من الرصد حتى الإسقاط.. كل ما نعرفه عن المنطاد الصيني

4


متى بدأت القصة؟

وبدأت الأنباء في التواتر عن وجود منطاد صيني في الأجواء الأميركية في الثاني من فبراير الجاري، مع إصدار بيان رسمي أميركي.

وحينها قالت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” إن المنطاد حلق على الولايات المتحدة منذ 28 يناير الماضي، قبل أن يحلق فوق المجال الجوي الكندي في 30 يناير ليعود بعدها إلى المجال الجوي الأميركي.

أكدت الوزارة أن المنطاد يحلق على ارتفاع شاهق أعلى بكثير من خطوط الملاحة الجوية، وأنه لا يمثل تهديدا عسكريا أو مادية للأميركيين على الأرض.

وبدأ الحديث عن خطر المنطاد عندما كان يطير في سماء ولاية مونتانا، في شمال غربي الولايات المتحدة، وهي ولاية قليلة السكان تحتضن منشآت عسكرية حساسة، وهو ما أثار مخاوف من أن المنطاد أداة تجسس صينية.

مسار المنطاد في الولايات المتحدة

تظهر خرائط نشرتها وسائل إعلام أميركية أن المنطاد الصيني حلق في سماء ولايات:

  • مونتانا
  • وايومينغ
  • ساوث داكوتا
  • نبراسكا
  • كنساس
  • ميزوري
  • كنتاكي
  • تينسي
  • ساوث كارولينا

ما هي مناطيد التجسس بالضبط؟

إنها بالونات خفيفة الوزن، مليئة بغاز الهيليوم، وملحق بالبالون معدات تجسس مثل الكاميرا البعيدة المدى.

ويمكن إطلاقها من الأرض إلى الجو، حيث يمكنها التحليق على ارتفاع يزيد عن 18 ألف متر، أي فوق المسار المخصص للطائرات التجارية، وفي منطقة تعرف بـ”القريبة من الفضاء”.

ولدى التحليق في الجو، تستخدم هذه المناطيد مزيجا من التيارات الهوائية وجيوب الهواء المضغوط، التي يمكن أن تكون شكلا من أشكال التوجيه، لذلك يساعد ذلك في إبقائها أكبر مدة ممكنة، مما يوفر لها قدرة على التصوير الجوي الأعلى جودة من تصوير الأقمار الصناعية.

 لماذا يجري استخدام المنطاد في زمن الأقمار الاصطناعية؟

  • وفقا للمحلل الأمني والدفاعي، البروفيسور مايكل كلارك، فإن أكبر ميزة لدى مناطيد التجسس تجعلها أفضل من الأقمار الاصطناعية هي أنها قادرة على دراسة منطقة لفترة زمنية أطول.

وأضاف أنه يمكن لهذه المناطيد البقاء فوق منطقة ما لفترة طويلة.

وتابع: “بسبب الطريقة التي تدور بها الأرض، فما لم يكن القمر الاصطناعي فوق خط الاستواء، فأنت بحاجة إلى 3- 5 أقمار اصطناعية لتتبع بقعة معينة طوال الوقت.

وأردف: “هذه البالونات رخيصة نسبيا، وأسهل بكثير للإطلاق مقارنة بالأقمار الاصطناعية”.

الروايتان الأميركية والصينية

  • قال مسؤول دفاعي أميركي كبير إن واشنطن “واثقة للغاية” من أن المنطاد الصيني الذي يحلق على ارتفاع شاهق، كان يطير فوق مواقع حساسة بغية جمع المعلومات.

لذلك، ضربت البحرية طوقا على مكان إسقاط المنطاد قبالة سواحل ولاية ساوث كارولينا المطلة على المحيط الأطلسي، من أجل انتشال الحطام ومعرفة مكوناته.

في المقابل، تقول بكين إن الغاية من المنطاد كانت علمية وأنه وصل إلى الأجواء الأميركية بشكل عرضي، نافية نافيا قاطعا أن يكون هدفه التجسس على المصالح الأميركية.

لماذا تركت الولايات المتحدة المنطاد فترة طويلة قبل إسقاطه؟

  • بحسب وكالة “رويترز”، نصح قادة عسكريون بايدن في نهاية المطاف بعدم إسقاطه بسبب مخاطر الحطام المتساقط.
  • وأسقطت مقاتلتان حربيتان من طراز “إف- 22” المنطاد بعد أن ابتعد عن الأراضي الأميركية، وتحديدا قبالة سواحل ساوث كارولينا.
  • قال موقع “إكسيوس” الإخباري الأميركي إن الجيش أعد خطة لإسقاط المنطاد فوق البحر، لتقليل المخاطر.

 وستتأخر عملية انتشال الحطام أياما، بسبب غياب سفينة متخصصة في الأمر عن مكان الحطام، ومن المقرر بعد العثور على بقايا الحطام أخذه إلى مختبر مكتب التحقيقات الفيدرالي “أف بي آي” في ولاية فيرجينيا من أجل تحليلها، وفقا لشبكة “سي أن أن”.

هل استفادت الصين من منطادها؟

  • في مقال رأي على صحيفة “واشنطن بوست”، قال الصحفي الأميركي ديفيد إغناتيوس، أن المناطيد “لا يبدو أنها تجمع قدرا أكبر من المعلومات الاستخباراتية مما يمكن أن تجمعه الأقمار الاصطناعية الصينية في مدار أرضي منخفض”.

وأضاف: “يمكن أن تحوم البالونات لفترة أطول فوق أهداف معينة، لكن قدرتها على جمع المعلومات لا تختلف اختلافا جذريا عن الأنظمة الأخرى المتاحة للصينيين”.

هذا الأمر أكده مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، حيث قال إن المنطاد يوفر دقة أفضل في صوره، لكن لا يوفر معلومات أوفى مقارنة مع الأقمار الاصطناعية.

وأوضح: “أما بالنسبة للأخبار الرائجة حول أن البالون كان ينثر أجهزة تجسس صغيرة، مثل الميكرودرونات القادرة على مراقبة أهداف سرية، فلا يوجد دليل على هذا الأمر”.

هل منحت الصين هدية استخباراتية لواشنطن؟

  • نقل موقع إيه بي سي نيوز الأميركي عن مسؤول دفاعي كبير قوله إن إسقاط البالون إن الولايات المتحدة استفادت من منح الوقت للبالون حتى يخرج من الأراضي الأميركية، قائلا، “تحليق منطاد المراقبة فوق الأراضي الأمريكية كان ذا قيمة استخبارية بالنسبة لنا”. “لقد تمكنا من دراسة وفحص البالون ومعداته، والتي كانت ذات قيمة”.

التداعيات السياسية

  • كان أول أمر تأثر بحادثة المنطاد، إلغاء زيارة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى بكين التي كانت مقررة، الأحد، بعد أن أصبحت “الظروف غير مناسبة”.
  • كانت الزيارة تمثل فرصة لتهدئة التوترات المتصاعدة بين الطرفين على خلفية مجموعة من الملفات، خاصة جزيرة تايوان، واتفق على الزيارة الرئيسان جو بايدن وشي جين بينغ، خاصة أن الأخير بدأ يخفف من لهجته تجاه القوى الغربية.
  • بعد إسقاط المنطاد السبت، زاد التوتر بين البلدين، إذ أصدرت الخارجية الصينية بيانا أبدت فيه استياءها الشديد واعتراضها على استخدام الولايات المتحدة القوة لمهاجمة منطادها.
  • قالت بكين إنها تحتفظ بحقها لاتخاذ إجراءات ردا على إسقاط المنطاد.