النووي الأميركي يقترب من شبه الجزيرة الكورية.. التوتر يتصاعد

1


فقد أعلن البيت الأبيض الفعل أن غواصة أميركية مزودة بأسلحة نووية، رست في مرفأ كوري جنوبي، وذلك للمرة الأولى منذ 40 عامًا.

فأي رسائل تريدها واشنطن من تحريك غواصتها النووية؟ وأي مخاوف من تأجيج الصراع مع الصين؟

قال رئيس الجمعية الصينية للدراسات الدولية فيكتور غاو، إن قرار الولايات المتحدة بنقل الغواصة النووية إلى كوريا الجنوبية “حركة استفزازية كبيرة، وهذا في منتهى الخطورة”.

وأضاف غاو في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”: “هذا من شأنه دفع الوضع في شبه الجزيرة الكورية إلى نقطة اللاعودة من خلال اشعال نزاع مسلح بين الكوريتين على سبيل المثال، وربما ينتقل هذا النزاع إلى جزء آخر من دول العالم”.

وأضاف: “على الولايات المتحدة أن تتواصل مع كوريا الشمالية لمعالجة جذور انعدام الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، بدلا من إرسال غواصة نووية، الذي من شأنه أن يزعزع الاستقرار ليس في الكورتين فقط وإنما في كل دول المنطقة”.

واعتبر غاو أن الصين التي لديها حدود مع كوريا الشمالية لن تقبل مثل هذه الخطوة الاستفززية المتعلقة بالغواصة النووية، حيث نددت بكين بذلك واعتبرته تهديدا للأمن والسلام.

كما قال من جانب آخر: “على الولايات المتحدة أن تدرك أن أي نزاع عسكري بينها وبين الصين سيكون انتحاريا، ولا أحد سيخرج منه سليما من الأضرار، وعلى الطرفين أن يبذلا كل ما بوسعهما لاحتواء الوضع بدلا من خلق صراع في شبه الجزيرة الكورية، قد يجذب دولا أخرى مثل اليابان وحتى روسيا”.

وطالب غاو الولايات المتحدة أن “تحذو حذو القوى العظمى”، وأن “تتجنب اتخاذ تحركات أحادية الجانب بالغواصات النووية”، وأن “تحتكم إلى حكم رشيد ومتزن من شأنه أن ينزع فتيل التوترات بدلا من تأجيج الأوضاع”.

كما قال إن واشنطن تتبع سياسة متقلبة، فـ”حينما كان دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة حاول لقاء رئيس زعيم كوريا الشمالية في سنغافورة وفيتنام، وعلى بايدن أن يسير على هذا النهج بدلا من العودة لعقلية الحرب الباردة”.

وختم غاو: “سمعت جيدا أحد قادة كوريا الشمالية وهو يقول إن بيونغ يانغ بصدد التأكد من جدية هذا التهديد، وإن حدث ذلك فعلا سيكون الرد النووي جائزا جدا. لديهم منصات نووية ترسل صواريخا عابرة للقارات، وإذا أرادت الولايات المتحدة استفزاز كوريا الشمالية ستعاني من تداعيات ذلك. سيكون انتهاكا لمصلحة الشعب الأميركي، لذلك آمل أن يعبر الشعب الأميركي عن خشيته من هذه السياسات المتهورة للإدارة الأميركية التي تعرض الشعب الأميركي نفسه للخطر”.