ما مصير تنظيم الإخوان بعد مغادرة أفراده تركيا؟

4


يوضّح خبيران في شؤون الجماعات الإسلامية لموقع “سكاي نيوز عربية”، أنه مع تقارب العلاقات بين القاهرة وأنقرة فإن مصير أفراد التنظيم سيتحدد على حسب فئاته القيادية، محذرين من الاعتقاد بأن التنظيم انهار أو انتهى، ولم تعد هناك ضرورة للاحتياط منه.

تسليم عناصر “الإخوان” الهاربين من مصر إلى تركيا عقب ثورة 30 يونيو 2013، وغلق وسائل الإعلام التي تهاجم مصر من تركيا، كانت من شروط القاهرة للموافقة على إعادة العلاقات مع أنقرة.

يأتي ذلك في الوقت الذي رفضت فيه أنقرة طلبات قيادات إخوانية للحصول على الجنسية أو تجديد الإقامة، ومنهم الهارب من حكم مصري بالإعدام، وجدي غنيم.

3 فئات

الباحث في الحركات المسلحة، أحمد سلطان، يرسم صورة لحال أعضاء التنظيم في تركيا حاليا، وفرص بقائهم أو الرحيل، قائلا إنهم عبارة عن 3 فئات:

  • الأول، هو الصف الأول من قيادات التنظيم وحصلوا على الجنسية التركية، وهؤلاء لن يتم ترحيلهم.
  • الثاني، أعضاء قرروا الرحيل طوعا بعد ما لاحظوه من تقارب بين القاهرة وأنقرة، حتى لو لم تطلب تركيا منهم ذلك.
  • الثالث، هم أعضاء لم يحصلوا على الإقامة أو الجنسية، أو المقربون من الإخوان، وهؤلاء سيغادرون أيضا تركيا (لأن وضعهم غير قانوني).

لكن إن كان مصير معظم “الإخوان” في تركيا هو الرحيل، فإلى أين؟

خريطة شتات أكثر اتساعا

مع اعتياد تنظيم الإخوان المطاردات وتغير المواقف السياسية طوال تاريخهم، تعودوا على وضع خطط بديلة لأماكن إقامتهم عبر القارات، لكن يبدو أن هذه المرة خريطة الشتات ستكون أكثر اتساعا.

وفي هذا الصدد، يوضّح سلطان:

  • كل مجموعة أو عضو لديه بدائل في الخطة الإخوانية، من أهمها بريطانيا، التي سيقصدها الأعضاء الراحلون عن تركيا طوعا، وكذلك ألمانيا التي يتمتع التنظيم فيها بحضور قوي، وأيضا كندا.
  • عدة دول في أفريقيا ستكون على أجندة الملاذات البديلة، منها كينيا وجنوب أفريقيا، وكذلك ماليزيا في آسيا.

يضيف الباحث في الجماعات الإسلامية، محمود جابر، ملاذات أخرى متوقعة:

  • دولة البوسنة، والدول التي تمنح الجنسية مقابل أموال كمالطا، وأيضا دول في أميركا اللاتينية.
  • محتمل أن تتوجه قيادات إخوانية مطلوبة أمنيا إلى أفغانستان، للاحتماء بحركة طالبان التي تجمعها علاقة بالتنظيم.

وينتشر عناصر “الإخوان” في معظم هذه الدول، مثل كندا وكينيا وألمانيا وجنوب إفريقيا من بوابة “الدعوة الإسلامية”، وأنهم مسؤولون عن حماية “حقوق” المسلمين في تلك الدول؛ وهو ما يعطيهم ثقلا، خاصة مع عدم إظهار أنفسهم في أدوار سياسية مقلقة.

البقاء بقوة “التواصل الإلكتروني”

يحذّر جابر من اعتقاد يشيع بأن تخلي تركيا عن احتضان قيادات “الإخوان” في هذه الفترة يعني نهاية أو تشتيت التنظيم أو الحد من مخططاته.

في تقديره، وكذلك في رأي سلطان، فإن التنظيم سيستعين بخبراته، وبوسائل الاتصال الحديثة، في الإبقاء على شبكته عبر القارات، لافتين إلى هذه النقاط:

  • في ظل وسائل التواصل الحديثة، سيُبقي التنظيم على قوته؛ ليكون متأهبا لاقتناص الفرصة السانحة للعودة إلى الواجهة.
  • انقسامات “الإخوان” لم تؤثر على الكتلة الصلبة للتنظيم في مصر، والمقدّرة بنحو 500 ألف عضو، لكنها دخلت مرحلة كمون، كما حدث في عثراته السابقة، وينتظر أي فرصة تلوح لفرض نفسه مجددا.
  • تأثير الشتات الجديد على التنظيم سيكون محدودا.