استهداف “فاغنر” في باخموت.. كييف بدأ الهجوم المضاد بالشرق؟

3


وفيما يرى مسؤول عسكري أوكراني أن بلاده تنتقل من الدفاع إلى الهجوم في جبهتي الشرق والجنوب، وأمامها فرصة سانحة لاستغلال خلافات موسكو مع مجموعة “فاغنر” المسلحة، يقلل محلل عسكري روسي من أهمية الهجوم الأوكراني، ويسرد أسبابا تجعله يراه “انتصارا مزيفا”، وذلك خلال حديثيهما لموقع “سكاي نيوز عربية”.

وتحدث مصدر عسكري أوكراني لموقعنا عن “نجاح القوات في فتح ممر لتأمين أمدادات الذخيرة”.

أهداف جديدة

“المعادلة تتغير كل ساعة” بوصف سفياتوسلاف بودولاك المسؤول العسكري الأوكراني في جبهة دونباس، مؤكدا أن هناك أهداف من هجوم كييف المضاد الذي بدأ الأحد على محور الشرق، بحيث لا يركز على الدفاع فقط، ومنها:

• استهداف جميع مقرات وتمركزات “فاغنر” في وسط باخموت.

• استخدام القوة النارية المدفعية على طول الجبهات.

• استخدام الطائرات المسيرة لاستهداف خطوط القوات الروسية.

• فك الحصار عن المدينة وفتح ممرات إجلاء واستقبال الذخيرة.

إضافة لذلك، يواصل بودولاك، فإن جبهة الجنوب بدأت قصفا مكثفا تجاه القوات الروسية، وتم إطلاق حوالي 60 قذيفة على 6 بلدات واقعة على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو في مقاطعة خيرسون.

فرصة أوكرانية

ويتحمس المسؤول العسكري الأوكراني لاستغلال الظروف الميدانية التي يراها لصالح كييف، في ظل انقسام روسي حاد بين مقاتلي مجموعة “فاغنر” والقوات الروسية، قائلا: “هذا ما نعمل عليه، فقوات فاغنر تعاني نقصا في السلاح، مما يجعلها في وضع دفاعي ضعيف يسمح لنا بالتقدم، ومنع الزحف الروسي تجاه وسط المدينة”.

ويرجح بودولاك أن قرار الدفاع عن باخموت يجبر الجيش الروسي على التورط في حرب مكلفة ودموية، خاصة أن المدينة “أصبح لها بعد استراتيجي من هذه الزاوية تحديدا وهي الاستنزاف الروسي”.

وبين الجيش الروسي و”فاغنر” المتخصصة في تدريب وتوريد المرتزقة خلافات حول تكتيات القتال، وتحديد من تُنسب له “الانتصارات” على الجانب الروسي.

ومع البدء في هجوم مضاد تجاه باخموت، أعلن الجيش الأوكراني ارتفاع عدد قتلى الجنود الروس منذ بداية الحرب قبل عام، إلى 164 ألفا و910 جنود، وتدمير 5332 دبابة، و6853 مركبة قتالية مدرعة، و2568 من أنظمة المدفعية، و507 من أنظمة راجمات الصواريخ متعددة الإطلاق، و268 من أنظمة الدفاع الجوي.

“محاولة يائسة”

الهجوم الأوكراني المباغت في الشرق قوبل بقصف روسي عنيف، حيث تم قصف أكثر من 50 بلدة شرقي وجنوبي البلاد خلال الساعات الـ24 الماضية.

ووفقا للمحلل العسكري الروسي ألكسندر أرتاماتوف، فإن محاولة كييف في باخموت “يائسة ولها أهداف ليس عسكرية بل إعلامية”، لتزامنها مع لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره الصيني شي جين بينغ لبحث حل صيني يوقف الحرب.

ويستدل أرتاماتوف على تقديره هذا بقوله:

• كييف تسعى للحصول على “انتصار مزيف” لتثبت أنها قادرة على التواجد ميدانيا قبل أي مفاوضات، و”هذا غير حقيقي بالمرة”، فالهجوم في باخموت ليس كما تحاول كييف تصويره.

• طبقا لمعادلة المعارك، تسيطر موسكو على نحو 60 بالمئة من مدينة باخموت، ومن الصعب حسم المعارك لصالح كييف التي تعاني بالفعل من نقص في التسليح، بدليل تصريحاتهم المستمرة حول الحاجة لأسلحة جديدة.

ومعركة باخموت أطول المعارك منذ بدء الحرب 24 فبراير 2022، واكتسبت طابعا رمزيا لكييف وموسكو، حيث يركز كلا الجانبين على تلك المنطقة للسيطرة على الجبهة الشرقية، وسط سقوط قتلى وجرحى بالآلاف من الجانبين.