بزيارة نادرة.. تساؤل عن مصير غصن زيتون حملته أرمينيا لتركيا

2


وفيما يرى متابعون أن الزيارة تبشر بمزيد من التقارب بعد استعادة العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة ويريفان عام 2021، لا يتفق محلل سياسي تركي، معددا لموقع “سكاي نيوز عربية” ما يراها تجارب سابقة، تضع هذا التقارب تحت التهديد.

 أسباب القطيعة الماضية

  • تركيا من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال أرمينيا عن الاتحاد السوفياتي سبتمبر 1991، لكن حدثت قطيعة بسبب مطالب يريفان بالاعتراف بتعرض الأرمن لما تعتبرها “إبادة” على يد القوات العثمانية عام 1915.
  • رفض يريفان اتفاقية قارص الموقعة عام 1921، والتي رسمت الحدود بين أرمينيا وتركيا، وتخلت فيها أرمينيا عن منطقتي قارص وأردهان لتركيا.
  • كما لعب النزاع على إقليم قرة باغ، محل النزاع بين أرمينيا وأذربيجان، دورا في تأزيم العلاقات؛ حيث تقف تركيا إلى جانب أذربيجان، وقدمت لها دعما عسكريا في مواجهة أرمينيا.
  • أغلقت الحدود البرية بين تركيا وأرمينيا منذ 1993، عقب اشتباكات بين أرمينيين وأذربيجانيين من أصول تركية.

 خطوات التقارب

  • في ديسمبر 2021، أعلن وزير الخارجية التركي السابق مولود جاويش أوغلو، تعيين بلاده ممثلا خاصا في أرمينيا، لافتا إلى دخول علاقات البلدين مرحلة جديدة.
  • أعلنت أرمينيا خلال الشهر ذاته تعيين نائب رئيس البرلمان ممثلا خاصا لها لدى تركيا.
  • أتبعت يريفان خطوتها هذه بإعلانها رفع تمديد الحظر على استيراد البضائع التركية الذي فرضته في ديسمبر 2020، بسبب دعم أنقرة لأذربيجان في معارك إقليم ناغورني كراباخ.
  • في أكتوبر 2022، عقد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذري إلهام علييف والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اجتماعا على هامش قمة براغ.
  • كما عقد الرئيس التركي اجتماعا ثنائيًا مع رئيس الوزراء الأرميني بعيدًا عن عدسات وسائل الإعلام، وقال أردوغان في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع إن الحوار بين أرمينيا وأذربيجان إيجابي، وتتم مناقشة مطالب كل طرف.
  • أرسلت أرمينيا فرق إنقاذ للمساهمة في عملية البحث والإنقاذ عن ناجين من الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا 6 فبراير الماضي.
  • فتحت أرمينيا حدودها المغلقة مع تركيا منذ سنوات طويلة؛ للسماح بدخول المساعدات الإغاثية للناجين من الزلزال، ومرت 5 شاحنات محملةً بمساعدات عبر معبر أليجان الذي استخدم آخر مرة قبل ذلك عام 1988 حين أدخل الهلال الأحمر التركي مساعدات بعد زلزال أرمينيا.

 تقارب مهدد

  • المحلل السياسي التركي، ناصر سنكي، لا يتفاءل كثيرا باستمرار خطوات التقارب على وتيرة سريعة ومستقرة.
  • ومع أنه يرى زيارة باشينيان لحضور حفل تنصيب أردوغان علامة تقارب تدل على “نجاح الدبلوماسية التركية” في الفترة الأخيرة في تقريب وجهات النظر مع دول الجوار، إلا أنه يضيف “قد يكون تقاربا وقتيا”.

ويُرجع ذلك في حديثه لـ”سكاي نيوز عربية” إلى أن:

  • أي أزمة سياسية او دبلوماسية أو عسكرية يمكن أن تعكر صفو العلاقات مرة أخرى بين الجانبين، وتعيدها لنقطة الصفر، كما يحدث مع الجارة اليونان التي دائما ما نجد أن العلاقات معها لا تسير على وتيرة واحدة.
  • العلاقات مع أرمينيا سبق وان تحسنت، لكنها سرعان ما توترت من جديد، وهذه المرة باشينيان يأتي إلى أنقرة وهو يحمل غصن الزيتون، وبدورها استقبلته أنقرة بأحضان مفتوحة، لكن التحسن المفترض قابل للاشتعال في أي وقت؛ لأن الخلافات بين البلدين تعود إلى عهد الدولة العثمانية.