جزيرة الرقائق.. لماذا تخشى تايوان من فقدان “درع السيليكون”؟

2


خاضت دول العالم خلال عام 2023 سباقاً محموماً لمحاولة الاستحواذ على أكبر حصة ممكنة في صناعة الرقائق الإلكترونية، التي باتت عنواناً للتنافس الدولي في السنوات الثلاث الأخيرة.

فمن الولايات المتحدة مروراً ببريطانيا وفرنسا وألمانيا وكوريا الجنوبية واليابان وصولاً إلى الصين، شهد قطاع صناعة الرقائق الإلكترونية في 2023 الإعلان عن استثمارات هائلة بمئات المليارات من الدولارات، وذلك لأجل هدف واحد، وهو تحقيق الدول الاكتفاء الذاتي في صناعة الرقائق الالكترونية، وتقليل الاعتماد على المصادر الخارجية.

وفي صراع الاستحواذ على التكنولوجيا المصنّعة للرقائق الإلكترونية، لا يوجد تحالفات فالجميع يلعب ضد الجميع، حيث تحاول كل دولة من الدول المشاركة في الصراع، تقديم إغراءات مالية ضخمة، لحث مُصنّعي الرقائق على نقل نشاطهم إلى أراضيها، بما يساعد هذه الدول في الهيمنة على المستقبل الرقمي للعالم، عبر امتلاك هذه السلعة الاستراتيجية التي هي عبارة عن قطعة معدنية صغيرة مصنوعة من السيليكون.

في الوقت الذي تخوض فيه الدول الكبيرة معركة السيطرة على صناعة الرقائق الإلكترونية، تحاول “جزيرة الرقائق” تايوان، التي تحتكر حالياً معظم الإنتاج العالمي من الرقائق، تدارك ما يحصل لعدم السماح لمنافسيها الكُثر بسلبها “درع السيليكون” الذي تمتلكه والذي حوّلها من دولة زراعية فقيرة في الخمسينيات إلى دولة صناعية مؤثرة في أدق تفاصيل حياة البشر اليومية حالياً.

ويعود سبب القوة التي تتمتّع بها تايوان في عالم الرقائق، إلى أنها موطن لشركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة (تي إس إم سي) وهي أكبر شركة لصناعة الرقائق في العالم، إذ تستحوذ على أكثر من 50 بالمئة من الإنتاج العالمي للرقائق العادية ومتوسطة القوة، كما تستحوذ الشركة على أكثر من 90 بالمئة من الإنتاج العالمي للرقائق فائقة التطور.