مصير على المحك.. ماذا فعل مقاتلو فاغنر بعد التمرد بـ48 ساعة؟

2


وكشف تقرير لصحيفة “غارديان” البريطانية أن المجموعة واصلت بعض عملياتها بشكل طبيعي يوم الإثنين، مع عودة المقاتلين إلى قواعدهم وفتح مراكز التجنيد في عدد من المدن الروسية.

والإثنين تحدث قائد “فاغنر” يفغيني بريغوجين لأول مرة بعد التمرد، لكنه لم يشر إلى مكان وجوده أو خططه المستقبلية، ولم يكشف مزيدا من التفاصيل عن الاتفاق الغامض الذي أوقف تمرده، علما أنه كان قد قال يوم السبت إنه سيغادر إلى بيلاروسيا بموجب وساطة رئيس ذلك البلد.

ونقلت “غارديان” عن مصدر مطلع لم تذكر اسمه، قوله إن “بعض قوات فاغنر عاد إلى قواعده في المناطق التي تحتلها روسيا شرقي أوكرانيا”، وهو ما يتفق مع ما أعلنه بريغوجين السبت.

وقال المصدر الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: “إنهم يتعافون ويأكلون ويصلحون معداتهم بعد المهمة العسكرية. لا يبدو أنهم يعرفون ما سيحدث لهم أيضا. لكنهم ما زالوا مسلحين بالكامل”.

العمل كالمعتاد

  • قال ممثلون في 5 مراكز تجنيد تابعة لـ”فاغنر” في أنحاء مختلفة من روسيا، بما في ذلك موسكو وسامارا ونوفوسيبيرسك، لصحيفة “غارديان”، إن مكاتب المجموعة كانت مفتوحة للعمل كالمعتاد.
  • في نوفوسيبيرسك ثالث أكبر مدن روسيا، تم تعليق ملصقات إعلانية مرة أخرى عند مدخل مركز تجنيد “فاغنر”، بعد أن تمت إزالتها خلال تمرد بريغوجين، وفقا لوكالة الأنباء الروسية “تاس”.
  • قال ممثل “فاغنر” من مدينة سامارا لصحيفة “غارديان” عبر الهاتف: “كل شيء كالمعتاد. العمل مستمر”.
  • شدد الممثل على أن المقاتلين المحتملين سيوقعون عقودهم مع “فاغنر” وليس وزارة الدفاع الروسية.
  • قالت “ريبار”، وهي قناة تحليل عسكري موالية للكرملين على “تلغرام”، إن “كل شيء كان يسير كالمعتاد في مولكينو”، في إشارة إلى منشأة تدريب “فاجنر” بمنطقة كراسنودار جنوبي روسيا.
  • أضافت “ريبار”: “تستمر حملات التجنيد الخاصة بفاغنر في أنحاء البلاد رغم كل الضجة”.
  • تحرك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، لطمأنة حلفاء موسكو في إفريقيا بأن الآلاف من مقاتلي فاغنر المنتشرين في القارة لن يتم سحبهم.

لا قرار

لكن يبدو أن حقيقة أن “فاغنر” لم تحل على الفور بعد يوم غير مسبوق سار فيها مقاتلوها باتجاه موسكو، وأطلقوا النار على مروحيات عسكرية روسية، تشير إلى أن الكرملين لم يتخذ قرارا بعد بشأن مستقبل المجموعة.

وقال الصحفي الروسي صاحب المعرفة الواسعة بمجموعة “فاغنر” دينيس كوروتكوف: “كل شيء يشير إلى حقيقة أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون بعد كل عمليات بريغوجين”.

وأضاف كوروتكوف أن “بريغوجين بنى على مر السنين قوة فاغنر الهائلة التي كانت نشطة في عدة قارات، مما يجعل تفكيكها صعبا في يوم واحد”.

وأوضح: “تكشفت الأحداث بسرعة كبيرة، لدرجة أنه لم تكن هناك خطة قائمة لما يجب فعله مع بريغوجين وفاغنر”.

وفي السياق ذاته، شكك القيادي السابق في المجموعة مارات غابيدولين في إمكانية وجود “فاغنر” من دون قيادة بريغوجين، الذي يُعتقد أنه يحظى بشعبية كبيرة بين مقاتليه.

وقال غابيدولين، الذي كتب مذكرات عن الفترة التي قضاها في “فاغنر”: “إذا أزالوا بريغوجين من فاغنر فلن يكون هناك بعد الآن فاغنر كما نعرفها، بل تقليد مثير للشفقة”.

وعندما أعلن بريغوجين تمرده مساء الجمعة قال إنه قاد قوة قوامها 25 ألف جندي، وعلق غابيدولين على ذلك قائلا إن بريغوجين ربما يكون قد بالغ في الرقم، لكنه أكد أن “حتى قوة أصغر بكثير كانت ستشكل تحديا كبيرا للجيش الروسي”.

واستطرد: “فقط 5 آلاف جندي من فاغنر يمكن أن يمثلوا بالفعل تحديا كبيرا لموسكو. هؤلاء هم بعض من أفضل المقاتلين تدريبا خاصة عندما يتعلق الأمر بمعارك المدن. كان من الممكن أن يراق الكثير من الدماء للتصدي لهم”.

دعوات لخطوات صارمة

  • بعض المسؤولين الروس والشخصيات العسكرية البارزة المشاركة في الحرب على أوكرانيا صعّدوا هجماتهم على “فاغنر”.
  • عضو لجنة الدفاع في مجلس النواب (الدوما) فيكتور سوبوليف قال: “علينا بالتأكيد إزالة أسلحتهم. لا يمكننا ترك مجموعة مسلحة من الأشخاص الذين شاركوا بالفعل في تمرد ضد قواتنا”.
  • رئيس كتيبة فوستوك الموالية لموسكو في دونباس ألكسندر خوداكوفسكي، ذكر كيف كان بريغوجين يصف القوات الروسية بـ”جيش الخنازير”.
  • دعا آخرون إلى إعدام رئيس “فاغنر”، ومنهم ضابط العمليات الخاصة الروسي المتقاعد المدون العسكري الشهير إيغور ستريلكوف، الذي قال: “كان من الضروري ببساطة شنق بريغوجين”.
  • تكررت رسائل مماثلة على التلفزيون الروسي، الذي يعد أهم مصدر للمعلومات بالنسبة للروس العاديين.
  • في برنامج حواري شهير قال أندريه غوروليوف، وهو كولونيل روسي متقاعد ونائب في الدوما، إن بريغوجين والشريك المؤسس المزعوم للمجموعة دميتري أوتكين يجب أن “يتلقيا الرصاصة. لا يوجد خيار آخر”.