مناورات “فينفال 2023”.. بروفة روسية لحماية حدودها الشمالية

2


تولي روسيا أهمية كبيرة لحماية نفوذها في مناطق المحيط الهادئ والجزء الشمالي البحري من العالم، كونه جزء من إدارة الصراع الجيواستراتيجي بينها وبين الدول الحليفة للولايات المتحدة.

بحسب محللين، فإن المناورات الدفاعية الروسية “Finval-2023” في بحري تشوكشي وبيرينغ، وكذلك في تشوكوتكا (الجزء الشمال الشرقي من روسيا) وبحر شرق سيبريا، تعد من أوسع المناورات بمشاركة نحو 10 آلاف جندي وأكثر من 50 وحدة من المعدات العسكرية.

رسائل لـ”الغرب”

خلال المناورة الضخمة، يتم تنفيذ عمليات إطلاق الصواريخ “فولكان” و”غرانيت” و”أونيكس كروز”، وممارسة تمارين دفاعية مضادة للطائرات وللغواصات وللبرمائيات، وتسيير المدرعات على الطرق الوعرة في القطب الشمالي، والتركيز على نجاح الصواريخ في إصابة الأهداف المحددة بدقة، على مسافة مئات الكيلومترات من نقاط الإطلاق.

 

يرى الباحث في العلاقات الدولية‏ لدى ‏معهد البحوث والدراسات العربية، يسري عبيد، أن مناورات “فينفال 2023” في أقصى الشمال الشرقي لروسيا تتم بصورة دورية وتبعث برسائل لدول أميركا وحلف الناتو أن القوات البحرية الروسية جاهزة وعلى أهبة الاستعداد لخوض الحرب بصورة أوسع ضد أي طرف وفي أي وقت، لا سيما مع تزايد التوترات في منطقة القوقاز بين روسيا وعدد من الدول المجاورة.

وقال يسري عبيد في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن المناورات تهدف في المقام الأول لتأمين الحدود الشمالية لروسيا وتأكيد، نفوذ موسكو في منطقة القطب الشمالي، والتركيز على أنشطة وسيادة سلاح الغواصات في مناطق النفوذ الروسية، وإجراء بروفات دفاعية بحرية في تلك المنطقة بسفن القتال، ومحاولات إنزال بر مائي يترجم نوعًا من الجاهزية والاستعداد لأنشطة قتالية محتملة.

  • تأتي المناورات في توقيت حرج للغاية وقت احتدام الصراع الروسي مع حلف الناتو الداعم بالسلاح والعتاد لأوكرانيا.
  • رسالة الجاهزية الروسية لمواجهة الناتو وأسلحته جاءت من منطقة هادئة عسكريًا وبعيدًا عن الحدود الغربية لموسكو.
  • يؤكد الجيش الروسي استعداده القتالي لتأمين مقدراته ومناطق نفوذه من الشرق إلى الغرب والمساحة الأكبر لدولة في العالم التي تتمتع بها روسيا قرابة (18 مليون كيلو متر مربع) وسط حدود بحرية شاسعة.
  • ترجمة للقدرة الروسية على التصدي للأخطار البحرية في المنطقة القطبية أو المياه الدافئة بالتزامن مع حرب أوكرانيا.
  • تأتي المناورات بعد يوم من تصدي مقاتلة روسية لطائرة أميركية فوق بحر بارنتس وإرغامها على الابتعاد عن حدود روسيا.

 أهمية منطقة القطب الشمالي

الساعات الأخيرة شهدت وخلال التدريبات نجاح مقاتلات روسية من طراز “ميغ-31” في اعتراض صواريخ كروز (طولية المدى) لعدو مفترض فوق بحر تشوكشي، في إطار مناورات أسطول المحيط الهادئ الروسي “فينفال 2023″، ما يفسر قدرة روسيا على التصدي لحرب بعيدة الضربات تستهدف مصالحها ونفوذها في المنطقة القطبية.

يقول مدير مركز “جى إس إم” للدراسات آصف ملحم في حديث لـ”سكاي نيوز عربية” إن الغرض الأساسي من تلك المناورات هو حماية الممر البحري الشمالي، وحماية المنطقة الواصلة بين المحيطين الهادئ والأطلسي والعمل على تطوير البنية التحتية النفطية في تلك المناطق بهدف تصدير الغاز المسال إلى معظم دول العالم لتعويض أي ضغط اقتصادي ناشئ عن العقوبات الغربية المفروضة على روسيا جراء الحرب التي تخوضها موسكو ضد كييف منذ 19 شهرًا.

 ويضيف ملحم أن المناورات التي تجري في عدد من البحار الشمالية من بينها بارنتس وشرق سيبريا تشهد مشاركة قطع من أسطول البحر الهادئ وآلاف الجنود قرابة الـ10 آلاف جندي و50 قطعة بحرية عسكرية من بينها سفن وغواصات نووية وطائرات قاذفة ومقاتلات اعتراضية ومروحيات قتالية ومنظومات صاروخية شاطئية من نوع “باستيون”، وتشهد أيضًا المناورات إطلاق الصواريخ من الطراد البحري “فارياج” والغواصة النووية “تومسك”.

واستعرض آصف ملحم أهمية مناورات (فينفال 2023) التي تجريها روسيا في منطقة القطب الشمالي عبر عدد من النقاط:

  • التأكيد على الأهمية اللوجيستية والاقتصادية للمنطقة القطبية الشمالية، وأهميتها العسكرية لروسيا عقب انضمام فنلندا إلى حلف الناتو.
    منطقة القطب الشمالي هي أقرب المناطق التي تربط بين القارات الثلاثة (آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية).
  • تعد المنطقة أقصر الطرق التي قد تسلكها الصواريخ العابرة للقارات.
  • تعد المسرح الحقيقي لمواجهة شاملة حال اندلاعها بين حلف شمال الأطلسي (الناتو) وروسيا.
  • تحرص روسيا على مد أنشطة البنية التحتية في المنطقة القطبية الشمالية منذ عهد الاتحاد السوفييتي إيمانًا بأهميتها اللوجيستية والعسكرية.