بعد 36 عاما.. تراوري يعيد “روح سانكارا” لبوركينا فاسو

1


وبناء على ما ورد في كلمته أمام القمة، التي انعقدت 27 و28 يوليو، في سان بطرسبرغ بروسيا، وسياساته نحو فرنسا منذ صعوده للسلطة أكتوبر الماضي، يرصد محللون سياسيون لموقع “سكاي نيوز عربية” أوجه الشبه التي يراها أفارقة في غرب إفريقيا بين تراوري وبين سانكارا الذي قاد البلاد من 1983 حتى 1987، وقُتل في عملية توجه فيها اتهامات لضباط بالجيش على علاقة بفرنسا.

خطاب “نضالي”

جاء في كلمة إبراهيم تراوري أمام القادة الحاضرين للقمة الروسية الإفريقية الثانية بشأن سياسة بلاده الخارجية، والتي ركز فيها على “النضال” ضد الطامعين في إفريقيا:

  • الشخص الذي لا يستطيع أن يناضل من أجله مستقبله غير جدير بالإشادة.
  • نحن معتادون على النضال من أجل وطننا، ولذا حملنا السلاح ضد الإرهاب لحماية دولتنا.
  • نحن نستغرب من أن الإمبرياليين يسمون بعض الفصائل المسلحة بالمعارضة، وبأنهم وطنيون.
  • يجب على قادة الدول الإفريقية ألا يتصرفوا كدمية في أيدي الإمبرياليين والمستعمرين، وأقول لهؤلاء القادة: علينا أن نضمن الاكتفاء الذاتي لشعوبنا، مثل أن نعالج مشكلة النقص في الغذاء، وهذه الأولوية لنا، وعلينا أن نحترم شعوبنا التي تناضل ضد الاستعمارية.
  • التحية والنصر لشعوب إفريقيا.

وقام تراوري، البالغ من العمر الآن 35 عاما، بانقلاب عسكري في سبتمبر 2022، وتولى السلطة كرئيس لفترة انتقالية في الشهر الذي تلاه، وكان سانكارا تولى السلطة كذلك عقب انقلاب عسكري، واتخذ سياسات ضد الهيمنة الفرنسية والفساد، وهي نفس شعارات خلفه الآن.

استلهام تجربة سانكارا

المحلل السياسي، عثماني ويدراوجو، يقول إن تراوري يحظى بشعبية كبيرة في أوساط الشعب، ولا سيما الشباب، ويُرجع ذلك لما يلي:

  • هم يرون فيه صورة الزعيم سانكارا الذي طالب بالقضاء على الفساد ووقف نهب ثروات الشعوب الإفريقية؛ ولذلك مات مقتولا، وما يقوم به الرئيس الحالي يذكر البوركينيين بما أراد سانكارا فعله.
  • تراوري بعد 4 أشهر من الانقلاب علق الاتفاق العسكري مع فرنسا، ثم اتخذ قرارا صعبا بطرد القوات الفرنسية من البلاد.
  • يقوي العلاقات مع روسيا التي ليس لها تاريخ استعماري في القارة.
  • رفض تراوري الضغوط على قادة الانقلاب في النيجر (الذي وقع 26 يوليو الماضي)، والتي تقوم بها المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا “الإيكواس” لإعادة الرئيس النيجري محمد بازوم (حليف فرنسا)، واعتبر تهديد المجموعة بالتدخل العسكري ضد النيجر بمثابة إعلان حرب على بلاده أيضا.

بدوره يلفت مدير مركز رصد الصراعات في الساحل الإفريقي، محمد علي كيلاني، إلى أن سانكارا هو “أنشودة الشباب الإفريقي” في منطقة الساحل، ورمزهم للاستقلال، وأية محاولة لإحياء إرثه “ستلهب جذوة النضال الشعبي، خاصة مع تنامي المشاعر المعادية لفرنسا”.

ترحيب روسي

من جانبها، اتخذت موسكو خطوات للتقارب مع واغادوغو بعد انقلاب 2022، منها إعادة فتح السفارة الروسية المغلقة منذ عام 1992.

وقال الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، في اجتماع مع تراوري بعد القمة الروسية الإفريقية: “إننا نولي أهمية كبيرة لتطوير العلاقات مع بوركينا فاسو؛ ولذلك قررنا إعادة فتح السفارة”.

ومن ناحيته وصف تراوري روسيا بأنها “الشريك الحقيقي” لبلاده، قائلا إن واغادوغو تتطلع إلى أن تبني بها موسكو محطة للطاقة النووية، بحسب وكالة “سبوتنيك” الروسية.

من هو إبراهيم تراوري؟

  • ولد عام 1988؛ ما يجعله أصغر زعيم دولة في إفريقيا.
  • اكتسب خبرته العسكرية الأولى من خلال محاربة الإرهابيين في مالي المجاورة، حيث كان يخدم ضمن قوة الأمم المتحدة هناك.
  • أزاح رفيقه السابق، العقيد كولونيل بول-هنري داميبا، من الحكم في 30 سبتمبر 2022، وسط اتهامات لداميبا بعدم نجاحه في القضاء على الجماعات الإرهابية النشطة في بوركينا فاسو منذ عام 2015.