بحر الصين الجنوبي.. حادثة “جزر سبراتلي” تلقي بظلال قاتمة

3


ففي أحدث محطات المواجهة، قال الجيش الصيني، الثلاثاء، إنه أبعد طرادا أميركيا مسلحا بصواريخ موجهة دخل بشكل غير قانوني، المياه بالقرب من جزر سبراتلي في بحر الصين الجنوبي.

وأفاد تيان جونلي المتحدث باسم قيادة المنطقة الجنوبية في جيش التحرير الشعبي الصيني، بأن “تصرفات الجيش الأميركي انتهكت بشكل خطير سيادة وأمن الصين”.

نقطة ارتكاز الصراع الصيني الأميركي

يقول الخبير الاستراتيجي بمعهد ستيمسون الأميركي للأبحاث، عامر السبايلة، في لقاء مع موقع “سكاي نيوز عربية”:

  • لا شك أن بحر الصين الجنوبي هو نقطة ارتكاز الصراع والمجابهة ما بين الصين والولايات المتحدة، خصوصا وأنه يعتبر من أكبر البحار بالعالم، حيث يطل على مختلف الدول التي ترغب واشنطن في حشدها لصفها في سياق صراعها المحتد على النفوذ في ذلك البحر، والذي يشكل ممر ملاحة بالغ الأهمية، فضلا عما يتمتع به من ثروات وموارد طبيعية ومن موقع جيوسياسي محوري”.
  • فهذا البحر خلال السنوات الماضية بات يحظى بالأولوية لدى بكين التي تعمل على توسيع نفوذها فيه، لدرجة وكأنه بحر خاص بها فقط، ما دفع واشنطن بالمقابل لتنسيق المواقف مع الدول المطلة عليه كالفلبين وسنغافورة وتايوان وغيرها، لمواجهة سعي الصين لبسط سلطتها المطلقة على هذا البحر، والتأكيد على حرية الملاحة الدولية فيه.
  • رغم الرفض الأميركي، يبقى بحر الصين الجنوبي أحد أبرز مقومات القوة في الفكر الاستراتيجي الصيني، المؤسسة لتوسع دور بكين العالمي وخاصة عبر تحكمها من خلال هذا البحر في خطوط التجارة الدولية.

نزاع إقليمي دولي

من جهته يقول الخبير العسكري ورئيس مركز صقر للدراسات مهند العزاوي، في حوار مع موقع “سكاي نيوز عربية”:

  • قبل أيام أعلنت واشنطن أنها تؤمن بمبدأ الصين الواحدة، لكن هذا لا يشمل جزر سبراتلي المتنازع عليها بين الصين وتايوان والفلبين وماليزيا وبروناي وفيتنام، وقد حاولت بكين مؤخرا فرض سيطرتها على تلك الجزر لضمان بسط نفوذها على بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان، لكن واشنطن تؤكد أن هذه مياه دولية وليست إقليمية صينية.
  • مرور هذا الطراد الأميركي بهذه المنطقة هو ولا شك رسالة تحد للصين وإثبات وجود عسكري، رغم أن الطرادات عادة ما تستخدم لمهام دوريات المطاردة للقراصنة مثلا، أو لمواكبة حاملات الطائرات والسفن الحربية الضخمة، ولا تستخدم للمهام القتالية المباشرة رغم كونها مسلحة بطبيعة الحال.
  • لكنها خطوة تنسجم مع رؤية واشنطن التي تشدد على أن ممرات بحر الصين الجنوبي دولية، ومن حق السفن والقطع البحرية الأميركية عبورها، في محاولة لتذكير الصين بعدم شرعية عسكرتها لهذا البحر عامة ولمضيق تايوان خصوصا ولا سيما خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث يتكرر بشكل شبه يومي اختراق المياه الإقليمية التابعة لتايوان من قبل الصين.
  • وهكذا فما يحدث هو ترجمة للاستراتيجية الأميركية والأطلسية التي تعتبر الصين المنافس الأول والأخطر وخاصة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وهذه الاحتكاكات في بحر الصين الجنوبي هي ترجمة لذلك وعلى شكل رسائل سياسية متبادلة بين الطرفين وإن بأدوات عسكرية، حيث أن هذه المنطقة شريان تجاري عالمي ومنطقة نفوذ استراتيجي حيوي، وواشنطن تحرص لهذا على تعزيز حضورها العسكري والسياسي في هذا الجزء من العالم، كي لا يقع في يد الصين كلية، وبما ينسجم مع استراتيجة الدفاع الوطني الأميركي 2022.

الأهمية الاستراتيجية بحر الصين الجنوبي

  • من أهم الطرق الملاحية التجارية حيوية في العالم، فهو واحد من الشرايين التجارية الرئيسة التي تجمع الممرات المائية من كل من سنغافورة وماليزيا، وتتصل بدول أخرى كثيرة تمتد إلى إندونيسيا والفلبين .
  • وفير بالمصادر الاقتصادية، والحياة البحرية التي توفر الغذاء اللازم للمنطقة كثيفة السكان.
  • بالغ الأهمية للعالم بأسره فيما يتعلق بحركة التجارة الدولية، وليس فقط للدول التي تستخدمه.
  • وفق بيانات صادرة عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، فإن نحو 21 بالمئة من إجمالي التجارة العالمية، والتي تقدر قيمتها بنحو 3.37 تريليون دولار، قد مرت عبر هذا البحر في عام 2016 .