“الشرطة الجوية”.. كرة لهب جديدة على حدود الناتو وروسيا

1


وبينما يرى باحث سياسي من روسيا أن هذه الخطوة “استفزاز” من الناتو لموسكو قد يوسع رقعة الحرب، يعلق أكاديمي من أوكرانيا أنها ليست سوى “تأمين” للدول الأعضاء في الحلف “المهددين” من الجيش الروسي، حسب حديثيهما لموقع “سكاي نيوز عربية”.

وأعلن وزير الدفاع البريطاني بن والاس، أن بلاده وألمانيا ستشاركان في عمليات جوية مشتركة لأول مرة فوق سماء إستونيا، مع إرسال حوالي 300 فرد من سلاح الجو الملكي لقيادة عمليات الشرطة الجوية لحلف الناتو هناك.

وأرجع والاس تلك المهمة إلى “ضمان أمن سماء أوروبا، وتعزيز وجود الناتو في أوروبا الشرقية’ في مرحلة حرجة من العلاقات بين موسكو مع أوروبا الشرقية.

تأمين أم استفزاز؟

ووصف وزير الدفاع البريطاني مهمة “الشرطة الجوية” بأنها مؤشر على وحدة الناتو أمام التهديد الروسي، وهنا يعلق الأكاديمي المتخصص بالسياسية الدولية في جامعة تافريسكي الأوكرانية نعومكن بورفات، قائلا إن الحلف بحاجة لمزيد من المناورات وعمليات الإنزال الجوي على حدوده الشرقية لتأمين تلك الجبهة.

ويرفض بورفات اعتبار خطوة الناتو “استفزازا” لروسيا، ووصفها بأنها مهمة “تأمين” للدول الأعضاء.

في المقابل، يتهم الباحث موسكو بأنها تنظر لدول الناتو المجاورة لحدودها، مثل بولندا، على أنها أراض روسية، مشيرا إلى أن خطابات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “تتحدث عن روسيا الكبيرة وأراضي الاتحاد السوفيتي”.

تكثيف الحشد

وتأتي مهمة “الشرطة الجوية” إضافة لخطوات سابقة اتخذها الناتو الأشهر الأخيرة على جبهته الشرقية المواجهة لروسيا، ومنها:

• نشر 4 كتائب قتالية في بلغاريا ورومانيا والمجر وسلوفاكيا.

• تقوية التواجد العسكري في بولندا وتنظيم مناورات عسكرية لتأمينها من الجارة بيلاروسيا حليفة روسيا.

• وجود 9 آلاف جندي في إستونيا، ونفس العدد في لاتفيا، أما ليتوانيا فتضم 20 ألف مقاتل.

• يتواجد 15100 جندي للناتو في سلوفاكيا، و24800 في المجر، و79300 في رومانيا، و26900 في بلغاريا، و8 مجموعات قتالية من البلطيق إلى البحر الأسود.

• نهاية فبراير الماضي، أعلنت ألمانيا اعتزامها إجراء مناورات ثلاثية مع واشنطن ووارسو على أراضي بولندا المحاذية لأوكرانيا، التي تعد الأشد عداء لموسكو في دول شرق أوروبا، والعضوة في “الناتو”.

توسيع رقعة الحرب

تحركات حلف الناتو أضحت مادة سجال بينه وبين موسكو، فيما يتهمها بتهديد أمن أعضائه المجاورين لها، ترد باتهام الناتو بتهديد حدودها ومحاولة تفكيكها.

ويقول الباحث الروسي في تاريخ العلاقات الدولية سولونوف بلافريف، إن الهدف الحالي لأوروبا هو “الاستمرار في مسلسل الاستفزاز الذي نُفذ في أوكرانيا لتوسيع رقعة الحرب”.

وفي تقديره، فإن ما يحدث هو “حرب مباشرة بين الثلاثي (بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة) من جانب وروسيا من جانب آخر”، فيما “أدركت روسيا حقيقة الأمر إلى حد كبير”، في إشارة لما يقول إنها خطة أميركية لاستنزاف أوروبا بمبيعات الأسلحة.

ويستشهد بلافريف في ذلك بتصريحات الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، التي تنادي بضرورة احتواء الصراع وعدم تصعيده، والأخذ في الاعتبار مطالب روسيا من الناتو الخاصة بعدم عسكرة حدودها.