أنهت الأخطاء أم قتلت المتعة؟.. تقنية الڤار (VAR) بين مؤيد ومُعارض

2


ت + ت – الحجم الطبيعي

أحدثت تقنية الڤار نقلة نوعية لعشاق كرة القدم بعدما خرجت إلى النور نتيجة الهوس الجماهيري بالساحرة المستديرة والتعلق الشديد بها، الذي دفع القائمون عليها للجوء إلى التكنولوجيا ومواكبة العصر الحديث، بهدف تحقيق العدالة في اللعبة الشعبية الأولى بالعالم، فجاءت تقنية الڤار أو الحكم المساعد بالفيديو، لتأكيد قرارات حكم الساحة، أو مطالبته بالتراجع عنها كونها كانت خاطئة، وتعتمد التقنية على فلسفة التداخل الأدنى مقابل الفائدة القصوى، وانقسمت حول تقنية الڤار الآراء بين داعمين ورافضين لها.

تقنية الڤار (VAR) هي اختصار للمصطلح الإنجليزي Video Assistant Referees أو حكم الفيديو المساعد، وهو جهاز يراجع القرارات التي يتخذها حكم الساحة، باستخدام لقطات الفيديو، ويتم التواصل عن طريق سماعة الرأس بين حكم الساحة والحكام الثلاثة المكلفين بالإشراف على تقنية الفيديو في المباراة، والمتواجدين داخل غرفة بملعب اللقاء.

ويكثر الاعتماد على تقنية الڤار في الحالات المشكوك فيها، مثل حصول أحد اللاعبين على بطاقة صفراء أو حمراء، أو إحراز هدف مشكوك في صحته، أو احتساب ركلة جزاء غير صحيحة، أو أحقية أحد الفريقين في الحصول على ركلة جزاء، أو وجود حالة من اللبس بخصوص اتخاذ القرار في أي لعبة مشكوك فيها خلال أحداث المباراة، فحينها يتم استدعاء حكم الساحة من قبل حكام الفيديو، ليشاهد اللقطة مرة أخرى عبر جهاز ينقل له لقطات فيديو، قبل أن يحسم قراره النهائي، سواء بالتأكيد على ما تم أتخذه أو التراجع عن القرار من الأساس.

وأضافت تقنية الڤار الكثير من العدالة إلى لعبة كرة القدم، وأعطت كل طرف من طرفي اللعبة حقه في احتساب الفرص والأهداف، كما أنها خففت العبء النفسي على الحكام الذين كانوا يطلقون قرارتهم بحسب رؤيتهم التي تقع ضمن القدرات البشرية القابلة للصواب أو الخطأ، لذا فإن استخدام تقنية الحكم المساعد بالفيديو أزال عن كواهلهم إمكانية الوقوع في الأخطاء أو اتخاذ قرارات ظالمة تهدر حق وجهد أحد الفريقين، وذلك لأنّ الرأي المتخذ في النهاية يكون نتاج اجتماع آراء عدة، وبعد الاطلاع على قرار اللعبة بالفيديو عدة مرات.

متى تم تطبيق تقنية الڤار

بعد تجارب مكثفة في عدد من المسابقات الدولية الكبرى، تم اعتماد مهمة حكم الفيديو بشكل رسمي لأول مرة في قوانين اللعبة من قبل مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم عام 2018، رغم إنه من عشرات السنين هناك حاجة مُلحة لتطبيق التقنية لتزيل اللبس وتدحض الادعاءات بما يخص الشكوك في النزاهة الكروية، تحديداً منذ إحراز النجم الأرجنتيني الراحل دييغو أرماندو مارادونا لهدف بيده لصالح التانغو في شباك منتخب إنجلترا، ببطولة كأس العالم عام 1986.

عدد الكاميرات في تقنية الڤار

حسب بروتوكول الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” الخاص بتقنية الڤار، يوصي بتوفير 33 كاميرا في الملعب لتقنية الفيديو، بواقع 13 كاميرا متابعة عادية، كاميرتين عالية الجودة، و8 كاميرات تصوير بالحركة البطيئة الفائقة، وكاميرتين للحركة البطيئة جداً، و4 كاميرات للحركة الفائقة، و4 كاميرات لرصد حالات التسلل.

مؤيدون تقنية الڤار

لبت تقنية الڤار تطلعات جزء كبيراً من مشجعي كرة القدم، حيث كانت بمثابة النجاة لهم بعدما أكدت صحة قرارات ساهمت في حسم فريقهم لنتيجة مباراة هامة، أو التتويج بلقب، إذ أنه من أهم دواعي استخدام تقنية الڤار تقليل أخطاء الحكام، التي ربما كان لها تأثيراً كبيراً في بعض الأحيان على نتائج المباريات.

معارضون تطبيقها

على الجانب الآخر، يرى البعض أن تقنية الڤار جردت كرة القدم من متعتها وحرمتها عفويتها، لاسيما أن اللعبة تكمن متعتها في التلاعب بنسب الأدرينالين بأجساد مشجعيها، التي تجعلهم يصرخون فرحاً مع تسجيل الأهداف، ولكن جاءت تقنية الڤار لتثبت أحيانًا بطلان هذه الأهداف بعد إعادة فحص القرار، وهو ما يسبب إحباطاً للمشجعين وقتها، ويجعلهم يترددون في التعبير عن فرحتهم بتسجيل هدف، خوفاً من إلغائه، فبرأيك.. هل تقنية الڤار أضافت إلى كرة القدم، أم قتلت متعتها؟

طباعة
Email