بعد تشغيل تايوان أنظمة الدفاع الجوي.. لماذا لم ترد الصين؟

3


ويحلل خبير عسكري وباحث سياسي لموقع “سكاي نيوز عربية” هذه الخطوة التايوانية، وما إن كانت تعني تأهب تايوان للدخول في مواجهة عسكرية مع الصين قريبا، أم أنها “إجراء أقل من العادي”.

والخميس، أعلنت وزارة الدفاع التايوانية أنها رصدت 37 مقاتلة صينية، بينها قاذفات تستطيع حمل رؤوس نووية، اخترقت الأجواء الخاصة بها، وشكلت تهديدا مباشرا، في تكثيف لعدد لطلعات الجيش الصيني اليومية المتواصلة منذ بداية العام.

وكتبت الوزارة على “تويتر” أن الجيش التايواني نشر طائرات دوريات وسفن بحرية وأنظمة صواريخ برية.

المجازفة “مكلفة”

يوضح الخبير العسكري جمال الرفاعي، أن إعلان تفعيل الدفاعات الجوية في منطقة ما يعني أن أي هدف يعبر المنطقة جويا سيخضع لقواعد الاشتباك الخاصة بهذه البلد.

وعن تقييمه لخطوة تايوان في هذا الصدد يقول:

• الصين تعتبر الجزيرة ملكا لها؛ ولذا تتعامل مع المنطقة وفقا لقواعد الملاحة الخاصة بها، وتنفذ يوميا عمليات استطلاع ومراقبة قرب تايوان؛ وما أثار غضب الأخيرة هو زيادة عدد الطائرات.

• تايوان لم تنفذ طوال الفترات الماضية أي عمليات اعتراض طائرات أو سفن صينية، وتكتفي بإصدار بيانات تنديد بانتهاك حدودها التي رسمتها لنفسها بشكل أحادي، وتشغل الرادارات لكن تفصلها عن أنظمة الدفاع الجوي.

• إعلان تشغيل الدفاعات الجوية يعني ربط الرادارات التي تراقب السماء بعربات وقواعد الصواريخ، وبمجرد أن تلتقط الردارات أهدافت معادية ترسل إشارات فورية لأنظمة الدفاع الجوي.

• هناك أنظمة إلكترونية تلتقط الهدف وتتبعه وتستهدفه دون تدخل بشري، وهي التي توضع حول المؤسسات والمنشآت الهامة، وهناك أنظمة تحتاج لتدخل بشري، زأنظمة تايوان بالطبع تحتاج تدخل بشري؛ لأن الخطأ قد يكلفهم الكثير.

• تفعيل تايوان لأنظمتها الجوية بنسبة كبيرة قد يكون تهديدا فقط؛ لأنها غير جاهزة عسكريا للدخول في مواجهة الآن تنتج عن ضرب طائرات صينية.

• المتوقع أن الوضع سيظل كما هو هذه الفترة، وتايوان لن تجازف بضرب أهداف صينية.

إجراء “أقل من العادي”

بدورة يقلل الخبير في العلاقات الدولية، جاسر مطر، من أهمية إعلان تايوان تشغيل دفاعاتها الجوية، ويُرجع ذلك إلى:

• تايوان لا تملك القدرة على فعل تصرف يجرها في حرب الآن مع الصين.

• واشنطن هي الوحيدة المتحكمة في قرار الحرب حول الجزيرة، وهي الأخرى غير جاهزة الآن بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.

• تفعيل الدفاع الجوي إجراء أقل من العادي، حتى أن الصين لم تصدر بيانا للرد.

• الصين ستستمر في طلعاتها بشكل منتظم، وقد تكثف من أسلوبها في الرد على التجاوزات الأميركية الأخيرة.

وتعتبر الصين أن تايوان، المدارة بنظام الحكم الذاتي، جزء من أراضيها، وتنظر لأي علاقات تنسجها دولة أجنبية مع تايوان بعيدا عن الصين بأنه عداء موجه لبكين، وتتهم واشنطن بشكل خاص بدعم “انفصاليين” تايوانيين.

وتكثف بكين تحركاتها العسكرية نحو الجزيرة، سواء بمناورات أو بطلعات ودوريات بحرية وجوية، كلما اتخذت واشنطن خطوة تقارب نحو تايوان، مثل تقديم صفقة أسلحة أو تعاون تجاري، أو زيارات دبلوماسية.