطب الشمالي وغيرها.

وعن زورق “المشروع – 12418” الذي اختبرته روسيا في مناورتها الأخيرة، فهو يمتلك أنظمة خاصة بالتشويش، تشمل رادارا إيجابيا لكشف الأهداف الجوية والبحرية، ورادارا خاصا لكشف أهداف السطح، ونظام تحكم في المدفعية وأنظمة حماية إلكترونية ووسائل إلكترونية أخرى، ويمكنه تدمير المسيرات البحرية بسهولة وسفن النقل والإنزال، نظرًا لنوعية تسليحه.

  • أقصى مدة إبحار متصلة 10 أيام والسرعة القصوى 40 عقدة.
  • 12 صاروخ “إيغلا” المضاد للطائرات.
  • مدفع عيار 76.2 ملم بـ314 طلقة.
  • نظام “يوران – إي” الصاروخي المضاد للسفن.
  • مدفعان رشاشان عيار 30 ملم بـ6 سبطانات و8 آلاف طلقة.
  • محرك توربيني ويمتلك 3 وحدات خاصة لتوليد الطاقة الكهربائية اللازمة.

رقمنة البحار

موسكو تسعى بقوة خلال الفترة الأخيرة لإحباط أهداف الولايات المتحدة الساعية لاستنزاف القدرات العسكرية والمصالح الروسية في البر والبحر والجو، في ظل سعي واشنطن إلى “رقمنة المياه” باستخدام القوارب المسيرة والخرائط الذكية والأقمار الصناعية وشاشات المراقبة التفاعلية باعتبارها المسؤولة عن إمداد أوكرانيا بالمعلومات الاستخباراتية لضرب أهداف استراتيجية روسية. 

في السياق يقول الباحث التركي المتخصص في الشأن الدولي، فراس رضوان أوغلو، إن المسيرات البحرية الأوكرانية أصبحت متطورة وتعمل بأنظمة حاسوب واستشعار عن بعد متطورة للغاية وإن كانت ضرباتها غير مركزة على مدار الحرب بعكس المسيرات الجوية والصواريخ إلا أنها تظل تهديدًا قويًا في البحر للقطع الروسية لا سيما في منطقة ما يعرف بـ”السيادة الحمراء” في القطب الشمالي.

ويُضيف فراس رضوان أوغلو في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية” أن البحرية الأوكرانية استفادت بقوة من المسيرات البحرية في إلحاق أضرار بالغة بجسر القرم الرئيسي وجسر كيرتش دون أن تفقد أفرادًا مقاتلين في تلك الضربات ما فرض على روسيا الالتفات إلى أهمية التدريب فيما يعرف بـ”التماثل القتالي” على مواجهة خطر المسيرات البحرية الأوكرانية، لا سيما أن القوارب المفخخة المستخدمة في تفجيرات جسر القرم كانت جزءًا من حزمة المساعدات العسكرية الأميركية التي أعلن عنها البنتاغون في أبريل قبل الماضي لدعم أوكرانيا.