بعد 50 عاماً من التطوير المستمر … تعايش البشر والروبوتات يقترب من الكمال

1


ت + ت – الحجم الطبيعي

  • هذه المجموعة من القصص الخبرية قائمة على سيناريوهات افتراضية تدور أحداثها في العام 2071 وقد كتبها خبراء في قطاعات المستقبل وكتّاب متخصصين في الخيال العلمي.

 

مع شروق شمس يوم جديد، بدأت “نايا” بالشعور بالندم مجدداً على السماح بإدراج المشاعر البشرية في نظامها الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي بالكامل؛ لربما كان من الأفضل لو لم تفرض عليها والدتها أن تجرب حياة البشر وأن تشعر بما يشعر به البشر.

كانت نايا مسؤولة عن الإشراف على نظام صارم يجب الحفاظ على أمنه وسلامته واستقراره دائماً مهما حدث.

كانت تستمتع وهي تراقب النظام وترى كيف يعمل البرنامج بسلاسة وهدوء، وتتأمل الغرف الزجاجية التي تشبه بتلات الزهور المتفتحة تدور أمامها لتكشف لها ملايين العوالم الواقعية. ترى في كل منها إنساناً بمفرده، يعيش وفق التركيبة الصحيحة من الهرمونات ويخضع لإجراءات صارمة للتأكد من سلامة عملياته الحيوية؛ بينما تم إلغاء إمكانية التفاعل البشري فيما بينهم!

لقد رأت البشرية والذكاء الاصطناعي منذ سنوات أن الحصول على كل المزايا في آنٍ واحد أمر ممكن، حيث لا مزيد من الجوع أو الفقر أو الحروب، وحيث يتمتع كل شخص بالحق في تشكيل عالمه الخاص كما يريد؛ لكن كان ثمن ذلك هو إلغاء التعامل بين البشر.

فجأة، بدأ النظام في إصدار ضوء مشع بشكل لا يُحتمل. اقتربت نايا بحذر من الغرف الزجاجية المُصغّرة وهي تراقب حلقات الحياة المختلفة. رأت في كل غرفة معارك وخلافات وقلوباً مكسورة.

“ماما!؟”

كانت والدة نايا تقف في مكان قريب، والغريب أنها كانت بشرية وأبقت على بشريتها دون تعديل أو تحسين، وقد أعادتها هذه المشاهد والأحاسيس إلى طفولتها، فاصطحبت نايا عبر نفق زمني لتعيشا تلك الذكريات كما لو كانت واقعاً. أحسّت نايا بمشاعر قوية بداخلها، وهو ما أخل بتوازن ذلك النظام الصارم، فبدأت الغرفة التي كانت فيها بالاهتزاز، وتحول الزجاج المحيط بها إلى سائل أسود لزج. وبدأت تتلاشى والدتها من أمامها في فقاعة مظلمة.

حين فتحت نايا عينيها مرة أخرى، شعرت بوحدة عميقة.

كان النظام يعمل بشكل جيد لمدة طويلة. فكل يوم، يقوم كل إنسان بإنشاء صورة رمزية “أفاتار” عن نفسه ويضع سيناريو ليومه. إلا أن النظام كان قائماً على قاعدة واحدة فقط وهي عدم وجود أي تفاعل مع المخلوقات الأخرى لتجنب الصراعات، لكن الثمن كان باهظًا، وهو نهاية الحياة الاجتماعية!

أمسكت نايا بغرفتين من تلك الغرف المصغّرة الشبيهة ببتلات الزهور وقربتهما من بعضهما، لكنهما سرعان ما التحمتا معاً وأصبح العالمان عالمًا واحدًا. عالم قائم على واقع جديد لسكانه، يشعرون فيه بالاهتمام تجاه بعضهم، بمشاعر لم يجربوها منذ زمن طويل، ها هم يتلامسون، ويبتسمون، ويتحدثون.

شعرت نايا حين تأمّلت هذا المشهد أن هذا العالم الجديد يغفر لها إخلالها بالنظام السابق.

لقراءة المقال الكامل والاطلاع على الصور: The Update – NGFP (nextgenforesight.org)

Email