تنافس محموم للتنظيمات الإرهابية في غرب إفريقيا..لمن الغلبة؟

3


ووقعت معارك بين “داعش” و”نصرة الإسلام والمسلمين” المكوّنة من اندماج 5 جماعات محلية تابعة لتنظيم “القاعدة”، يومي السبت والأحد 8 و9 يوليو الجاري، في مناطق تادنجدجورن، وفتلي، وهرارا في مالي على الحدود مع بوركينا فاسو.

وتعد هرارا مقرا مهما لداعش فيما يخص المواد اللوجستية والمصادر الغذائية والطيبة.

كذلك اشتبك التنظيمان في معارك طاحنة في منطقة تيسيت، شمال شرق مالي، وعدة مناطق في المثلث الحدودي بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو الشهير بـ”مثلث الموت”.

وتعد هذه المعارك الأكثر لفتا للأنظار بعد معارك الجماعتين في فبراير 2022 بمالي على النفوذ في ولاية ميناكا الحدودية خصوصا.

وتردّ دول المثلث الحدودي بضربات للحدّ من توسّع التنظيمين، ففي أوائل يوليو نجح جنود من النيجر والقوات الفرنسية هناك في قتل عدد من عناصر “داعش” في “مثلث الموت” قرب حدود بوركينا فاسو، واعتقال اثنين من القادة المطلوبين، وهما أبو مريم الملقّب بـ”زيد”، في 6 يوليو، وسيتا أوسيني الملقّب بـ”لقمان” في 7 يوليو.

وفي نهاية يونيو، قتل 7 إرهابيين على الأقل، وتم اعتقال 50 آخرين في عمليات مماثلة، وفق نشرة وزارة الدفاع النيجرية.

على ماذا يحتدم الصراع؟

وفق المتخصصة في شؤون الأمن القومي، إيرينا تسوكرمان:

• صراعات داعش والنصرة تتركّز على النفوذ والموارد المالية.

• داعش يواجه صعوبة أمام جماعة القاعدة في الحفاظ على وجوده في المناطق الشرقية والوسطى والشمالية في بوركينا فاسو، وفي وسط مالي، ولذا يبحث مد نفوذه في مناطق أخرى، منها بنين ونيجيريا، وضم جماعات الجريمة المنظمة المحلية.

• من المتوقع حدوث مزيد من المواجهات في المناطق التي يوجد بها التنظيمان حاليا، حتى يتوصلا لاتفاق على تقسيم السيطرة والأراضي، أو حتى يضعف أحدهما بشكل يجبره على الخروج من منطقة ما لصالح التنظيم الآخر.

• ينشط “داعش” بشكل أساسي في المناطق الحدودية بين بوركينا فاسو ومالي والنيجر، لكنه شارك كذلك بعمليات متفرقة في بنين ونيجيريا.

• أعضاء “داعش” في تلك المنطقة هم من جماعات عرقية مختلفة، منها الفولاني والعرب والطوارق والدوساهاك وسونغاي، وهذا التكتل هو نتيجة عمليات اندماج وانشقاقات سابقة، يخص بعضها جماعات تابعة للقاعدة.

وحول نتائج الصراع بين “داعش” و”القاعدة”، ممثلة في جماعة النصرة هناك، تقول المتخصصة في شؤون الأمن القومي، إنه رغم ما يبدو من قوة وانتشار الجماعات المحلية المحسوبة على “القاعدة” فإنها عرضة للانقسام، أما “داعش” فأكثر تماسكا وديناميكية.

وفي تقديرها “هناك احتمال أن يزيح داعش الحركات المرتبطة بالقاعدة، لكن ليس من المرجح أن يحدث ذلك من خلال المواجهة المفتوحة، لكن إن استشعر أعضاء جماعة النصرة قوة داعش بالنسبة إلى بقية الجماعات فقد يختارون الانضمام لها بشكل جماعي”.

وعملت الظروف السياسية مؤخرا لصالح “داعش”، مثل انهيار التحالف الإقليمي لمكافحة الإرهاب بقيادة فرنسا، ما أجبر باريس على قرار سحب قواتها من مالي وبوركينا فاسو، كما أن العداء وتضارب المصالح بين خصوم التنظيم الإرهابي من الجماعات الأخرى في الساحل يحول دون تشكيل تحالف للقضاء عليه، وفق إيرينا.