مقاتلات “إف 16”.. “مكاسب مؤجلة” لأوكرانيا وتلكؤ يخدم الروس

2


ويعتقد مراقبون ومختصون بالسياسات الدفاعية، في حديثهم لـ”سكاي نيوز عربية”، أن مقاتلات “إف 16” ستغير قواعد اللعبة بالنسبة لكييف، للدفاع عن مدنهم من الهجمات الجوية الروسية، لكنهم حذروا أن استخدام أوكرانيا لها يعني إطالة أمد هذه الحرب.

ونقلت مجلة “بوليتيكو” الأميركية عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين مشاركين في المناقشات، قولهم إنه من المنتظر بدء برنامج التدريب في الدنمارك خلال شهر أغسطس المقبل، كما سيتم إنشاء مركز التدريب في رومانيا.

وفي مايو الماضي، أعطت الولايات المتحدة، التي لطالما رفضت تسليم مقاتلات لتجنب تصعيد النزاع، الضوء الأخضر لتسليم طائرات “إف 16” طالبت بها كييف بإلحاح.

وسبق أن توقع وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، أن يبدأ البرنامج الأوروبي لتدريب الطيارين الأوكرانيين في يوليو الجاري، إلا أن تأخير الموافقة الأميركية أرجأت ذلك لوقت لاحق.

مراجعة أميركية وغضب أوكراني

  • التدريب على مقاتلات “إف 16” لا يمكن أن يبدأ فعليا حتى توقع وزارة الخارجية الأميركية رسميا على طلب نقل كتيبات التعليمات وأجهزة محاكاة الطيران والمواد الأخرى المرتبطة بالطائرات، وهذا لم يحدث بعد.
  • المتحدث باسم البنتاغون جارون غارن، أوضح أنه بينما وعد الرئيس جو بايدن بالموافقة على البرنامج، فإن الطلب الرسمي “لا يزال قيد المراجعة”.
  • مع أي قرار لتصدير الأسلحة أو تدريب المقاتلين، يتعين على وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) التأكد من الاستعداد لمتابعة الكتيبات الفنية التي يتم ترجمتها، وحزم البيانات التقنية وخطة الاستدامة، قبل أن يوقع المسؤولون على أي قرار، حسبما قال رئيس عمليات الاستحواذ في الوزارة وليام لابلانت.

  • لكن مسؤولين أوكرانيين كبارا يقولون إنهم بحاجة ماسة إلى طائرات “إف 16″، في الوقت الذي تكافح به قواتهم لاختراق الخطوط الروسية في خضم الهجوم المضاد.
  • وجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت سابق من هذا الشهر، اللوم إلى الغرب لما وصفه بأنه تأخير في تدريب الطيارين الأوكرانيين على قيادة المقاتلات.
  • شاركت الحكومتان الرومانية والهولندية في محادثات عاجلة قبل اجتماع الناتو الأخير، بشأن تفاصيل خطة التدريب الدولية وضمان ضم الطيارين الأوكرانيين، حيث مهدت تلك المناقشات الطريق للإعلان عن تحالف أوروبي لـ”إف 16″ خلال القمة.
  • قال مسؤول أميركي كبير إن الوضع على الخطوط الأمامية في أوكرانيا “ليس مثاليا” حاليا لاستخدام طائرات “إف 16″، حيث لا يزال الروس يمتلكون قدرات الدفاع الجوي، كما قد لا يكون عدد الطائرات التي سيتم توفيرها مناسبا لما يحدث الآن.

تهديد روسي

إزاء الخطوة الغربية، شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن مقاتلات “إف 16” التي سيرسلها الغرب لكييف “ستحترق”.

ومن الأسئلة التي تطرح حاليا بشأن المقاتلات أميركية الصنع، إيجاد قواعد آمنة للإقلاع والهبوط والصيانة في أوكرانيا، في وقت قصفت به روسيا العديد من المطارات.

وأكد بوتين أنه إذا نشرت الطائرات التي ستسلم لكييف “في قواعد خارج أوكرانيا، سنرى ما يجب القيام به حيال هذه القواعد وكيفية ضربها”.

أسباب التأخير

قالت الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الدولية والاستراتيجية إيرينا تسوكرمان لموقع “سكاي نيوز عربية”، إنه رغم وعد بايدن بالموافقة على برنامج تدريب طياري أوكرانيا، لا يزال هذا البرنامج قيد المراجعة الرسمية من قبل وزارة الخارجية.

وأرجعت تسوكرمان أسباب التأخير في تدريب الطيارين الأوكرانيين إلى عدد من الأسباب، قائلة: “يمكن أن يكون ذلك سببه ترجمة المواد التعليمية لتلائم الطيارين الأوكرانيين، أو المماطلة الداخلية للقرار لأسباب أيديولوجية من قبل بعض المسؤولين”.

و”إذا طال التأخير عن الموعد النهائي لتسليم المقاتلات في أغسطس المقبل، يمكن أن يكتب الكونغرس رسالة استفسار إلى وزارة الخارجية للمطالبة بتفسير”.

هل تغير “إف 16” مسار الحرب؟

بشأن تبعات استلام كييف لمقاتلات “إف 16″، أوضحت تسوكرمان:

  • تلك الطائرات عنصر أساسي يمكن أن يغير قواعد اللعبة بالنسبة للأوكرانيين، للدفاع عن مدنهم من الهجمات الجوية وإضعاف القوات الجوية الروسية.
  • مع ذلك، وفقا للبنتاغون، يستغرق التدريب حوالي 18 شهرا، وبالتالي لن يكون له تأثير مباشر على الهجوم المضاد أو أي عمليات على المدى القريب.
  • يوصف التدريب بأنه استثمار في قدرات أوكرانيا على المدى المتوسط إلى الطويل.
  • يشير ذلك إلى إدراك أنه من غير المحتمل أن تنتهي الحرب في المستقبل القريب، لكن يُنظر إلى العمليات على المدى القريب على أنها مجرد خطوة في الجهود المبذولة لتحرير أوكرانيا.