بعد عام من الحرب.. 4 رسائل من زيارة بايدن إلى كييف

1


ورغم توالي زيارات كبار المسؤولين الغربيين وحتى الأميركيبن إلى كييف طيلة عام من الحرب، فإن زيارة سيد البيت الأبيض، بالنظر لدور واشنطن القيادي في المنظومة الأطلسية، لها وقع خاص وفق المحللين، يدلل على عمق الالتزام الأميركي بدعم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وفي المقابل، يرى معلقون أن “التنسيق” بين واشنطن وموسكو أمنيا بخصوص الزيارة، هو بحد ذاته علامة على أنها لن تحدث تحولا دراماتيكيا في مجريات الصراع ومآلاته، وأن الزيارة تحمل طابعا رمزيا ودعائيا ولا تشكل بالضرورة منعطفا في الحرب.

4 رسائل

يقول الدبلوماسي السابق الخبير بالشأن الأميركي المقيم في واشنطن مسعود معلوف، في حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية”، إن الزيارة مهمة جدا وهي تتضمن 4 رسائل أساسية:

• الأولى للأوكرانيين، مفادها أن واشنطن تقف معهم حتى النهاية وستستمر بدعمهم عسكريا وماديا، وهو ما تلقته الأوساط الرسمية والشعبية الأوكرانية بحرارة.

وهذا الدعم يشجع كييف بالطبع على المضي في الحرب دفاعا عن أراضيها، خاصة في ظل الحديث عن احتمالات بدء هجوم روسي عنيف ووشيك مع حلول الربيع أو حتى قبل ذلك.

• الثانية لروسيا، وهي لإثبات أن واشنطن لن تتراجع عن الوقوف مع كييف، لدرجة أن الرئيس الأميركي خاطر وأجرى هذه الزيارة الشاقة رغم المحاذير الكبيرة، للتشديد على ذلك.

• الثالثة لحلفاء واشنطن، لإبلاغهم أن بايدن رغم تقدمه بالسن وحجم مشاغله والتزاماته الكثيرة أجرى هذه الرحلة، التي تشكل حافزا للحلفاء نحو المضي بوقوفهم مع الصف الأوكراني، وهكذا رأينا كيف أن اليابان مثلا بعد زيارة بايدن قررت منح أوكرانيا مساعدات مادية ضخمة بقيمة 5 مليارات ونصف المليار دولار.

• الرابعة للداخل الأميركي، حيث هناك معارضة لترشح بايدن لولاية ثانية، رغم أنه لم يعلن بد اعتزامه الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، على خلفية كبر سنه وقدراته الصحية.

فهذه الزيارة تندرج غالبا في إطار اعتزامه إعلان الترشح مجددا لسباق البيت الأبيض، عبر القول إنه في حالة صحية وعقلية جيدة جدا، لدرجة قيامه برحلة صعبة ومتعبة جوا ثم برا إلى وارسو استغرقت 10 ساعات عبر القطار، وأنه لذلك مؤهل تماما لدورة رئاسية أخرى.

تنسيق مسبق

ويرى معلوف أن إبلاغ الجانب الروسي مسبقا بهذه الزيارة كان ضروريا جدا “تجنبا لوقوع ما لا يحمد عقباه، حيث لو حل أي سوء ببايدن فإن ذلك سيقود لحرب عالمية طاحنة”.

وأضاف الخبير بالشأن الأميركي: “الإخطار عكس رغبة أميركية بتفادي أي تصعيد، وكذلك الرد الروسي كشف عن موقف مماثل، وهكذا فالتنسيق بين واشنطن وموسكو حول موعد الزيارة أمر إيجابي، ولا ننسى أن خطوط التواصل الخاصة لم تنقطع أبدا بين الجانبين وهي مستمرة”.

و”رغم زيارة بايدن فلا حل عسكريا للصراع” وفق المتحدث، حيث “يستحيل أن تقبل موسكو الخسارة العسكرية في أوكرانيا ولا الولايات المتحدة ومعها الغرب ككل تقبل بانتصار روسيا. واشنطن وحدها قدمت حتى الآن أكثر من 100 مليار دولار لكييف مساعدات، فضلا عن ما قدمه حلفاؤها، وهكذا هناك التزام مادي ومعنوي وسياسي وأخلاقي أميركي وغربي حيال أوكرانيا لا يمكن التراجع عنه”.

ويعتقد معلوف أن الأمم المتحدة هي المنوط بها في لحظة ما للتدخل، عندما تنهك الأطراف المتحاربة وتقتنع باستحالة الحل العسكري، متحدثا عن “مبادرة منتظرة برعاية المفاوضات لإنهاء هذه الحرب التي ستدوم مع الأسف مدة أطول، وربما لعام ثان أو أكثر”.