بعد مسيرة رومانيا.. هل يتسبب الذكاء الاصطناعي في نشوب حروب؟

2


واليوم الأحد، استدعت وزارة الخارجية الرومانية القائم بالأعمال الروسي بعد اكتشاف شظايا جديدة من طائرة مسيرة مماثلة لتلك التي يستخدمها الجيش الروسي بأوكرانيا موجودة على الأراضي الرومانية، وفق وكالة الأنباء الرومانية “أغربرس”.

وبموازاة ذلك، قالت تقارير غربية، إن بعض خبراء التكنولوجيا يعتقدون أن شركات تطوير البرمجيات التجارية الابتكارية التي تطرق حاليا أبواب سوق الأسلحة تتحدى هيمنة صناعة الدفاع التقليدية التي تنتج أسلحة باهظة الثمن ولكن ببطء شديد.

وفي تقديرات خبراء عسكريين تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية” فإن المسيرات والأسلحة الذكية قد تتسبب في نشوب حروب ولو عن طريق الخطأ بين أي بلدين دون أي ترتيب عسكري، مستشهدين ببقايا المسيرة التي سقطت في رومانيا والتي أحدثت تلك أزمة دبلوماسية.

المسيرات خير الأدلة

وتتمتع أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية هذه بقدرات التخطيط والتنقل والطيران عبر المدن والمباني ورسم الخرائط ثلاثية الأبعاد وتنسيق الهجمات، وتشمل المروحيات الرباعية “المسيّرة” التي يتراوح حجمها بين بضعة سنتيمترات ومتر واحد، والطائرات ذات الأجنحة الثابتة القادرة على نقل طائرات درونز مزودة بالصواريخ إلى الطائرات المقاتلة الأسرع من الصوت، بالإضافة إلى الشاحنات والزوارق والمدمرات والغواصات ذاتية القيادة، وفق مجلة “نيتشر” البريطانية.

ونقلت وكالة “رويترز” للأنباء عن محللين عسكريين يدرسون الحرب الأوكرانية، قولهم إن الطائرات المسيرة زادت كثيرا من قدرة قذائف المدفعية والصواريخ في أوكرانيا، كما أن الذكاء الاصطناعي والمسيرات يمكن أن تكون بمثابة ثورة في مجال الأسلحة والحروب والقوة العسكرية، بخلاف المعارك الحالية التي تحولت إلى مزيج من الخنادق العميقة، والمخابئ حيث تضطر القوات للاختباء تحت الأرض أو في أقبية للبقاء على قيد الحياة.

ووفق صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، فإنه “رغم من أن السابق لأوانه القول إن كانت الأسلحة الضخمة التي تقودها أطقم بشرية، مثل الغواصات وطائرات الهليكوبتر الاستطلاعية، ستلقى مصير السفن الحربية التي عفا عنها الزمن مع هيمنة القوة الجوية، لكن الروبوتات التي تعمل في الجو والبر وتحت الماء وتتحرك بأمر البشر ستلعب فيما يبدو دورا رئيسيا في الحروب من الآن فصاعدا”.

وأشارت الصحيفة إلى حديث كاثلين هيكس، نائبة وزير الدفاع الأميركي، خلال مؤتمر عن التكنولوجيا العسكرية بواشنطن في 28 أغسطس الماضي، حيث أكدت أن القدرات العسكرية التقليدية “تظل ضرورية” رغم التحديث الذي طال المنظومات العسكرية ودخول تقنيات الذكاء الاصطناعي، لكنها أضافت أن: “الصراع الأوكراني أوضح أن التكنولوجيا الناشئة التي تطورها شركات تجارية غير تقليدية يمكنها أن تكون حاسمة في الدفاع في مواجهة العدوان العسكري في العصر الحديث”.

شظايا المسيرة الروسية في رومانيا

ووفق مشروع الدراسات التنافسية الخاصة، وهو مؤلف من لجنة خبراء أميركية غير حزبية، خلال تقرير سابق، فإن القوات الروسية ونظيرتها الغربية والأوكرانية يقومون خلال الحرب الدائرة منذ فبراير 2022، بدمج استخدام الأسلحة التقليدية مع الذكاء الاصطناعي وصور الأقمار الصناعية والاتصالات، إضافة إلى الذخائر الذكية.

ومؤخرا بدأت وزارة الدفاع الأميركية اختبار برامج ذكاء اصطناعي يمكنها قيادة طائرات “إف-16” فضلا عن البرنامج السري “الجيل الجديد من السيطرة الجوية” باستخدام ألف طائرة مسيرة من طراز “وينغمان” للطيران بجوار 200 مقاتلة عادية، بينما تختبر روسيا مركبات تشبه الدبابات آلية بالكامل، أما الصين فتحث الخطى لابتكار أنظمة عسكرية تدار بالذكاء الاصطناعي.

ويقول الخبير العسكري الأميركي بيتر أليكس، لموقع “سكاي نيوز عربية”:

  • الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الجديدة مثل الصواريخ فرط الصوتية قد تؤدي إلى تمييع الحدود بين الحرب التقليدية والنووية.
  • المسيرة الروسية التي سقطت شظاياها في رومانيا وفجرت أزمة بين البلدين خير دليل على أن نشوب حرب بين بلدين قد يكون عبر تلك التكنولوجيا.
  • اختبار التكنولوجيا في الاستخدام العسكري يتسارع بدون تقييم مخاطرها.
  • من الضروري إبطاء تحويل التكنولوجيا الجديدة وتقييم مخاطرها بعناية وتبني قيود ذات فاعلية لاستخدامها عسكريا.
  • الأنظمة الجوية المسيرة حلت محل طائرات الهليكوبتر الاستطلاعية ذات الأطقم الكاملة في الكثير من مهماتها بالفعل وتحل محل مراقبي المدفعية.

وعن إيجابيات استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب يضيف أليكس:

  • يقلل من عدد المقاتلين في المهام المختلفة ما يقلل بدوره حجم الإصابات التي يتعرضون لها خصوصا التعرض للمواد الإشعاعية أو التخلص من الذخائر غير المنفجرة.
  • تحسين مهام الاستطلاع الميداني وعمليات جمع المعلومات ومراقبة اتصالات الخصم فضلا عن القيام بمهام التجسس.
  • دعم القوات البحرية باستخدام الخرائط الذكية ما يعزز الأمن البحري والردع باستخدام الأقمار الصناعية وشاشات المراقبة التفاعلية.
  • توظيف الطباعة الثلاثية الأبعاد في الصناعات العسكرية على نحو مباشر لإنتاج بزات وجلد اصطناعي لمعالجة جرحى الحروب.