تحذير من حرب أهلية إسرائيلية.. شرخ يكبر بين غانتس ونتنياهو

4


ويرى مراقبون أن التصريح “غير المسبوق” لغانتس يعكس صورة نزاع حاد في إسرائيل، يتخطى الصراع السياسي، وسط تهديد المعارضة بالنزول إلى الشارع.

“حرب أهلية لا أقل من ذلك”

 وزير الدفاع الإسرائيلي السابق بيني غانتس

وبمجرد التحدث عن مؤشر شرخ عميق في المجتمع الإسرائيلي المنقسم إلى “إسرائيل الأولى”، كما تسمى، وتمثل إلى حد كبير اليهود الغربيين من الطبقة الوسطى الذين يديرون الاقتصاد الإسرائيلي ويتحملون عبء الخدمة العسكرية ويمثلون إسرائيل العلمانية المناهضة لنتنياهو وائتلافه المتدين.

أما المعسكر الذي يمثله نتنياهو، فهو متدين وشرقي بغالبيته، استيطاني وبعيد عن الخدمة العسكرية، ويرى أن فوزه بالانتخابات تفويض كامل من أغلبية من في الشارع للقيام بكل ما يلزم للحفاظ على مصالح هذا المعسكر “إسرائيل الثانية”، والاستفادة قدر الإمكان من مقدرات الدولة، والإصلاحات في القضاء.

ويعتبر معسكر “إسرائيل الثانية” الانتصار الانتخابي ما هو إلا ضربة لآخر معاقل “إسرائيل الأولى” بعد إحكام السيطرة على البرلمان والحكومة.

وقال بيني غانتس، وزير الدفاع الاسرائيلي الأسبق: “أقول لنتنياهو إذا استمريت في الطريق الذي تسير فيه فإن المسؤولية عن الحرب الأهلية التي بدأت بالوصول إلى المجتمع الإسرائيلي ستكون عليك، أقول لك اليوم أنت تختار طريق العار ونحن نختار طريق النضال المحق”.

أما رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو فقال: “إن لدينا تفويض كامل من الشعب. هذا تحريض للتمرد ومن على منصات الكنيست، ومن لا يدين وصف وزير العدل بالنازي وحكومتي بالرايخ الثالث فهو من يزرع بذور الشغب، أن اتوجه لغانتس تراجع فورا عما قلته”.

لكن غانتس لا يتراجع لا هو ولا المعسكر الذي يمثله، ويعد بمزيد من التظاهرات كتلك التي جرت في تل أبيب، والتي تعد المعارضة الاسرائيلية بأنها ستكون فاتحة لصراع طويل عنوانه الاحتكام للشارع.

“لا ضرائب دون تمثيل”، بات هذا المبدء يصف شعور “إسرائيل الأولى” التي تشعر بأنها تحمل كل أعباء الدولة دون تمثيل سياسي يحمي مصالحها إزاء “إسرائيل الثانية”، فترى أن عليها  استكمال تحررها من الظلم التاريخي الذي تعرضت له على يد “إسرائيل الأولى” منذ نشوء الدولة، والصراع بين الطرفين يصل إلى مستويات غير مسبوقة.