أوكرانيا بدأت خططها البديلة لتصدير الحبوب.. وهذه التفاصيل

1


سفينة الشحن “جوزيف شالت” التي تحمل 30 ألف طن متري من الحبوب وانطلقت من أحد موانئ أوديسا، هي أول سفينة تبحر عبر هذا الممر المؤقت الذي أُنشئ للسفن المدنية من موانئ البحر الأسود وإليها، ومن المقرر أن تصل ميناء أمبرلي التركي المطل على بحر مرمرة بمدينة إسطنبول.

الممر البديل

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وصف الممر الجديد بأّنه “خطوة مهمة” لحرية الملاحة البحرية قبالة سواحل بلاده في ظل التهديدات الروسية.

وحول تلك الخطوة يقول ماتيوشين فيكتور المتخصص في حل النزعات الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، إنها دليل قاطع على رغبة كييف في كسر “سلاح الحبوب” الذي تستخدمه موسكو في وجه العالم.

ويُفند ماتيوشين فيكتور، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، خطة بلاده حول الممر الإنساني المؤقت لتصدير الحبوب:

  • الممر بعرض 3 أميال في الجزء الشمالي الغربي من البحر الأسود.
  • الطريق البحري الجديد مخصص لسفن الشحن العالقة في الموانئ منذ بدأ الحرب.
  • دراسة إلغاء جميع قيود الشحن في ذلك الممر لتشجيع شركات النقل التي تخشي مغادرة الموانئ.
  • الاستعانة بكاميرات وأجهزة مراقبة مباشرة للسفن التي تبحر في الممر لقطع الطريق أمام الادعاءات الروسية بأن كييف تستغل الحبوب من أجل السلاح.

ويؤكد ماتيوشين فيكتور، أن الممر يُعد اختبار حقيقي على قدرة كييف في فتح ممرات بحرية في البحر الأسود الذي تحاول موسكو بشتى الطرق السيطرة والهيمنة الكاملة عليه.

نهر الدانوب

بالتزامن مع اختبار أوكرانيا لممر البحر الأسود، بدأت في تنفيذ مخطط آخر من أجل تصدير الحبوب عن طريق “الشحن العابر” الذي يعتمد على نقل البضائع من سفينة إلى أخرى وهما في وضع الرسو بدلاً من شحنها من رصيف الميناء.

وتنفذ أوكرانيا تلك العملية بالقرب من مصب نهر الدانوب، وهنا يُضيف ماتيوشين فيكتور، أنه منذ انسحاب روسيا من اتفاق الحبوب، نقلت أوكرانيا معظم حاصلتها ومخزونها من الحبوب إلى حدودها الغربية بالقرب من موانئ أصغر على نهر الدانوب.

ويوضح أن هذا التحرك هو السبب الرئيسي من تكثيف روسيا لهجماتها على موانئ نهر الدانوب وكان آخرها ميناء “إسماعيل” الذي تم استهدافه أكثر من مرة؛ وتصدر أوكرانيا عادة نصف شحناتها من المنتجات الزراعية عبر موانئ البحر الأسود وربعها عبر موانئ نهر الدانوب والربع الآخر عبر حدودها الغربية.

وكانت البحرية الروسية أغلقت عدداً من الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود، منذ بدء الحرب، ما حال دون تصدير 20 مليون طن من القمح.

من جانبها، قالت هيئة الموانئ الأوكرانية إنها أُدخلت إحداثيات جغرافية جديدة على نهر الدانوب بموقع المراسي بالقرب من مصب بيستر لتنظيم الشحن العابر للحبوب من مينائي أوست دونايسك وإزمايل البحريين إلى السفن التي تعبر قناة بنما.

هل سترد موسكو؟

مطلع الأسبوع الجاري أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن سفينتها “فاسيلي بيكوف” التي تقوم بدوريات أطلقت النيران على الناقلة “سوكرو أوكان” التي ترفع علم جزيرة بالاو، نظرا لعدم استجابة قائدها لطلب التوقف من أجل إجراء عملية تفتيش بالبحر الأسود.

وأوضح البيان أن مروحية تقل عسكريين روس سارعت بعد ذلك لتفتيش السفينة، وبعد استكمال العملية سُمح للسفينة، بمواصلة رحلتها.

يقول أولكسندر فومين الباحث بمركز قضايا الأمن التابع لأكاديمية العلوم الروسية، إن موسكو لا تستخدم سلاح الحبوب كما يتم الترويج لذلك، والدليل إرسال شحنات حبوب للدول التي تستحق هذا.

ويُضيف أولكسندر فومين، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن هدف أوكرانيا من الممر التذي تطلق عليه مصطلح “إنساني” ما هو إلا محاولة لوضع قدم في البحر الأسود لاستمرار استقبال الأسلحة الغربية.

ويؤكد أولكسندر فومين، أن قضية السيطرة الروسية على البحر الأسود تُعد بقاء وطني، ولن يُسمح للغرب عسكرة تلك المنطقة أو محاولة حبس روسيا بحريا.