وبعد إعلان وسائل إعلام روسية رسمية مقتل بريغوجين، الأربعاء، في تحطّم طائرة خاصة في سماء روسيا، يجيب خبير عسكري لموقع “سكاي نيوز عربية” ما إن كان سيحدث تغيير على عمل “فاغنر” في إفريقيا، وفق الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها موسكو لتحويل عملها من أسلوب العصابات إلى الإشراف المباشر من الدولة عليها.
كانت الطائرة الخاصة التي تحطّمت في منطقة تفير شمال العاصمة الروسية موسكو في رحلة داخلية، بين موسكو وسان بطرسبورغ، على متنها 10 أشخاص، ضمن قائمة أسمائهم اسم بريغوجين.
من العصابات لقوات نظامية؟
رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية، العميد سمير راغب، يستشرف مستقبل فاغنر في إفريقيا وفق التطوّرات التي حدثت منذ تمرّدها على موسكو في 24 يونيو الماضي:
- في الفترة بين تمرد بريغوجين حتى نبأ سقوط طائرته، اتخذت الدولة الروسية إجراءات كفلت لها السيطرة التامة على قوات فاغنر.
- هذه الإجراءات تمثلت في حصر الأمور التي كانت في يد بريغوجين بشكل شخصي، وتغيير القيادة الهرمية لفاغنر من خلال إقصاء جميع القادة الموالين لبريغوجين.
- غيّرت روسيا خطابها حول ملكية فاغنر من أنها مجرد شركة عسكرية خاصة روسية، إلى أنها أصبحت ممثلا للدولة الروسية.
- وجود فاغنر في إفريقيا لن يتأثر بمقتل بريغوجين؛ لأن الحكومة الروسية هي التي ستدير هذه المجموعة مستقبلا بشكل نظامي.
- لن نرى أي انسحاب لقوات فاغنر من مواقعها في منطقة الساحل (بوسط وغرب إفريقيا).
- المحك الأساسي سيكون محاولة الإبقاء على فاعلية مجموعة فاغنر في ظل القيادة الجديدة التي ستخضع للنظامية الروسية، وهي تختلف عسكريا عن طريقة العصابات التي كانت متّبعة تحت قيادة بريغوجين.
إعلان نبأ الموت
- أكدت وسائل إعلام روسية رسمية، منها قناة “روسيا 24” وموقع “ريدوفكا” العسكري، مقتل بريغوجين، ومؤسسها دميتري أوتكين، في حادث تحطّم الطّارئة الخاصة شمالي موسكو.
- ذكرت قناة على “تلغرام” مرتبطة بمجموعة “فاغنر” أن بريغوجين قُتل.
- نقل موقع “باراز” الروسي عن ممثل إدارة منطقة زابوريجيا (منطقة في جنوب أوكرانيا ضمتها روسيا إليها العام الماضي) الموالي لروسيا فلاديمير روغوف، ورئيس حركة “نحن معا مع روسيا”، تأكيده مقتل بريغوجين وأوتكين.
الظهور الأخير
ظهر بريغوجين للمرة الأخيرة، في مقطع فيديو نشره على قناته في “تلغرام” مساء الإثنين، ملمحا فيه إلى أنه موجود في إفريقيا حيث يتمدّد نشاط المجموعة.
كان بريغوجين يرتدي في الفيديو زي “فاغنر” العسكري ويحمل بندقية “كلاشينكوف”، وفي الخلفية منطقة جرداء، وبدا من بعيد عدد من عناصر المجموعة و3 مركبات.
وقال بريغوجين إن فاغنر تقوم بأنشطة استطلاعية، و”تجعل روسيا أعظم في كل القارات، وإفريقيا أكثر حرية”.
ولم يذكر بريغوجين صراحة أين سجّل الفيديو ولا متى، لكنه في حديثه لمح إلى أنه في إفريقيا حيث الحرارة المرتفعة هذه الأيام، وحيث تنشط المجموعة، التي برز اسمها على السطح مجددا بعد الانقلاب العسكري في النيجر.
توجد قوات فاغنر في عدة دول في إفريقيا، منها إفريقيا الوسطى ومالي.
